جددت روسيا، السبت، تمسكها بشروطها للعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي انسحبت منه في يوليو الماضي، مشددةً على حاجتها إلى "إعادة ربط بنكها الزراعي الحكومي بالنظام المالي العالمي للمدفوعات (سويفت) وليس شركة تابعة له مثلما اقترحت الأمم المتحدة".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي إن "روسيا ملتزمة بشروطها للعودة إلى اتفاق الحبوب"، ومنها "إعادة ربط البنك الزراعي الروسي، وليس شركة تابعة له، بنظام (سويفت)".
ولفت إلى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال بوضوح إن الشروط معروفة جيداً، وتم الاتفاق عليها، ولا تحتاج إلى تفسير".
وأضاف: "يقال إن الغرب مستعد للتعهد بربط شركة تابعة لبنك روسيا الزراعي بـ(سويفت)، والحقيقة أن الاتفاقيات تنص على أن يكون البنك مربوطاً بالنظام، وليس شركة تابعة له".
وانسحبت روسيا من الاتفاق، يوليو الماضي، بعد عام من توسط تركيا والأمم المتحدة لإبرامه، إذ اشتكت من أن صادراتها من الغذاء والأسمدة تواجه عقبات، وأن الحبوب الأوكرانية لا تصل بكميات كافية للبلدان الأكثر احتياجاً.
تحركات تركية
وخلال قمة مجموعة العشرين المنعقدة في الهند، حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العديد من قادة المجموعة على تلبية بعض مطالب موسكو من أجل إحياء اتفاق الحبوب، وخفض أسعار المواد الغذائية العالمية.
ونقلت "بلومبرغ" عن أشخاص مطلعين على المحادثات قولهم، إن "أردوغان يدفع بتلك الجهود في اجتماعات مغلقة مع قادة مجموعة العشرين".
واستبعدت "بلومبرغ"، أن تؤثر جهود تركيا على حلفاء أوكرانيا في الولايات المتحدة وأوروبا، لكنها اعتبرت أن تبني أردوغان لمطالب روسيا يؤكد التحديات التي يواجهها في عمله المتوازن عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتحرص تركيا على استعادة الشحنات بموجب الاتفاق الذي تدعمه الأمم المتحدة، والذي انسحبت منه موسكو في يوليو الماضي، لكن أردوغان فشل في إقناع نظيره الروسي بالانضمام إلى الاتفاق خلال محادثات عقدت في سوتشي، الاثنين الماضي.
وتطالب تركيا قادة العالم بتسهيل التأمين على صادرات الأغذية والأسمدة الروسية من قبل شركة "لويدز أوف لندن"، وإعادة ربط موسكو بنظام "سويفت" للمدفوعات الدولية، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ" عن 3 مسؤولين أتراك مطلعين على المناقشات، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم.
ولا تخضع الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة للعقوبات الغربية، لكن موسكو تقول إن القيود على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تشكل عائقاً أمام الشحن. وترفض واشنطن وحلفاءها تصريحات موسكو.
وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأسبوع الماضي، إلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "مجموعة مقترحات محددة" استهدفت إحياء اتفاق الحبوب في البحر الأسود.
وساهمت الشكوك بشأن مستقبل إمدادات أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم، في إحداث أسابيع من التقلبات في أسعار القمح العالمية، وكذلك تصاعد الأعمال العدائية في البحر الأسود وحوله.
وقال المسؤولون الأتراك، إن بلادهم تبلغ نظراءها بأن السبيل لإحياء الاتفاق هو تخفيف بعض العقوبات التي تزعم موسكو أنها تمنعها من استيراد معدات زراعية مثل الجرارات أو قطع الغيار.
وأشار دبلوماسيون أوروبيون، إلى أن أوكرانيا انخرطت في محادثات مع رومانيا وبلغاريا بشأن طريق بحري بديل يمر من موانئها عبر المياه الإقليمية الرومانية، ولكن هذا المسار لن يغطي سوى بعض الاحتياجات.
وكان أردوغان، دعا أوكرانيا، في وقت سابق خلال الأسبوع الجاري، إلى "إبداء مرونة في موقفها التفاوضي بمواجهة روسيا في المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق وتصدير المزيد من الحبوب إلى إفريقيا بدلاً من أوروبا".
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولينكو أعرب، الجمعة، عن معارضة بلاده على فكرة تخفيف العقوبات على روسيا من أجل إحياء اتفاق الحبوب.
واعتبر نيكولينكو في منشور على فيسبوك أن فكرة تخفيف العقوبات على موسكو "ستكون انتصاراً للابتزاز الغذائي الروسي، ودعوة لها للقيام بالمزيد من أعمال الابتزاز".