اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، المجلس العسكري الحاكم في النيجر بـ"احتجاز" السفير الفرنسي في نيامي "كرهينة"، مشيراً إلى أن الطعام الوحيد الذي يحصل عليه هو عبارة عن "حصص غذائية عسكرية".
وقال ماكرون خلال زيارة عمل إلى منطقة سومور-أون-أوكسوا في وسط شرق فرنسا، إنه "في الوقت الذي اتكلم فيه معكم، فإن سفيرنا في النيجر وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية الفرنسية، محتجزون كرهائن داخل السفارة الفرنسية"، وفق ما أوردت وسائل إعلام فرنسية.
وأضاف ماكرون أن المجلس العسكري "يرفض إمداد أعضاء السفارة بالطعام"، لافتاً إلى أن السفير "يحصل على طعامه من حصص غذاء عسكرية".
وشهدت النيجر في 26 يوليو الماضي، انقلاباً عسكرياً، احتجز خلاله قائد الحرس الرئاسي سابقاً عبد الرحمن تياني، رئيس البلاد محمد بازوم في القصر الرئاسي، وأعلن نفسه رئيساً للمرحلة الانتقالية، في الانقلاب السابع بغرب ووسط إفريقيا منذ عام 2020.
وفي 31 أغسطس الماضي، أعلن المجلس العسكري أن سفير فرنسا في النيجر، سيلفان إيت، لم يعد يتمتع بالحصانة الدبلوماسية، وأن الشرطة تلقت تعليمات بطرده. ورفضت فرنسا سحب سفيرها، وقالت إن من يقفون وراء انقلاب النيجر ليست لديهم سلطة مطالبة سفيرها بالمغادرة.
"فرنسا تنشر قواتها في جوار النيجر"
والأسبوع الماضي، اتهم المجلس العسكري في النيجر الحكومة الفرنسية، بنشر قواتها في دول عدة غرب إفريقيا، استعداداً لـ"شن ضربة عسكرية" ضد النيجر.
وقال عضو المجلس العسكري الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن في بيان أورده التلفزيون الرسمي، إن "فرنسا ما زالت تنشر قواتها في عدد من دول إيكواس" في إشارة إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وأضاف أن نشر هذه القوات يدخل في إطار "استعدادات للاعتداء على النيجر، بالتعاون مع هذه المنظمة الجماعية، وخصوصاً في كوت ديفوار والسنغال وبنين".
وأشار عضو المجلس العسكري إلى أنه "اعتباراً من 1 سبتمبر الجاري، نشرت فرنسا طائرتي نقل عسكري من نوع A400 M، وطائرة Dornier 328، لتعزيز الوجود الفرنسي في ساحل العاج؛ وطائرتي هليكوبتر متعددة المهام من نوع super PUMA، ونحو أربعين مركبة مدرعة في كاندي ومالانفيل بجمهورية بنين".
وأضاف أنه "بتاريخ 7 سبتمبر، وصلت سفينة عسكرية فرنسية إلى ميناء كوتونو في بنين، وعلى متنها جنود ومعدات عسكرية"، لافتاً إلى أن "أكثر من 100 رحلة للطائرات النقل العسكرية قامت بتفريغ كميات كبيرة من المعدات والأسلحة في السنغال وساحل العاج وبنين".
وتحدث عضو المجلس العسكري عن المحادثات مع السلطات الفرنسية بشأن انسحاب القوات الفرنسية من النيجر. وقال إنه "بتاريخ 1 سبتمبر، التقى رئيس أركان الجيش النيجري بقائد القوات الفرنسية في الساحل لمناقشة الانسحاب الفرنسي".
وأشار إلى أنه "لم يتم تحقيق أي تقدم في تنفيذ هذه الخطة"، منتقداً ما وصفه بـ"نقص الصدق والتماطل، والمكائد السرية من قبل السلطات الفرنسية".