بسبب "مياه فوكوشيما".. اليابان تحذر الصين من حملة "مضايقات هاتفية"

time reading iconدقائق القراءة - 6
محطة فوكوشيما النووية المطلة على المحيط الهادئ في اليابان. 25 أغسطس 2023 - REUTERS
محطة فوكوشيما النووية المطلة على المحيط الهادئ في اليابان. 25 أغسطس 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

دعت اليابان، الصين، الأحد، إلى ضمان أمن المقيمين اليابانيين فيها، بعد موجة من المضايقات الهاتفية التي استهدفت الشركات اليابانية، إثر بدء طوكيو تصريف مياه محطة فوكوشيما النووية على الرغم من المعارضة الصينية.

وقالت وزارة الخارجية اليابانية، في بيان، إن المكاتب والشركات اليابانية "تلقت وابلاً من الاتصالات الهاتفية، لا سيما من الصين، للشكوى من تصريف المياه"، موضحة أنها "طلبت من السفارة الصينية في اليابان دعوة المواطنين في الصين إلى التزام الهدوء".

وحثت الوزارة، الحكومة الصينية على "اتخاذ الإجراء المناسب، ودعوة الناس إلى الرد بهدوء"، واصفةً المكالمات بـ"المؤسفة والمثيرة للقلق".

وحذرت السفارة اليابانية في بكين، على منصة التواصل الاجتماعي الصينية "Weibo"، من إمكانية اعتبار المكالمات المزعجة، "نشاطاً إجرامياً".

وأشارت إلى أن المكالمات التي تتلقاها "المنشآت التجارية والمستشفيات" اليابانية، يمكن أن تؤدي إلى "أضرار اقتصادية، وتعرض الأرواح إلى الخطر"، بحسب وكالة "كيودو" اليابانية.

بدأت الاتصالات ومصدرها الصين استهداف الشركات اليابانية، منذ أن باشرت شركة "تيبكو" التي تدير محطة فوكوشيما دايشي النووية، الخميس الماضي، تصريف المياه المستخدمة في تبريد مفاعلاتها في البحر، ما أثار احتجاجات داخل اليابان ومن الدول المجاورة لا سيما الصين التي فرضت حظراً على واردات المنتجات البحرية من اليابان.

ونقلت وكالة "كيودو" عن رجل أعمال في فوكوشيما قوله إن 4 مطاعم ومحال للحلويات يملكها تلقت ما يناهز 1000 اتصال، الجمعة الماضي، غالبيتها من الصين، الأمر الذي دفع مؤسسات عدة إلى قطع خطوطها.

معارضة صينية

وعارضت وزارة الخارجية الصينية، قرار اليابان البدء في تصريف المياه المعالجة المشعة من محطة فوكوشيما، مشيرةً، في بيان، إلى أن "التخلص من المياه الملوثة يعد قضية رئيسية تتعلق بالسلامة النووية ولها آثار عابرة للحدود، وأن المسألة ليست بأي حال من الأحوال تخص اليابان وحدها".

لكن وزارة البيئة اليابانية أعلنت، الأحد، أن الاختبارات التي أجريت على مياه البحر بالقرب من محطة فوكوشيما "لم ترصد أي نشاط إشعاعي".

وتقول اليابان ومنظمات علمية إن المياه صارت آمنة بعد خضوعها لعمليات ترشيح لإزالة معظم العناصر المشعة باستثناء التريتيوم، وهو نظير مشع للهيدروجين.

ونظراً لصعوبة فصل التريتيوم عن الماء، يتم تخفيف مياه محطة فوكوشيما حتى تنخفض مستويات التريتيوم إلى ما دون الحدود المسموح بها.

وقالت وزارة البيئة اليابانية إن "الاختبارات التي أجرتها للعينات المأخوذة من 11 نقطة بالقرب من المحطة أظهرت أن تركيز نظائر التريتيوم المشعة أقل من الحد الأدنى الذي يمكن اكتشافه وهو من 7 إلى 8 بيكريل من التريتيوم لكل لتر من المياه".

وأضافت أن مياه البحر "لن يكون لها أي تأثير سلبي على صحة الإنسان أو البيئة"، في حين ذكر مسؤول لوكالة "رويترز"، أن "الوزارة ستنشر نتائج الاختبارات أسبوعياً على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة على الأقل".

وقالت وكالة مصائد الأسماك اليابانية إن عمليات فحص أسماك من المياه المحيطة بالمحطة لم تظهر أي خلل وأظهرت اختبارات أجرتها الوكالة، السبت، أن الأسماك لا تحتوي على مستويات يمكن اكتشافها من التريتيوم.

وأشارت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو" التي تدير المحطة، الجمعة، إلى أن مياه البحر القريبة من المصنع تحتوي على أقل من 10 بيكريل من التريتيوم لكل لتر، وهو أقل من الحد الذي حددته الشركة لنفسها وهو 700 بيكريل وأقل بكثير من الحد الذي حددته منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب وهو 10 آلاف بيكريل.

ولفتت "تيبكو"، إلى أنها "لم ترصد أي تغيير كبير"، فيما نشرت مقاطعة فوكوشيما أيضاً نتائج اختبارات من 9 مواقع بالقرب من المحطة أظهرت أن التريتيوم أقل من الحدود التي يمكن اكتشافها.

خبراء من كوريا الجنوبية

وغادر 3 خبراء كوريين جنوبيين في مجال السلامة النووية إلى اليابان، الأحد، لمراقبة تصريف المياه الملوثة من المحطة المعطلة، حسبما نقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن مسؤول لم تسمه.

وقال المسؤول إن "خبراء المعهد الكوري للسلامة النووية يعتزمون زيارة مكتب فوكوشيما للوكالة الدولة للطاقة الذرية التابع للأمم المتحدة".

تأتي هذه الزيارة بعد أن توصلت كوريا الجنوبية واليابان والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتفاق بشأن زيارة الخبراء الكوريين الجنوبيين إلى مكتب الوكالة كل أسبوعين لمراقبة تصريف المياه الملوثة.

يأتي ذلك وسط احتجاجات في مدينة فوكوشيما اليابانية، للتنديد بالتصريف المستمر للمياه المشعة من المحطة.

وسافر 4 مشرعين كوريين جنوبيين إلى اليابان من أجل الانضمام إلى مظاهرة نظمها ائتلاف يضم حوالي 300 مجموعة مدنية وسياسية وعمالية معارضة للتصريف، بحسب وكالة "يونهاب".

وقال النائب وو وون-شيك إنه "على الرغم من أن حكومة يون سيوك-يول تدعم تصريف الحكومة اليابانية المياه في المحيط، إلا أن غالبية الكوريين الجنوبيين يعارضون ذلك بوضوح".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات