"قسد" تتعهد بتلبية مطالب "العشائر" بعد اشتباكات شرق سوريا

time reading iconدقائق القراءة - 6
مقاتلون من العشائر العربية في طريق بدير الزور خلال معارك ضد "قوات سوريا الديمقراطية". 06 سبتمبر 2023 - Anadolu Agency via AFP
مقاتلون من العشائر العربية في طريق بدير الزور خلال معارك ضد "قوات سوريا الديمقراطية". 06 سبتمبر 2023 - Anadolu Agency via AFP
بيروت-رويترز

تعهّدت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة، بتلبية مطالب العشائر العربية في شرق سوريا، وتصحيح "الأخطاء" التي "ارتكبت في إدارة المنطقة"، وذلك في مسعى لنزع فتيل توترات أججت قتالاً مميتاً على مدى أيام.

ولقي عشرات الأشخاص مصرعهم منذ بدء المواجهات المسلحة بين مقاتلين من العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور الأسبوع الماضي. ودفعت هذه المواجهات المسلحة الولايات المتحدة إلى بذل جهود من أجل وقف التصعيد.

وقال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، في مقابلة مع "رويترز"، إنه التقى بزعماء العشائر، ويحترم طلبهم بالإفراج عن عشرات المقاتلين المحليين الذين انتفضوا واعتقلوا أثناء الاضطرابات.

وأضاف: "لدينا قرار أنه سيتم العفو عن الجميع في عفو عام، للمتورطين في هذه الحوادث.. حتى الآن تم الإفراج عن النصف، وسيتم الإفراج عن الباقين".

وتعهّد القائد العام لـ"قسد" باستضافة اجتماع واسع النطاق مع كبار الشخصيات في العشائر العربية، وممثلين آخرين من دير الزور، لمعالجة شكاوى مستمرة منذ فترة طويلة بخصوص قضايا تمتد من التعليم والاقتصاد إلى الأمن.

واشتكت العشائر العربية من الإدارة التي يقودها الأكراد، قائلين إنها "تمارس التمييز" ضدهم، ولا تمنحهم حصتهم من الثروة النفطية في المنطقة.

ورداً على سؤال عن كيفية معالجة الشكاوى، أقرّ عبدي بوجود "خلل" في تمثيل مختلف العشائر بالمجالس المحلية. وقال: "بالتأكيد هناك ثغرات موجودة وأخطاء على الأرض".

"منفتحون على جميع الانتقادات"

قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وتضم مقاتلين عرب، هي شريك رئيسي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش".

وتُسيطر هذه القوات على ربع مساحة سوريا، في منطقة تتضمن حقول نفط، وينتشر فيها نحو 900 جندي أميركي.

وأشار عبدي إلى أن "قسد" ستقوم بإعادة هيكلة كل من المجلس المدني الذي يحكم المحافظة، ومجلس دير الزور العسكري، وهو وحدة عربية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، لجعلهما "ممثلاً عن جميع العشائر والمكونات الموجودة في المحافظة".

وأضاف: "نحن منفتحون على جميع الانتقادات، سندرسها ونتجاوزها.. والنتيجة ستكون عودة قوات سوريا الديمقراطية في جميع مكوناتها بشكل أقوى مما كان في السابق".

اتهامات للحكومة السورية

وقال قائد "قسد" عبدي، إن قوات سوريا الديمقراطية لن تنسحب من المنطقة، واتهم الحكومة السورية بـ"الضلوع في إثارة الاضطرابات"، قائلاً إن قواته "اعتقلت مقاتلين مرتبطين بدمشق انضموا إلى المتمردين العشائريين، ولن يُطلَق سراحهم من خلال العفو العام".

وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، قال لوكالة "سبوتنيك" الروسية، الأربعاء، إن دمشق تدعم العشائر العربية التي تخوض قتالاً ضد "القوات الموالية للولايات المتحدة" في ريف دير الزور، في إشارة إلى قوات "قسد".

وأضاف المقداد أن "الاحتلال الأميركي سينتهي بفضل ما يبذله أهالي دير الزور والحسكة، جنباً إلى جنب مع الجيش السوري والحلفاء"، مشيراً إلى أن ما يجري في الشرق السوري "لا يحتاج إلى بيانات رسمية، لكون المواطنين السوريين يخوضون نضالاً وطنياً باسم جميع السوريين، في معركتهم ضد الاحتلال والمسلحين الموالين له".

واندلع القتال بعد أن اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية" قائد "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل، الملقب بـ"أبو خولة". ويعتبر "مجلس دير الزور" أحد أبرز المكونات العسكرية في "قسد".

وقوات سوريا الديمقراطية هي تحالف مسلح شكّلته الولايات المتحدة من مسلحين أكراد وعرب في أكتوبر عام 2015، وتُعتبر وحدات حماية الشعب الكردية عموده الفقري. وتتمركز هذه القوات على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور.

واتهمت "قسد" من وصفتها بـ"قوى خارجية"، باستغلال الاشتباكات الدائرة في دير الزور بينها والعشائر العربية، معتبرةً أن محاولات إظهار الحرب على أنها بين العرب والأكراد "لا تهدف إلا لخلق الفتنة".

ولطالما نفت وحدات حماية الشعب الكردية، التي تزودها وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" بالأسلحة، ممارسة التمييز ضد العرب، وتقول إنها تسعى إلى رفع ما ترى أنه ظلم وقع على الأكراد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات