ليبيا بعد أسبوع من كارثة "دانيال".. أهالي درنة في رحلة بحث عن المفقودين

time reading iconدقائق القراءة - 4
امرأة تنظر إلى آثار دمار جراء الإعصار دانيال في درنة الليبية. 18 سبتمبر 2023 - AFP
امرأة تنظر إلى آثار دمار جراء الإعصار دانيال في درنة الليبية. 18 سبتمبر 2023 - AFP
درنة-رويترز

يروي أحمد عاشور (62 عاماً) مأساته بعد أسبوع من فيضانات وسيول اجتاحت وسط مدينة درنة في ليبيا وجرفت كل شيء في طريقها إلى البحر قائلاً: "فقدت ابنتي. أمها مقتنعة أنها لا تزال على قيد الحياة. وأنا سلمت أنها توفيت. تركت لنا رضيعاً بعمر 3 أشهر".

ولا تزال العائلات في المدينة تحاول استيعاب حجم الخسائر الإنسانية والمادية الفادحة للكارثة ويعتصرها الحزن على من راحوا من أحبائهم بينما تطاردهم الهواجس بشأن مصير المفقودين.

وفقد عاشور أيضاً أكبر شقيقاته وابنتها. وقال: "عندما عرفنا ما حدث للآخرين يمكننا أن نتقبل كل ما جرى لنا".

وتحول وسط درنة إلى أرض قاحلة، وتنتشر الكلاب الضالة بين أكوام الحطام الموحلة التي كانت يوماً من الأيام بنايات ومنازل. وتقف بعض المباني الأخرى بالكاد في مشهد غريب مستندة على طوابق أرضية دمرتها المياه تقريباً.

وقبل أسبوع، انهار سدان في المدينة تحت وطأة عاصفة عاتية وأمطار غزيرة مما أطلق سيلاً ضخماً من المياه صوب وادي نهر موسمي جاف يمر عبر وسط المدينة التي يقطنها نحو 120 ألف نسمة.

ولقي آلاف حتفهم وفقد الآلاف جراء الكارثة، وقدّم مسؤولون يستخدمون طرقاً مختلفة لحساب الأعداد بيانات شديدة التباين بشأن حصيلة الضحايا حتى الآن. ويقدر رئيس بلدية درنة أن أكثر من 20 ألفاً فقدوا.

وقال وزير الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان عثمان عبد الجليل إن آمال العثور على ناجين تتضاءل بشدة لكنه أكد أن جهود البحث ستتواصل للعثور على أي ناجين.

وأضاف أن الجهود تتركز حالياً على إنقاد أي ناج وانتشال الجثث من تحت الحطام ومن البحر أيضاً بمشاركة العديد من الغطاسين وفرق الإنقاذ المتخصصة من دول أخرى.

وسدت سيارات الإسعاف والشاحنات، التي تحمل الغذاء والماء وغيرها من الإمدادات، الطرق المؤدية إلى درنة، الاثنين.

وأرسلت دول من المنطقة ودول غربية فرق إنقاذ ومستشفيات متنقلة. ولقي 5 من عمال الإنقاذ اليونانيين، بينهم 3 من أفراد القوات المسلحة، حتفهم في حادث سيارة الأحد.

ويقول سكان إن تهديد السدين المنهارين للمدينة كان معروفاً إلى حد كبير مع توقف مشروعات لإصلاحهما لأكثر من 10 سنوات. كما يتهمون السلطات بالفشل في إجلاء السكان في الوقت المناسب.

والتهديد الأكبر الذي يواجه الناجين الآن ربما يأتي من إمدادات المياه الملوثة.

وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة خيرية، إن "أزمة الفيضانات تركت آلاف الأشخاص في منطقة درنة بدون مياه شرب نظيفة وآمنة، مما يشكل تهديداً وشيكاً على صحتهم وسلامتهم".

وأضافت: "المياه الملوثة يمكن أن تؤدي إلى انتشار الأمراض التي تنقلها المياه، مما يعرض الفئات الضعيفة من السكان، وخاصة النساء والأطفال، لخطر متزايد".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات