الجيش الليبي يطلق عملية عسكرية واسعة لتأمين الحدود الجنوبية

time reading iconدقائق القراءة - 5
الجيش الليبي ينشر قوات في مدينة سبها لتأمين منطقة الجنوب الغربي لليبيا. 21 أغسطس 2023 - facebook/LNAspox
الجيش الليبي ينشر قوات في مدينة سبها لتأمين منطقة الجنوب الغربي لليبيا. 21 أغسطس 2023 - facebook/LNAspox
دبي-الشرق

أطلق الجيش الليبي، الجمعة، عملية عسكرية واسعة ومحددة الأهداف في النطاق الحدودي الجنوبي، لتأمين حدود ليبيا مع النيجر وتشاد، اللتين تشهدان صراعات داخلية متفاقمة، وسط مخاوف من توسع نطاق انتشار الجماعات المسلحة في منطقة الساحل. 

وشدد الجيش الليبي في بيان، على أنه "لن يسمح بأن تكون بلادنا منطلقاً لأي جماعات أو تشكيلات مسلحة تشكل تهديداً لجيراننا، أو قاعدة انطلاق لأي أعمال غير قانونية".

وذكر البيان الذي نشره الناطق باسم القائد العام للجيش اللواء أحمد المسماري على فيسبوك، أن "القوات البرية والجوية تشارك في العملية العسكرية"، مؤكداً أنها "لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها التي وضعتها لها القيادة العامة". 

وأكد الجيش الليبي، على ضرورة "المحافظة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الصديقة والشقيقة والجارة ومشاكلها السياسية".

ووجهت القوات الجوية الليبية، ضربات للمجموعات المسلحة الأجنبية على الحدود الليبية-التشادية، مع قيامها باستطلاع جوي دائم عبر مظلة جوية فوق منطقة العمليات العسكرية، بحسب المسماري.

وأشار المسماري إلى أن "إنزالاً مظلياً للقوات الخاصة التابعة للواء طارق بن زياد المعزز تم خلف تمركزات العدو، لتنفيذ مهام قتالية محددة في إطار عملية تطهير الجنوب الغربي الليبي".

وذكرت وسائل إعلام ليبية أن "طائرات تابعة للجيش الوطني الليبي قصفت تجمعات للمعارضة التشادية على الحدود مع تشاد"، فيما أشارت صحيفة "الساعة 24" الليبية عبر تويتر إلى أن "وحدات من الجيش الوطني الليبي نفذت إنزالاً جوياً قرب جبال كلنجا قرب الحدود التشادية بعد القصف".

وكان الجيش الليبي، قال إن آمر غرفة عمليات القوات البرية صدام خليفة حفتر، وآمر قوة عمليات الجنوب المبروك سحبان وصلا إلى الحدود الجنوبية، وتحديداً تلك المشتركة مع تشاد، للإشراف على عمليات عسكرية موسعة لتأمين الحدود.

حالة طوارئ

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية بالحكومة المعينة من البرلمان، "رفعها حالة الطوارئ والاستعدادات إلى الدرجات القصوى في المنطقة الجنوبية"، خاصةً بالمدن الواقعة قرب حدود النيجر.

وقالت الوزارة الليبية في بيان، إن هذا يأتي في ظل "الأحداث المتسارعة التي تشهدها الدول المطلة على طول امتداد الحدود الجنوبية للدولة الليبية"، مؤكدةً أنها "قدمت دعماً إضافياً إلى جميع مديريات الأمن في المنطقة الجنوبية؛ بُغية ضمان سير عملها بالشكل المناسب، بالإضافة إلى جعلها جاهزة في حالة حدوث تصعيد في النيجر".

وأشارت إلى أنها "تعمل بالتنسيق مع القوات المسلحة لمنع استغلال تردي الوضع الأمني في النيجر، من قبل المنظمات الإرهابية، والتشكيلات الموالية لها من القيام بأي نشاط خارج عن القانون أو أي عمل يهدد سلامة الوطن والمواطن". 

وكان الجيش الليبي، أعلن في وقت سابق هذا الشهر، جاهزيته لبدء المرحلة الثانية من خطة لتأمين وحماية الحدود بجنوب غرب البلاد مع دول الجوار، خاصة تلك التي تشهد صراعات وأزمات.

وأثار انقلاب في النيجر، الشهر الماضي، حالة من القلق بين دول إفريقية وحلفاء من الغرب، خشية أن يسمح الانقلاب للجماعات المسلحة النشطة في منطقة الساحل، بتوسيع نطاق انتشارها. 

أزمة تشاد

أما في تشاد، فقد هددت جماعة مسلحة في شمال البلاد، بالتصدي للحكومة التي يقودها الجيش في البلاد، وذلك بعد أيام من إعلان جماعة مسلحة أخرى إنهاء وقف إطلاق النار المستمر منذ 2021، والذي استدعى توجه الرئيس المؤقت إلى خطوط المواجهة.

وتجدد التوتر على الحدود الشمالية لتشاد مع ليبيا، حيث انحسر القتال بين المسلحين والجيش بعد سقوط الرئيس إدريس ديبي في ساحة المعركة في 2021.

وتسلم ابنه محمد إدريس ديبي السلطة، بعد وفاة والده ويسعى إلى استعادة السلام، إذ عفا عن مئات المسلحين السجناء، وحث الجماعات على المشاركة في محادثات سلام.

ووقع أكثر من 30 فصيلاً معارضاً، اتفاقية سلام مع السلطات الانتقالية التشادية في الدوحة العام الماضي، إلا أن أقوى الجماعات المسلحة، وهي "جبهة التغيير والوفاق في تشاد" والمتمركزة في ليبيا، رفضت المشاركة في الاتفاقية.

وعانى ديبي من انتكاسة أخرى، السبت الماضي، حينما اتهمت الجبهة السلطات بقصف إحدى قواعدها، الأسبوع الماضي، وأنهت سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنته في 2021.

ورد ديبي، الأحد الماضي، بالقول: إن "الجيش نفذ الهجوم بعد عبور متمردي الجبهة إلى الأراضي التشادية"، مضيفاً في خطاب تلفزيوني من خط المواجهة، أنه سيكون هناك لمدة أسبوع للإشراف على العمليات، محذراً الجبهة من أنه سيقود بنفسه معركة لمحاربتهم إن لم يكفوا عن القتال.

وحذت جماعة متمردة أخرى حذو الجبهة، الثلاثاء الماضي، وتعهدت باستخدام "جميع السبل اللازمة" لاستعادة الديمقراطية في تشاد.

وقالت "الجبهة الشعبية للإصلاح" في بيان، "بلادنا رهينة لدى حفنة من (الأشخاص) المستهترين"، داعية جميع "القوى الوطنية" إلى الاتحاد من أجل "انتفاضة وطنية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات