"الخروج الآمن" من "الحزام والطريق" على رأس أولويات وزير خارجية إيطاليا في بكين

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن. 12 يونيو 2023 - AFP
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن. 12 يونيو 2023 - AFP
دبي -الشرق

يبحث وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، خلال زيارته إلى الصين، الأحد، مصلحتين متضاربتين، يتمثلان في تمهيد الطريق أمام خروج إيطاليا من اتفاقية مبادرة "الحزام والطريق" مع بكين، ومحاولة تجنب قطع العلاقات مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وبحسب "بلومبرغ"، تستغرق رحلة تاياني، 3 أيام، يلتقي خلالها نظيره الصيني وانج يي، ومسؤولين آخرين لمناقشة إمكانية مغادرة مبادرة "الحزام والطريق"، التي تم توقيعها عام 2019، وقال عنها الوزير الإيطالي، قبل ركوب طائرته المتجهة إلى الصين، إنها "كانت أقل من التوقعات".

وذكر تاياني، في مقابلة مع "بلومبرغ"، السبت، خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي "البيت الأوروبي - أمبروسيتي"، في مدينة "سيرنوبيو" الإيطالية: "الحزام والطريق كان قراراً اتخذ في الماضي". وأضاف أنه بغض النظر عما تقرره إيطاليا بشأن الاتفاقية "لن تكون رسالة ضد الصين".

ومن المستبعد إلى حد كبير أن تجدد روما الاتفاق عندما يحل أجله في مارس 2024، وأمامها حتى ديسمبر لتنسحب رسمياً من الاتفاق، وإلا سيتم تجديده لخمسة أعوام.

وذكرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إنها ستزور الصين، الأشهر المقبلة، كجزء من التواصل الذي بدأه تاياني.

"عواقب سلبية"

وفي وقت سابق، حذر السفير الصيني في إيطاليا من أنه ستكون هناك "عواقب سلبية" على روما إذا انسحبت من الاتفاقية.

وتحولت عضوية روما في مبادرة الحزام والطريق إلى "معضلة" للحكومة بعد أن جعلتها تغرد خارج السرب في مجموعة السبع. وأثارت تساؤلات بشأن تحالفات روما الخارجية في وقت يتزايد فيه التنافس المشحون بين الصين والولايات المتحدة التي تشك في طموحات بكين.

تأثير الاتفاقية المثيرة للجدل مع الصين على التجارة كان مزدوجاً، وفقاً لحسابات "بلومبرغ" بناءً على بيانات "يوروستات" التابعة لمفوضية الاتحاد الأوروبي.

وتسارعت الواردات من الصين إلى إيطاليا بين عامي 2020 و 2022، بعد توقيع مذكرة "الحزام والطريق". في المقابل، كان الاتجاه أكثر تقلباً بالنسبة للصادرات، إذ نمت بنسبة 20% تقريباً، عام 2021، لكنها ارتفعت 5% فقط العام الماضي، متخلفة عن وتيرة التضخم.

وقال تاياني، إن إجمالي الصادرات الإيطالية إلى الصين في عام 2022 بلغ نحو 16.5 مليار يورو (17.8 مليار دولار) خلف كل من ألمانيا وفرنسا. وفي وقت سابق من هذا العام، ازدهرت الصادرات بسبب ارتفاع الشحنات من مصنع شركة "فايزر" الذي ينتج عقار "باكسلوفيد" المضاد لفيروس كورونا.

والمنتجات الرئيسية التي تصدرها إيطاليا إلى الصين هي المستحضرات الطبية والمعدات. 

تفاقم التوترات

كانت إيطاليا عالقة بين التوترات المتصاعدة بين واشنطن والصين، والتي تفاقمت بسبب دعم بكين لروسيا. وتكافح الدول الأوروبية لتحقيق التوازن بين الرغبة في التعامل مع الصين في التجارة والاستثمار، مع مقاومة مطالب اتخاذ إجراءات اقتصادية قسرية.

وحث الاتحاد الأوروبي، الدول الأعضاء في التكتل، على تشديد ضوابط التصدير على التكنولوجيا التي يمكن أن يستغلها المنافسون ويحذر من مشاركة المعلومات مع "البلدان المثيرة للقلق" التي يمكن أن تسخر الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية للاستخدام العسكري.

وذكرت "بلومبرغ"، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة ضغطت بنشاط على روما لاتخاذ موقف عام بشأن هذه القضية والخروج من اتفاقية الاستثمار مع الصين، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات