تباين في مواقف الجمهوريين حول تنحي ماكونيل بسبب حالته الصحية

time reading iconدقائق القراءة - 8
زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل يتجمد أمام الكاميرات في مؤتمر صحافي في ولاية كنتاكي. 30 أغسطس 2023 - REUTERS
زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل يتجمد أمام الكاميرات في مؤتمر صحافي في ولاية كنتاكي. 30 أغسطس 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

حاول زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل، الخميس، تهدئة المخاوف المتعلقة بحالته الصحية، التي يعتبرها "سراً من أسرار الدولة"، بعدما تجمد عدة ثوان خلال مؤتمر صحافي بولاية كنتاكي، للمرة الثانية في غضون 5 أسابيع، ما أثار تساؤلات بشأن حالته الصحية.

وبدا أن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، تجمد لفترة وجيزة أمام الكاميرات ولم يتمكن من الإجابة عن سؤال من صحافي في حدث بولاية كنتاكي، الأربعاء، بعد أسابيع من تعرضه لحادث مماثل في واشنطن. 

وأعاد الجمهوريون في مجلس الشيوخ التأكيد على تأييدهم لماكونيل، فيما لم يسأل أحدهم ما إذا كان يتعين على الزعيم الجمهوري "المخلص"، البالغ من العمر 81 عاماً، أن يضع جدولاً زمنياً للتنحي عن منصبه القيادي، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".

وأثارت الحادثة الكثير من اللغط مجدداً بين أعضاء مجلس الشيوخ بشأن أداء الزعيم الجمهوري، كما ظهرت دعوات من جانب بعض الجمهوريين من خارج المجلس، تطالب ماكونيل بالتخلي عن منصبه، بحسب الصحيفة.

وذكرت الصحيفة الأميركية، أنه في حال بات الجمهوريون غير راضين عن استمرار ماكونيل في إخفاء وضعه الصحي، فإن بإمكانهم طلب عقد اجتماع خاص لمؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ لمناقشة الأمر، لافتة إلى حاجتهم فقط إلى جمع عدد قليل من التوقيعات لبدء المناقشات.

ووفقاً للصحيفة، لم يقدم حتى الآن أحد من الجمهوريين مثل هذا الطلب، فيما يعتقد كبار المساعدين أن أعضاء مجلس الشيوخ يرغبون في رؤية ماكونيل على انفراد، خلال الأسبوع المقبل، قبل أن يقرروا مدى ضرورة اتخاذ مثل هذا الإجراء.

"سر من أسرار الدولة"

وبسبب عدم قدرتهم على التحدث إلى ماكونيل بشكل مباشر، لجأ الجمهوريون إلى المكالمات الهاتفية والرسائل النصية للتحدث إلى الزعيم الجمهوري، ومع بعضهم البعض بشأن حالته الصحية.

وأشارت "واشنطن بوست"، إلى أنه عرف عن ماكونيل أنه يتعامل مع حالته الصحية وكأنها "سر من أسرار الدولة".

وقال جون كورنين السيناتور الجمهوري من ولاية تكساس، وأحد المقربين من ماكونيل، لـ"واشنطن بوست": :تحدثت إلى ماكونيل ويبدو أنه في حالة جيدة، والجميع يتمنى أن يكون بخير".

ولكن يشعر بعض الجمهوريين بأن الواقعة تمثل إشارة جديدة لضرورة تنحي ماكونيل عن منصبه.

وذكر بوب بارني، ممثل الحزب الجمهوري في مقاطعة جيسامين بولاية كنتاكي لـ"واشنطن بوست"، أن مجموعته تعتقد أن ماكونيل "يجب أن يتخلى عن دوره القيادي"، معتبراً أنه "بات من الواضح أن ماكونيل لن يُعاد انتخابه كزعيم، وأنه في طريقه إلى التقاعد".

وأعرب بوب بارني عن "شعور الجميع بخيبة أمل كبيرة، لأن ماكونيل لم يدع شخصاً آخر يتولى القيادة في عام 2022"، واصفاً هذا القرار بأنه "لم يكن حكيماً في ذلك الوقت".

وقال بارني، الذي صوت الحزب الجمهوري في مقاطعته لصالح "توجيه اللوم لماكونيل" على خلفية دعمه قانون "المجتمعات الأكثر أماناً من الحزبين"، وهو أكبر تشريع للحد من امتلاك الأسلحة النارية يصادق عليه الكونجرس في 30 عاماً، إن الزعيم الجمهوري "يفرض هيمنته بدرجة كبيرة على الحزب الجمهوري في كنتاكي "، مستبعداً أن تكون هناك شفافية بشأن حالته الصحية.

ونشرت مجلة "ناشيونال ريفيو" المحافظة ذائعة الصيت، الخميس، مقالة رأي دعت فيها ماكونيل إلى "التنحي".

وبعد أن وصفته الصحيفة بـ"الأسطورة الحقيقية في مجلس الشيوخ الأميركي"، قالت: "حان الوقت لكي يتخذ عضو مجلس الشيوخ من كنتاكي، بعد مسيرة طويلة وملهمة، قرار التنحي عن القيادة".

وفي المقابل، أشارت "واشنطن بوست" إلى أنه على الرغم من ذلك، يبدو أن العديد من الجمهوريين في كنتاكي مستعدون لمواصلة دعمهم لماكونيل.

التشخيص الطبي

وفقد ماكونيل القدرة على الحديث لأكثر من 20 ثانية، أثناء تلقيه أسئلة الصحافيين بعد فعالية استضافتها مدينة كوفينجتون بولاية كنتاكي الأميركية، فيما أعلن المتحدث باسم الزعيم الجمهوري أن ماكونيل "أصيب بالدوار للحظات أثناء المؤتمر الصحافي".

وقال بريان موناهان، الطبيب المعالج في الكونجرس في خطاب إلى الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، إنه "تواصل مع ماكونيل بشكل شخصي، وتشاور مع أطباء الأعصاب المتابعين لحالته"، مشيراً إلى أنه "بعد تقييم الحادثة، أبلغت السيناتور بأن حالته الصحية تمكنه من مواصلة جدول أعماله كما هو مخطط له".

وأضاف أن "الدوار العرضي شائع في حالات التعافي من الارتجاج، وهو يأتي بسبب الجفاف".

وأشار الطبيب المعالج إلى حادثة سقوط ماكونيل خلال حفل عشاء خاص في أحد فنادق واشنطن، في مارس الماضي، ما تسبب في إصابته بارتجاج وكسر أحد ضلوعه، وتغيبه عن العمل في مجلس الشيوخ لمدة 6 أسابيع تقريباً، قبل أن يعود إلى عمله، في أبريل الماضي.

ولم يحدد موناهان السبب وراء معاناة ماكونيل من السقوط لأكثر من 4 سنوات، وكانت بعضها خطيرة، وأسفرت عن إصابات فيما كانت الأخرى حالات تعثر خفيفة بسبب مشكلات صحية متعلقة بالاتزان.

وقال 3 أطباء أعصاب استشارتهم "واشنطن بوست"، إنه "من المستحيل تشخيص حالة مريض عبر مقاطع فيديو قصيرة"، لكنهم أضافوا أن الواقعتين المشابهتين تشيران إلى بعض التفسيرات المحتملة، بينها "التشنجات الموضعية أو الانخفاض المؤقت في ضغط الدم".

وشدد الأطباء الثلاثة على "ضرورة إجراء فحص طبي شامل وتحاليل كاملة، بينها فحوصات على المخ لتشخيص المشكلة".

وقال دان مايكل تشيتكوفيتش، رئيس قسم الأعصاب في المركز الطبي التابع لجامعة فاندربيلت، لـ"واشنطن بوست"، إنه "إذ عرض عليّ أحد مقطع فيديو لشخص كان يتكلم خلاله بصورة طبيعية قبل أن يتوقف فجأة عن الكلام لمدة 15 إلى 20 ثانية حتى دقيقتين، سأشك بقوة في حدوث نوبة".

ولفت الأطباء إلى أن إصابة ماكونيل بشلل الأطفال في صغره، تسببت في صعوبة المشي لديه وتفاقم خطر تعرضه للسقوط، على الرغم من أن عملية المشي يمكن أن تتدهور بصورة طبيعية نتيجة تقدم العمر.

وأشارت "واشنطن بوست"، إلى أن ماكونيل ليس عضو مجلس الشيوخ الوحيد الذي لفتت المشكلات الصحية التي تعرض لها أخيراً الانتباه الأميركي، وأثارت دعوات تطالب بتقاعده.

وأوضحت الصحيفة، أن عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية من ولاية كاليفورنيا، ديان فاينشتاين، التي كانت أكبر أعضاء مجلس الشيوخ سناً عن عمر 90 عاماً، سبق أن تغيبت عن العمل لمدة شهرين، خلال العام الجاري، بسبب إصابتها بمرض القوباء المنطقية.

وعلى الرغم من عودتها إلى الكابيتول، في مايو الماضي، بعد تعافيها من الإصابة بالالتهاب الدماغي، وهو أحد المضاعفات الخطيرة لمرض القوباء المنطقية، إلا أن فاينشتاين تصدرت عناوين الأخبار عدة مرات بسبب ظهورها في حالة ارتباك في مناسبات عمل رسمية.

وطالب بعض الأعضاء الديمقراطيين في الكونجرس بتنحيها، لكنها رفضت، إلا أنها أكدت أنها لن تترشح لإعادة انتخابها في 2024.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات