وصل سفيرا السعودية وإيران إلى طهران والرياض، الثلاثاء، لمباشرة مهام عملهما بشكل رسمي، وذلك عقب مرور 5 أشهر على اتفاق البلدين في بكين على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما.
وقال السفير السعودي عبد الله بن سعود العنزي، عقب وصوله إلى طهران، إن "توجهيات القيادة تُؤكد على أهمية تعزيز العلاقات، وتكثيف التواصل واللقاءات بين المملكة وإيران، ونقلها نحو آفاق أرحب".
وأشار إلى أن "البلدين جاران ويمتلكان الكثير من المقومات الاقتصادية والموارد الطبيعية والمزايا التي تساهم في تعزيز أوجه التنمية والرفاهية والاستقرار والأمن في المنطقة، بما يعود بالنفع المشترك على البلدين والشعبين الشقيقين".
خارطة طريق
وأكد العنزي أن رؤية "(المملكة 2030) التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تُمثل خارطة طريق تعكس كافة أوجه التعاون التي يُمكن البناء عليها لتعزيز التعاون بين البلدين"، لافتاً إلى أن ذلك يأتي "وفق منظور استراتيجي يُرسخ مبادىء حسن الجوار والتفاهم والحوار البناء الهادف والاحترام، ويعزز من الثقة المتبادلة بين البلدين"، حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية.
فيما وصل سفير إيران الجديد لدى السعودية علي رضا عنايتي إلى الرياض، وكان في استقباله مسؤولون من وزارة الخارجية السعودية ومسؤولو السفارة الإيرانية، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وقال عنايتي في وقت سابق، إن توسيع العلاقات بين إيران والسعودية سيترك تاثيراً إيجابياً على المنطقة والعالم الإسلامي، لافتاً إلى أن الجانبين عازمان على تطوير العلاقات الثنائية.
خطوات استئناف العلاقات
وفي أبريل الماضي، قرر البلدان على هامش اللقاء الأول الذي جمع وزيري الخارجية في بكين، إعادة فتح البعثات الدبلوماسية بينهما خلال شهرين، واستئناف الرحلات الجوية، وتبادل الزيارات الثنائية الرسمية وغير الرسمية، إضافة إلى تسهيل إجراءات تأشيرات دخول مواطني البلدين، وهو ما تُرجم خلال يونيو الماضي عندما قامت طهران بافتتاح سفارتها في الرياض وقنصليتها في جدة، وتعيين علي عنايتي نائب وزير الخارجية السابق سفيراً لها في السعودية.
واتفق الطرفان على تكثيف اللقاءات التشاورية من أجل بحث سبل التعاون لجلب المزيد من الإيجابية للعلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف "بما يخدم مصالح البلدين".
وفي دفعة جديدة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين، زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان طهران، منتصف يونيو الماضي، وذلك تلبية لدعوة نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في زيارة تعتبر الأولى لمسؤول سعودي رفيع منذ أكثر من عقد، ما أكسب اللقاء زخماً كبيراً.
وفي أغسطس الفائت، زار وزير الخارجية الإيراني الرياض في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات، حيث التقى نظيره السعودي.
وكان اللقاء هو الرابع بين وزيري خارجية البلدين منذ اتفاق استئناف العلاقات، وتوالت الاجتماعات، واللقاءات الثنائية بين المسؤولين السعوديين، ونظرائهم في إيران، ما سمح بدفعات جديدة في سبيل تنفيذ بنود "اتفاق بكين".
اقرأ أيضاً: