الولايات المتحدة تتجه لترقية العلاقات مع فيتنام.. وترقب لرد فعل الصين

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال استقباله رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشين في واشنطن. 13 مايو 2022 - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال استقباله رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشين في واشنطن. 13 مايو 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

تتجه الولايات المتحدة إلى الارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية مع فيتنام التي تستعد لاستقبال الرئيس جو بايدن في 10 سبتمبر الجاري، لبحث قضايا متنوعة من التكنولوجيا والاقتصاد إلى الاستقرار الإقليمي وتغير المناخ، ضمن جهود واشنطن لتوطيد العلاقات مع دول يزداد حولها نفوذ الصين.

ونقلت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، عن 3 أشخاص وصفتهم بأنهم مطلعين على خطة زيارة بايدن، قولهم إن الولايات المتحدة ستوقع خلال زيارة بايدن اتفاقية "شراكة استراتيجية" مع فيتنام.

ويمثل الاتفاق ترقية في العلاقات بين البلدين من "الشراكة الشاملة" إلى "الاستراتيجية"، لكن فيتنام تسعى إلى الوصول مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، وفقاً للمجلة الأميركية.

وتحرص واشنطن على رفع العلاقات الدبلوماسية إلى أعلى المستويات مع هانوي التي يتعين عليها أن تقيّم رد فعل جارتها القوية بكين، بحسب وكالة "رويترز".

ومن المقرر أن يجتمع بايدن، خلال الزيارة، مع الأمين العام للحزب الشيوعي نجوين فو ترونج، ومسؤولين آخرين في العاصمة الفيتنامية هانوي، قبل السفر إلى ألاسكا لإحياء الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

وسيبحث الرئيس الأميركي مع المسؤولين الفيتناميين توطيد العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى تعزيز "الاقتصاد الفيتنامي الذي يركز على التكنولوجيا والابتكار"، بحسب البيت الأبيض. 

خطوة "غير مسبوقة"

وكانت فيتنام أبرمت مع الصين وروسيا اتفاقيات "شراكة استراتيجية شاملة"، خلال أغسطس الماضي، في خطوة تهدف لتحقيق التوازن في العلاقات بينها وبين الدول الثلاث، بحسب وصف موقع "ذا ديبلومات" المتخصص في شؤون منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ووفقاً لـ"ذا ديبلومات"، تعتبر الولايات المتحدة العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الذي ليس لديه شراكة "استراتيجية" أو "استراتيجية شاملة" مع فيتنام.

بدورها، توقعت وكالة "رويترز" أن ترفع الولايات المتحدة مستوى العلاقة مع فيتنام "مرتبتين" أي من مستوى "الشراكة الشاملة" إلى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، واصفة الخطوة بـ"غير المسبوقة".

وتؤطر العلاقات بين البلدين حالياً اتفاق "الشراكة الشاملة" الذي وقعه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2013، والذي عزز التعاون الثنائي في مجالات تشمل الصحة العامة، وتقديم المساعدات لخفر السواحل في فيتنام، والتعاون في عمليات مكافحة الجريمة عبر الحدود.

ويأتي الاتفاق الجديد المرتقب، في وقت تواصل الولايات المتحدة مساعيها لتعزيز العلاقات التجارية مع فيتنام، ومواصلة تقاربهما على خلفية المخاوف تجاه زيادة نفوذ الصين في المنطقة.

ويسمح الاتفاق بتعاون ثنائي جديد يعزز من جهود فيتنام في تطوير قطاع التكنولوجيا المتقدمة في مجالات تشمل إنتاج الرقائق الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.

كما من المتوقع أن يؤدي رفع مستوى العلاقات بين الجانبين إلى تعزيز خطط الشركات الأميركية في فيتنام، فيما أشار مسؤول بمجلس الأعمال الأميركي-أسيان إلى أن "واشنطن تعتبر أكبر سوق للصادرات الفيتنامية، ويمكن تخفيف الإجراءات الجمركية الأميركية لتعزيز التجارة".

مطالب صينية

ويقيّم البلدان، اللذان تحاربا في الماضي، علاقاتهما في ضوء بروز وتنامي الدور الصيني، وتعتبر واشنطن أن هانوي من بين أكبر شركائها في المنطقة، وخصوصاً مع مضي الزمن وخفوت ذكرى حرب فيتنام.

لي هونج هيب، وهو زميل في معهد "إيسياس يوسف إسحاق" السنغافوري للأبحاث، اعتبر أن مخاطر ترقية العلاقات مرتبين بـ"العالية" في ظل التوقعات بألا تلقى الخطوة استحسان الصين.

وأضاف: "ربما اعتبر قادة الحزب الشيوعي في فيتنام أن هذا أفضل وقت لاتخاذ مثل هكذا خطوة، وسط توقعات بأن تسوء العلاقات مع الصين في المستقبل".

وأشار هيب إلى أن "تعزيز الإمدادات العسكرية الأميركية إلى تايوان نوقشت منذ فترة طويلة، لكن من غير المتوقع التوصل إلى اتفاق فوري لأن هذه المحادثات تستغرق وقتاً".

ويتزامن الاتفاق المرتقب مع فيتنام مع تصاعد التوتر بين هانوي وبكين بشأن النزاعات الإقليمية المستمرة في بحر الصين الجنوبي.

وتتداخل مطالب الصين بالسيادة التاريخية في بحر الصين الجنوبي مع المناطق الاقتصادية الخالصة للفلبين، وفيتنام، وماليزيا، وبروناي، وإندونيسيا.

وأظهرت صور جوية، نشرتها وكالة "أسوشيتد برس"، أن الصين بدأت مطلع أغسطس الماضي، بناء مهبط طائرات في جزيرة تريتون، المتنازع عليها بين فيتنام والصين.

وتريتون هي إحدى الجزر الرئيسة في مجموعة باراسيل التي تقع على مسافة متساوية تقريباً من ساحل فيتنام، وإقليم هاينان الصيني الموجود على جزيرة.

وفي مايو الماضي، أرسلت الصين مركب مسح وعدة سفن تابعة لخفر السواحل وقوارب صيد إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة لفيتنام في بحر الصين الجنوبي، ما دفع الخارجية الفيتنامية لإصدار أوامر لها بالمغادرة فوراً، وغادرت المراكب أخيراً مطلع يونيو.

وبعد أسابيع من احتجاج هانوي على إبحار سفن صينية في مياهها، أرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "يو إس إس رونالد ريجان" إلى مدينة دانانج الفيتنامية.

وكانت الزيارة هي الثالثة لحاملة طائرات أميركية إلى فيتنام بعد رسو "يو إس إس كارل فينسن" عام 2018، والتي كانت الأولى من نوعها منذ انتهاء حرب فيتنام.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات