أعلن الكرملين، الاثنين، أن روسيا تستعد لاستقبال زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، خلال "الأيام القليلة المقبلة"، بعد دعوة تلقاها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ 4 سنوات، إذ التقى بوتين أيضاً في مدينة فلاديفوستوك الروسية.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، إنه من المقرر أن يصل كيم "قريباً" إلى روسيا، مشيرةً إلى أنه سيجري محادثات مع بوتين.
وكانت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، نقلت، في وقت سابق، الاثنين، عن مسؤول حكومي في كوريا الجنوبية قوله: "يبدو أن قطاراً خاصاً يُعتقد أنه يقل الزعيم الكوري الشمالي قد غادر إلى روسيا".
وأشار المسؤول، إلى أن "سلطات الاستخبارات تعتقد أن القطار، الذي يُفترض أنه يحمل كيم جونج أون، يتجه إلى (مدينة) فلاديفوستوك".
توريد الأسلحة
ورجحت "بلومبرغ"، أن تطيل الأسلحة التي من المتوقع أن ترسلها بيونج يانج إلى روسيا، أمد الحرب في أوكرانيا، لكنها أشارت إلى أنها "ليست متطورة بما يكفي لتغيير مسار الحرب".
ورجحت الولايات المتحدة، أن يركز الاجتماع بين الجانبين على توريد الذخائر إلى موسكو، لكن البلدين ينفيان اتهامات واشنطن التي حذرت بيونج بانج من أنها "ستدفع الثمن" إذا زودت موسكو بأسلحة من أجل استخدامها في أوكرانيا.
وتمتلك كوريا الشمالية، مخزونات كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ غير الموجهة التي يُمكن استخدامها في الأسلحة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي لا تزال روسيا تستخدمها لشن هجماتها على أوكرانيا.
حرب الاستنزاف
واستبعد تيرينس روهريج، أستاذ شؤون الأمن القومي بكلية الحرب البحرية الأميركية، في تصريحات لـ"بلومبرغ"، أن تكون إمدادات كوريا الشمالية "حاسمة على المدى القصير، لكنها ستسهل على روسيا مواصلة حرب الاستنزاف".
وأضاف: "جزء كبير من استراتيجية بوتين يعتمد على تقييمات تفيد بأن روسيا قادرة على الصمود أكثر من أوكرانيا، وأن الدعم الغربي ضروري لبقاء كييف، وأن مزيداً من الذخائر سيُمكن بوتين من مواصلة تنفيذ الاستراتيجية".
وقالت "بلومبرغ"، إن طلب مساعدات عسكرية من كوريا الشمالية يمثل تحولاً بالنسبة للبلدين، مشيرة إلى أن الاتحاد السوفيتي كان أكبر داعم لبيونج يانج بعد تأسيسها قبل 75 عاماً، إذ زودها بالأسلحة التي لعبت دوراً أساسياً في حربها مع كوريا الجنوبية بين عامي 1950 و1953.
وتوقعت الوكالة، أن تمنح الذخائر الكورية الشمالية، روسيا، مزيداً من الوقت، وتعطي الصناعة المحلية فرصة لمواكبة الطلب.
ورأى ديفيد شميرلر، وهو باحث مشارك كبير في مركز "جيمس مارتن" لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية، أن "إضافة كوريا الشمالية إلى قائمة موردي أسلحة الحرب، من شأنه أن يسد النقص في الذخائر وأنظمة الأسلحة الأخرى التي يجد منتجو الأسلحة في روسيا صعوبة في توفيرها".
وأشار شميرلر إلى أن "خطوة اللجوء إلى كوريا الشمالية للحصول على مساعدات عسكرية قد تكون مؤشراً على الصعوبات التي تواجهها روسيا للحفاظ على الإنتاج المحلي".
وأوضحت "بلومبرغ"، أن المعدات الكورية الشمالية التي يرغب بوتين في الحصول عليها، تشمل قذائف مدفعية من عيار 152 ملم، وصواريخ عيار 122 ملم.
وأشارت إلى عدم قدرة كوريا الشمالية، التي تخضع لعقوبات شديدة، للحصول على التكنولوجيا التي تسمح لها بإنتاج أي نوع من الأسلحة الموجهة بدقة بكميات كبيرة.
وتمتلك كوريا الشمالية مخزوناً من الصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ "أرض- جو"، لكن أسلحتها قد لا تكون متشابهة إلى حد كبير مع بعض الأسلحة الحديثة التي ترسلها الولايات المتحدة وشركاؤها في حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى أوكرانيا.
وتُعد كوريا الشمالية أيضاً إحدى الدول التي تمتلك مخزوناً كبيراً من الدبابات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، مثل T-54، وT-62، وتستطيع كوريا الشمالية توفير قطع الغيار، بحسب ما ذكره جوست أوليمانز، خبير الأسلحة الذي شارك في تأليف كتاب "القوات المسلحة لكوريا الشمالية".