
وصفت الولايات المتحدة والصين، الأحد، لقاء مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان بوزير الخارجية الصيني وانج يي في مالطا مطلع الأسبوع الجاري، بـ"الصريح والموضوعي وبناء"، في ظل سعي البلدين لتحقيق الاستقرار في علاقاتهما المتوترة منذ تحليق المنطاد الصيني في الأجواء الأميركية والذي قالت عنه واشنطن إنه "لم يكن يتجسس".
وجاء في بيانين منفصلين عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الصينية، أن المسؤولين أجريا محادثات "صريحة وموضوعية وبناءة" خلال عدة اجتماعات يومي 16 و17 سبتمبر الجاري.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، إن الجانبين اتفقا على مواصلة اللقاءات الرفيعة المستوى وإجراء مشاورات ثنائية بخصوص شؤون أسيا والمحيط الهادي فضلاً عن القضايا البحرية وتلك المتعلقة بالسياسة الخارجية.
وذكر البيت الأبيض في بيان أن الجانبين "ملتزمين بالحفاظ على قناة الاتصال الاستراتيجية هذه، ومواصلة المشاركة والمشاورات الإضافية رفيعة المستوى في المجالات الرئيسية خلال الأشهر المقبلة".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله، إن "الولايات المتحدة رأت بعض المؤشرات المحدودة على إمكانية أن تعيد بكين الاتصالات العسكرية مع واشنطن"، مضيفاً أن بلاده "أعربت مخاوفها على تجاوز الصين الخط الأوسط في مضيق تايوان، ومساعدة روسيا".
وانقطعت الاتصالات بين كبار مسؤولي الدفاع في البلدين منذ نوفمبر الماضي، بسبب توترات متصاعدة بين البلدين، بشأن قضايا مثل تايوان والمنطاد الصيني الذي أسقطته الولايات المتحدة فوق أراضيها في فبراير الماضي.
ووفقاً للبيان الأميركي، شدد سوليفان على "أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان"، في حين نقل بيان الخارجية الصينية عن وانج تحذيره الولايات المتحدة من أن قضية تايوان هي "أول خط أحمر لا يمكن تجاوزه في العلاقات بين البلدين".
ويعد لقاء سوليفان مع وانج، الأحدث في سلسلة من المحادثات الرفيعة المستوى بين المسؤولين الأميركيين والصينيين والتي يمكن أن تضع الأساس لاجتماع بين رئيسي البلدين جو بايدن وشي جين بينج في وقت لاحق من هذا العام.
وأعرب بايدن خلال الشهر الجاري، عن خيبة أمله بعد غياب شي عن قمة مجموعة العشرين في الهند، لكنه قال إنه سيجد فرصة للقائه.
وكان بايدن وشي قد التقيا آخر مرة في 2022 على هامش قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في جزيرة بالي الإندونيسية.
والفرصة المحتملة التالية لبايدن لإجراء محادثات مع شي هي قمة منتدى التعاون الاقتصادي لأسيا والمحيط الهادي "أبيك" في سان فرانسيسكو في نوفمبر المقبل.
المنطاد الصيني
وزارت وزيرة التجارة الأميركية جينا رايموندو ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين الصين، هذا العام لضمان استمرار التواصل بين البلدين على خلفية التوتر الذي نشب بعد أن أسقط الجيش الأميركية منطاد مراقبة صينياً حلق في سماء الولايات المتحدة.
وفي السياق، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، لشبكة CBSNEWS الإخبارية، الأحد، إن "المنطاد الصيني لم يكن يتجسس"، مضيفاً أن "تقييمات مجتمع الاستخبارات الأميركي وهي ذات ثقة عالية تشير إلى أن المنطاد لم يجمع معلومات استخبارية".
وفي سؤاله عن سبب تحليق المنطاد الصيني فوق الأجواء الأميركية، ذكر ميلي أن "الرياح الشديدة" هي التي دفعت المنطاد لدخول أجواء الولايات المتحدة، مشيراً على "عدم قدرة محرك المنطاد على مواجهة الرياح".
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية كشفت، الأحد، كذلك أنه في الوقت الذي انحرف فيه المنطاد الصيني، علمت وكالات استخبارات أميركية، أن الرئيس الصيني، كان "غاضباً" من كبار قادة الجيش الصيني.
وقالت إن وكالات الاستخبارات كانت تحاول فهم ما كان يعرفه شي، والتدابير التي سيتخذها بعد إسقاط المنطاد، الذي كان يستهدف قواعد عسكرية أميركية في جوام وهاواي.
وأضافت الصحيفة، أن الرئيس الصيني "لم يكن معارضاً لعمليات التجسس المحفوفة بالمخاطر ضد الولايات المتحدة، لكن وكالات استخبارات أميركية خلصت إلى أن الجيش الصيني لم يبلغ الرئيس بمعلومات عن المنطاد حتى وصوله إلى الولايات المتحدة".
وفي حين رفض مسؤولون أميركيون، مناقشة الكيفية التي حصلت بها وكالات استخبارات على هذه المعلومات، تضمنت التفاصيل التي أوردتها "نيويورك تايمز" لأول مرة، أنهم "اكتشفوا أن الرئيس الصيني، عندما علم بمسار المنطاد، وأدرك أنه كان يعرقل محادثات مخطط لها مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وبخ كبار الجنرالات لعدم إبلاغه بانحراف المنطاد"، وفقاً لمسؤولين أميركيين مطلعين على المعلومات الاستخباراتية.