قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها اطلعت على مقطع الفيديو الذي نشرته وسائل إعلام روسية رسمية لاعترافات مواطن روسي بالتخابر لصالح واشنطن، والصور التي تظهر طلبات استدعاء أصدرها جهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، لدبلوماسيين أميركيين يعملان في السفارة الأميركية في موسكو.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان نشر على موقع الوزارة، إن المزاعم ضد المواطن الروسي روبرت شونوف الذي تتهمه روسيا بالتخابر مع واشنطن "دون أساس إطلاقاً".
وتابع: "كما أوضحنا سابقاً، السيد شونوف كان يعمل لدى شركة متعاقدة مع السفارة الأميركية في موسكو لتقديم خدمات إليها، بالتزام صارم بالقوانين والقواعد الروسية".
واعتبر أن "استهداف روسيا للسيد شونوف تحت قانون (التعاون السري)، لا يدلل سوى على الأفعال القمعية المتزايدة التي تتخذها الحكومة الروسية ضد مواطنيها".
وأعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية عن اعتراض الوزارة "بشدة"، على قيام جهاز الأمن الروسي بمحاولة "ترهيب ومضايقة" موظفيها، بـ"معاونة وسائل الإعلام الحكومية"، في إشارة إلى نشر صور لطلبات استدعاء للدبلوماسيين سيلين جيفري وبرنشتاين ديفيد، وتتهمها موسكو بتقديم مكافآت لشونوف نظير المعلومات التي يقدمها.
وشدد ميلر على أن روسيا "ملزمة بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية بمعاملة الدبلوماسيين باحترام واتخاذ الخطوات الملائمة لمنع أي هجوم على أشخاصهم، أو حرياتهم، أو كرامتهم".
وقال إن الولايات المتحدة "تتوقع وفاء روسيا بالتزاماتها".
واعتقلت السلطات الروسية شونوف في مايو الماضي، لكن لم يوجه له الاتهام حتى الاثنين.
اتهام بالتخابر واستدعاء دبلوماسيين
ووجه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الاثنين، الاتهام لروبرت شونوف الموظف السابق بالقنصلية الأميركية في فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا بجمع معلومات عن الحرب في أوكرانيا وقضايا أخرى لحساب الولايات المتحدة، بحسب ما أوردته وكالة تاس للأنباء، الاثنين.
وقال جهاز الأمن الروسي إنه سيستدعي الدبلوماسيين في السفارة الأميركية في موسكو سيلين جيفري وبرنشتاين ديفيد.
واتهم الجهاز الدبلوماسيين الأميركيين بـ"تقديم مكافأة مادية لشونوف، لجمع معلومات عن سير العملية العسكرية الخاصة، وكذلك عمليات التعبئة في المناطق الروسية".
موظف لمدة 25 عاماً
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن شونوف عمل في القنصلية الأميركية في فلاديفوستوك لمدة 25 عاماً، وأنه بدأ العمل كمتعاقد مع شركة خاصة تقدم خدماتها للسفارة الأميركية في موسكو في أبريل 2021، بعدما طلبت الحكومة الروسية إقالة كافة المواطنين الروس الذين يعملون لدى القنصليات والبعثات الدبلوماسية الأميركية في البلد، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ميلر.
وأوضح ميلر أن وظيفة شونوف كانت كتابة ملخصات عن التقارير الإعلامية من وسائل إعلام روسية، وأن توظيفه اتبع بشكل صارم القوانين والقواعد الروسية.
"أنشطة غير قانونية"
وأعلن جهاز الأمن الروسي، في بيان أوردته وكالة "سبوتنيك" الروسية، إحباط أنشطة غير قانونية لموظف سابق في القنصلية العامة الأميركية في مدينة فلاديفوستوك الروسية.
وجاء في بيان مركز العلاقات العامة التابع للجهاز: "أحبط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أنشطة غير قانونية لمخبر السفارة الأميركية في موسكو، وهو موظف سابق في القنصلية العامة الأميركية في فلاديفوستوك، المواطن الروسي روبرت شونوف، وتم توجيه تهمة له بارتكاب جريمة بموجب المادة 275.1 من القانون الجنائي الروسي، والمتعلق بالتخابر سراً مع دولة أجنبية".
وبحسب الأمن الفيدرالي، فمنذ سبتمبر 2022، حتى اعتقال شونوف، "نفذ المهام المطلوبة من قبل موظفي القسم السياسي في السفارة الأميركية في موسكو سيلين جيفري وبرنشتاين ديفيد، مقابل مكافأة مادية، لجمع معلومات عن سير العملية العسكرية الخاصة، وكذلك عمليات التعبئة في المناطق الروسية".
وأضاف الجهاز في بيانه: "من المقرر استجواب هذين الدبلوماسيين الأميركيين، وقد تم إصدار أوامر استدعاء إلى سفارة الولايات المتحدة في موسكو".