قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، السبت، أمام قادة مجموعة العشرين، إن الاتحاد الإفريقي أصبح عضواً دائماً في المجموعة، محذراً من أن العالم يعاني أزمة ثقة دولية.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في كلمته التي جاءت مع افتتاح القمة، إنه يؤمن بوجود اتفاق بشأن ضم الاتحاد الإفريقي إلى كتلة "مجموعة العشرين"، موجهاً الدعوة إلى الاتحاد الإفريقي لكي يصبح عضواً دائماً في المجموعة التي تضم 20 دولة.
ودعا مودي خلال كلمته رئيس جزر القمر غزالي عثماني، الذي يرأس الاتحاد الإفريقي حالياً، إلى شغل مقعد الكتلة على طاولة قادة مجموعة العشرين كعضو دائم. وقد انتقل رئيس الاتحاد الإفريقي بعد ذلك للجلوس إلى جانب قادة دول مجموعة العشرين.
وأضاف رئيس الوزراء الهندي: "العالم يعني أزمة ثقة هائلة. الحرب عمقت قلة الثقة هذه. وكما أننا قادرون على التغلب على كورونا فنحن أيضاً قادرون على التغلب على أزمة الثقة المتبادلة هذه".
ووصف مودي القرن الحادي والعشرين بـ"الوقت المهم لتقديم توجه جديد للعالم"، لافتاً إلى أن "التحديات الجديدة تبحث عن حلول جديدة منا، ذلك يجب أن نتقدم من خلال الوفاء بمسؤولياتنا عبر نهج يركز على الإنسان".
من جانبه، وصف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين بـ"الخطوة المهمة التي يدعمها الاتحاد الأوروبي منذ البداية"، معرباً في منشور على منص إكس عن تطلعه للعمل مع الكتلة الإفريقية من خلال المجموعة.
المشاركون في قمة العشرين
وانطلقت فعاليات قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، السبت، بمشاركة رؤساء وقادة الدول الأعضاء، مع غياب الرئيسين الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين.
وتضم مجموعة العشرين حاليا 19 دولة والاتحاد الأوروبي، ويمثل أعضاؤها نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارة العالمية ونحو ثلثي سكان العالم.
ووصل قادة مجموعة العشرين إلى نيودلهي من بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج، بينما مثل روسيا وزير الخارجية سيرجي لافروف.
كما حضر القمة 9 دول غير أعضاء في مجموعة العشرين منها بنجلادش وسنغافورة وإسبانيا ونيجيريا، ومنظمات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر إن "الصين هي التي تستطيع فحسب تفسير سبب غياب الرئيس شي جين بينج عن القمة السنوية لمجموعة العشرين".
وأضاف: "إذا كانت الصين غير ملتزمة بنجاح التكتل فهذا أمر مؤسف"، لافتاً إلى أن "البعض توقع أن غياب الصين يشير إلى أنها تتخلى عن مجموعة العشرين، وبناء نظام عالمي بديل، وأنها ستمنح امتيازات لتجمعات مثل البريكس".
وكان يُنظر إلى القمة على أنها توفر مكاناً لاجتماع محتمل بين شي وبايدن بعد الجهود التي بذلتها القوتان العالميتان على مدى أشهر لإصلاح العلاقات التي تدهورت بسبب توترات تجارية وجيوسياسية.
البيان الختامي
وتناولت مصادر وتقارير إعلامية عديدة مسألة خلاف بين المشاركين في القمة، يعرقل التوصل إلى بيان ختامي، لا سيما بشأن الحرب في أوكرانيا.
وعن إمكانية التوصل إلى اتفاق لإصدار "إعلان مشترك" عن الدول المشاركة في القمة، قال مصدر لوكالة "رويترز" إنه "ربما يتم التوصل بالإجماع إلى ذلك أو لا"، متوقعاً أن "يتضمن الإعلان فقرات تبين اختلاف آراء الدول المشاركة".
وذكر مصدر رفيع آخر لإحدى دول مجموعة العشرين أن "الدول الغربية وافقت على فقرة من الإعلان تتعلق بالحرب على أوكرانيا، وأرسلتها إلى روسيا لاستطلاع رأيها".
وأضاف أن "روسيا لديها خيار القبول بآراء الدول الغربية، وإبداء معارضتها كجزء من البيان".
اتفاق السكك الحديدية
من ناحية أخرى، قال مسؤول بالبيت الأبيض إنه سيتم الإعلان، السبت، عن اتفاق للسكك الحديدية والموانئ يضم عدة دول ويربط الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين.
وقال جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، لصحافيين خلال القمة، إن الاتفاق سيعود بالنفع على الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل في المنطقة، ويتيح للشرق الأوسط الاضطلاع بدور حاسم في التجارة العالمية.
ويقول مسؤولون أميركيون إن المشروع يهدف إلى ربط دول الشرق الأوسط من خلال السكك الحديدية وربطها بالهند من خلال الموانئ، مما يساعد على تدفق صادرات الطاقة والتجارة من الخليج إلى أوروبا، وذلك من خلال تقليص أوقات وتكاليف الشحن واستخدام الوقود.
وقال فاينر إن من المقرر توقيع مذكرة تفاهم بشأن الاتفاق من جانب الاتحاد الأوروبي والهند والسعودية والإمارات والولايات المتحدة وشركاء آخرين في مجموعة العشرين.
وأضاف: "نعتقد أن ربط هذه المناطق الهامة فرصة هائلة". ولم تتوفر تفاصيل عن قيمة الصفقة حتى الآن.