يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لجدول أعمال مزدحم خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة الأسبوع المقبل، يتضمن اجتماعات مع قادة البرازيل وإسرائيل وأوكرانيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.
وسيكون الغزو الروسي لأوكرانيا موضع تركيز من جديد في التجمع السنوي في نيويورك الذي سيحضره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصياً للمرة الأولى منذ بدء الصراع.
وسينصب التركيز في عدة اجتماعات عالية المستوي خلال انعقاد الجمعية العامة على أولويات الدول النامية في إفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا، وهي موضوعات تغير المناخ والصحة والتمويلات التنموية وكيفية وضع "أهداف التنمية المستدامة" على المسار الصحيح.
وقال مدير مجموعة الأزمات الدولية التابعة للأمم المتحدة ريتشارد جووان: "هذا عام وضعت فيه دول نصف الكرة الأرضية الجنوبي جدول الأعمال".
وأضاف: "اغتنمت الدول غير الغربية هذه اللحظة بفعالية شديدة". وأوضح: "أعتقد أنها اغتنمت حقيقة أنها تعلم أن الولايات المتحدة من جانب وروسيا من الجانب الآخر تريد الظفر بتأييدها".
دورة حافلة
وبدأت الدورة العادية الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 6 سبتمبر، لتقام بعدها مجموعة من الاجتماعات والقمم تبدأ من الاثنين، وهو بداية الأسبوع الذي تنطلق فيه المناقشة العامة، إذ تُمنح كل دولة المجال لطرح رؤيتها بشأن القضايا ذات الاهتمام الدولي في المداولات العامة.
ويفتتح رئيس الدورة العادية دينيس فرانسيس المناقشة العامة السنوية في الثلاثاء، وعندها يبدأ قادة العالم مناقشة تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة تحت شعار "إعادة بناء الثقة وشحذ التضامن العالمي".
ومن المقرر أن يلقي بايدن، الثلاثاء، كلمة أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحتى 25 سبتمبر، يقدم ممثلو الدول ويستكشفون الحلول لعدد لا يحصى من التحديات العالمية المتشابكة لتعزيز السلم والأمن والتنمية المستدامة، وتختتم المناقشة العامة لهذه الدورة في 26 سبتمبر.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بايدن سيجري محادثات، الثلاثاء، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وأضاف سوليفان أن خطاب بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سيوضح الخطوات التي اتخذتها إدارته لتعزيز رؤية القيادة الأميركية وركزت بشكل كبير على العمل مع الآخرين لحل مشاكل العالم الأكثر إلحاحاً.
وسيغيب بايدن عن اجتماع كبير بشأن المناخ، من المقرر عقده الأربعاء، ولم يكشف عن الشخص الذي سيرسله لحضور هذا الاجتماع بدلاً منه، أو ما إذا كانت الولايات المتحدة سيكون لديها أي إعلانات سياسية رئيسية.
بايدن والبرازيل
ويجتمع بايدن مع رئيس البرازيل لولا دا سيلفا، الأربعاء، قبل أن يترأسا لقاء بين قادة الأعمال من كلا البلدين.
وتحدثت مصادر عن تنسيق يجري بين بايدن ودا سيلفا، منذ عدة أشهر، لإطلاق مبادرة عالمية من أجل "العمل اللائق".
وقال كارلوس مارسيو كوزيندي، سكرتير الشؤون السياسية ومتعددة الأطراف في وزارة الخارجية البرازيلية، الخميس، إن الحديث يجري عن "مبادرة عالمية للدفاع عن حقوق العمال في القرن الـ21 تريد البرازيل والولايات المتحدة تعزيزها، وتأملان أن تنضم إليها دول أخرى".
ووفقا للمسؤول البرازيلي، ستعمل الدول المنضمة إلى المبادرة على تعزيز أجندة المناقشات وبرامج العمل لتعزيز "العمل اللائق" بدعم من منظمة العمل الدولية (ILO).
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس البرازيلي زعيم نقابي سابق ومؤسس لحزب العمال (PT)، كما تحدث بايدن ضد عدم استقرار العمل، ووضعه ضمن العناصر الرئيسية الرئيسية لحملته لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة عام 2024.
نتنياهو وبايدن
وقال جيك سوليفان إن الرئيس الأميركي سيلتقي أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، الأربعاء.
وأضاف سوليفان أن اللقاء سيشهد "مناقشة مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية التي تركز على القيم الديمقراطية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ورؤية لمنطقة أكثر استقراراً وازدهاراً وتكاملاً، إضافة إلى مقارنة الملاحظات حول المواجهة الفعالة لإيران وردعها".
ولم تتم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودته إلى منصبه في ديسمبر الماضي، وهي خطوة ارتبطت على ما يبدو بعدم موافقة إدارة بايدن على تحالف نتنياهو مع أحزاب دينية متطرفة لتشكيل الحكومة أو حملته لتعديل النظام القضائي في إسرائيل.
زيلينسكي في البيت الأبيض
وأشار سوليفان إلى أن بايدن سيجتمع مع زيلينسكي في البيت الأبيض، الخميس، قائلاً: "يأتي بالتأكيد في وقت حرج، حيث تسعى روسيا بشدة للحصول على المساعدة من دول مثل كوريا الشمالية في حربها الوحشية في أوكرانيا، بينما تسعى القوات الأوكرانية إلى مواصلة إحراز تقدم في هجومهم المضاد".
وأضاف: "يتطلع بايدن إلى سماع وجهة نظر زيلينسكي بشأن كل هذا، والتأكيد للعالم وللولايات المتحدة وللشعب الأميركي التزامه بمواصلة قيادة العالم في دعم أوكرانيا وهي تدافع عن استقلالها وسلامة أراضيها".
ويُتوقع أيضاً أن يجتمع الرئيس الأوكراني مع مشرعين ديمقراطيين وجمهوريين أثناء وجوده في واشنطن.
وتأتي زيارة زيلينسكي، وهي الثالثة إلى البيت الأبيض منذ تولي بايدن منصبه، في ظل انقسام متزايد داخل الكونجرس بشأن تقديم المزيد من الأموال لأوكرانيا، مع دخول الحرب عامها الثاني.
ويسعى بايدن إلى تقديم حزمة تتضمن مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 13.1 مليار دولار لأوكرانيا، بالإضافة إلى دعم إنساني بقيمة 8.5 مليار. وتتضمن الحزمة أيضاً 2.3 مليار دولار للتمويل وتحفيز الجهات المانحة من خلال البنك الدولي، وفقاً لـ "أسوشيتد برس".
كما تأتي هذه المحادثات بعد أن استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون لإجراء محادثات في روسيا هذا الأسبوع.
وقال البيت الأبيض إن المعلومات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى أن كوريا الشمالية، التي قدمت ذخائر لروسيا في وقت سابق، تفكر في إرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى موسكو.
وحاول سوليفان تقليل المخاوف من أن يواجه زيلينسكي ضغوطاً كبيرة خلال فترة وجوده في واشنطن، حيث يسعى الجمهوريون إلى تقليص تدفق المساعدات إلى أوكرانيا.
قادة سي 5
ومن المرتقب أيضاً أن يلتقي الرئيس الأميركي بزعماء دول آسيا الوسطى، كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان.
وتوقع سوليفان أن تركز الاجتماعات مع قادة مجموعة دول آسيا الوسطى المعروفة، والتي تعرف باسم "سي 5"، على الأمن الإقليمي، والتجارة، وتغير المناخ، والإصلاحات الجارية لتحسين الحكم، وقضايا أخرى.
اقرأ أيضاً: