توقعت تقارير غربية نجاح كوريا الشمالية في إطلاق أقمار تجسس استخباراتية، بعدما أنهى زعيمها كيم جونج أون، الأحد، زيارة إلى روسيا استمرت أيام، عرض خلالها الرئيس فلاديمير بوتين التعاون في هذا المجال.
وأفادت "بلومبرغ"، في تقرير نشرته الاثنين، بأن كيم تلقى خيارات للتعاون عندما التقى نظيره الروسي الأسبوع الماضي، في مركز "فوستوشني" الفضائي الروسي، بما في ذلك المساعدة في بناء الأقمار الاصطناعية وإطلاقها.
وبدا كيم منبهراً بزيارته لمركز الفضاء الروسي، وقالت وسائل الإعلام الرسمية للدولة إنه ترك رسالة في سجل الضيوف كتب فيها: "مجد روسيا التي أنتجت أول غزاة للفضاء سيكون خالداً".
وكان كيم بدأ زيارة إلى روسيا، الثلاثاء الماضي، لمدة أسبوع، قبل يوم من لقائه بوتين وناقشا مسائل عسكرية والحرب في أوكرانيا وتعزيز التعاون.
دعم روسي
الباحث في مركز "جيمس مارتن" لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية، ديفيد شميرلر، قال إن "الأقمار الاصطناعية تعد حيوية للعمليات العسكرية الحديثة، وجمع المعلومات الاستخبارية".
وأضاف: "بينما تعمل كوريا الشمالية على تحديث قواتها الاستراتيجية والتكتيكية، فإن تحديث قدرتها على الاستفادة من أجهزة الاستشعار والبيانات الفضائية يعد تقدماً طبيعياً".
ولفت شميرلر إلى أن كوريا الشمالية تتطلع إلى تطوير قدرتها على الإطلاق محلياً، ما قد يتطلب مساعدة روسيا للقيام بذلك.
وأضاف: "قد تفكر بيونج يانج في إمكانية استخدام خدمة إطلاق روسية كبديل إلى أن تطور برنامجها الخاص، أو محاولة إطلاق أقمار اصطناعية أكبر".
بدوره، قال ماركوس شيلر، مهندس الطيران والفضاء، مؤسس شركة ST Analytics الاستشارية في ألمانيا، المتخصصة في تكنولوجيا الفضاء، إن "روسيا قد تعرض أيضاً مركبات إطلاق أكبر مما لدى كوريا الشمالية، لتوفر كتلة حمولة أكبر إلى المدار، إذا رغبت بيونج يانج في ذلك".
وأضاف أنه "نظراً لمساحتها الصغيرة نسبياً، فإن كوريا الشمالية لديها وصول محدود للحصول على بيانات الأقمار الاصطناعية من محطات التتبع الأرضية أو الروابط بين الأقمار"، موضحاً أن الوصول إلى القدرات الروسية "قد يغير ذلك".
7 محاولات
ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن كوريا الشمالية أجرت على مدى السنوات الـ 25 الماضية، 7 محاولات لوضع قمر اصطناعي، 5 منها تحطمت في قاع البحر، فيما تمكنت جزئياً من وضع شيء ما في الفضاء، وإن كان وضع التشغيل مشكوكاً فيه.
وفشلت كوريا الشمالية مرتين هذا العام في وضع قمر اصطناعي في المدار على صاروخ فضائي جديد أطلقته.
لكن يمكن لروسيا أن تقدم المساعدة والتكنولوجيا لتعزيز أداء القمر الاصطناعي الكوري الشمالي، كما من المرجح أن تجعل المساعدة الروسية الحصول على المواد اللازمة للأقمار الاصطناعية الأكثر تطوراً أسهل بكثير.
وفي المقابل، تستطيع كوريا الشمالية توفير الذخائر التي تحتاجها روسيا في غزوها لأوكرانيا، إذ رجحت الولايات المتحدة، أن يتم التوصل إلى صفقة أسلحة محتملة خلال زيارة كيم.
وتمنع قرارات مجلس الأمن، كوريا الشمالية من إجراء تجارب صاروخية باليستية. وقد حذّرت واشنطن وشركاؤها من أن التكنولوجيا المستمدة من برنامج الفضاء لبيونج يانج يمكن استخدامها لتطوير صواريخها الباليستية، وحذرت أيضاً من أن أي مساعدة يقدمها بوتين لكيم "ستنتهك التدابير التي صوتت روسيا بالموافقة عليها".
ومع ذلك، تجادل كوريا الشمالية وروسيا بأن كل دولة لها الحق في الحصول على برنامج فضائي مدني، وأن التعاون لن ينتهك أي اتفاقيات دولية.
اقرأ أيضاً: