قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي إن طرد جميع القوات الروسية، البالغ عددها 200 ألف جندي، من أراضي أوكرانيا "سيستغرق وقتاً طويلاً"، مستبعداً "انتهاء الحرب في كييف في وقت قريب".
وأضاف ميلي، في مقابلة مع شبكة "CNN" الأميركية، الأحد، أنه "على الرغم من أن ذلك يمثل الاستراتيجية الأوسع للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإنه هدف بعيد للغاية، إذ سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً للقيام بذلك".
ومن المقرر أن يسافر زيلينسكي إلى واشنطن، الأسبوع الجاري، للمطالبة بمزيد من المساعدات، كما أن من المتوقع أن يبدأ زيارته بالذهاب إلى مقر الكابيتول، الخميس، حيث سيحاول، بدعم من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إقناع أعضاء الكونجرس بالتصويت لصالح مساعدة بلاده، وستكون هذه الرحلة هي الثانية له إلى الولايات المتحدة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.
دعم عسكري
وكان ميلي اعتبر في تصريحات لدى وصوله إلى النرويج لحضور اجتماعات حلف "الناتو" التي بدأت، السبت، وستركز جزئياً على الحرب، أنَّ الاجتماع الأخير في روسيا بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون وبوتين سيدفع على الأرجح بيونج يانج، إلى إرسال قذائف مدفعية عيار 152 ملم من حقبة الاتحاد السوفيتي، إلى موسكو.
وأشار قائد الجيش الأميركي إلى أنه من غير الواضح بعد عدد هذه الذخائر ومتى سيتم تسليمها، بحسب "أسوشيتد برس".
وأضاف ميلي: "هل ستحدث تلك الذخائر فرقاً كبيراً؟ أشك في ذلك"، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي لا يريد فيه الإفراط في التهوين من شأن هذه المساعدة العسكرية إلا أنه يشك في أنها "ستكون حاسمة".
وتوقَّعت حكومات غربية وخبراء أجانب أن يقوم كيم، على الأرجح، بتزويد روسيا بالذخيرة مقابل الحصول على أسلحة أو تكنولوجيا متقدمة من موسكو.
حرب طويلة الأمد
وجاءت تصريحات رئيس الأركان الأميركي متسقة مع تقدير الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج الذي استبعد إمكانية إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا سريعاً، بينما تواصل كييف شن هجومها المضاد ضد القوات الروسية.
وقال ستولتنبرج في رسالة إلى مجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية: "معظم الحروب تستمر لفترة أطول من المتوقع عند اندلاعها"، مضيفاً: "لذلك علينا أن نهيئ أنفسنا لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا".
وتابع: "نريد جميعاً تحقيق سلام سريع.. وفي الوقت نفسه، يتوجب علينا أن ندرك أنه إذا توقف الرئيس (زيلينسكي) والأوكرانيون عن القتال، ستختفي بلادهم من الوجود"، مشيراً إلى أنه "إذا ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروسيا السلاح، عندها نحصل على السلام".
الهجوم المضاد
وتأتي اجتماعات "الناتو" في وقت تحرز القوات الأوكرانية تقدماً بطيئاً في اختراق خطوط القتال الروسية في هجوم مضاد لم يتحرك بالسرعة المأمولة في البداية. وتمارس كييف ضغوطاً من أجل الحصول على دفعة جديدة من الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ الأطول مدى.
وقال رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو الأدميرال الهولندي روب باور خلال الاجتماعات، السبت، إن القوات الروسية "تستمر في خسارة المزيد والمزيد من الأراضي، وروسيا بأكملها تعاني تحت تأثير العقوبات الاقتصادية والعزلة الدبلوماسية"، وفقاً لما نقلته "أسوشيتد برس".
وأكد ميلي وجود حاجة مستمرة لمزيد من الأسلحة والمعدات في أوكرانيا، مشيراً إلى أنَّ "الحلفاء والشركاء سيناقشون كيفية معالجة ذلك".
وقال ميلي إنه يعتقد أنه لا يزال هناك دعم واسع النطاق في الولايات المتحدة والكونجرس الأميركي للمساعدة العسكرية لأوكرانيا.
قنابل عنقودية
وكان 4 مسؤولين أميركيين قالوا لوكالة "رويترز"، الاثنين، إن إدارة بايدن بصدد الموافقة على إمداد أوكرانيا بشحنة صواريخ بعيدة المدى مسلحة بقنابل عنقودية، ما يمكن كييف من إلحاق أضرار كبيرة في عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وقال 3 مسؤولين إنه بعد نجاح الذخائر العنقودية في قذائف المدفعية عيار 155 ملليمتراً في الشهور الماضية، تدرس واشنطن تزويد كييف، إمَّا بأنظمة الصواريخ التكتيكية العسكرية أتاكمز (ATACMS)، التي يمكنها التحليق لما يصل إلى 306 كيلومترات، أو أنظمة الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS) التي يصل مداها إلى نحو 70 كيلومتراً والمحملة بقنابل عنقودية، أو كليهما.
اقرأ أيضاً: