أعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان، الأربعاء، التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في إقليم ناجورنو قره باغ، بوساطة من قوات حفظ السلام الروسية، كما أكدت سلطات الإقليم الأرمينية، موافقتها على مقترح باتفاق الهدنة.
وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية، موافقة قوات الأرمن في المنطقة الجبلية، على "إلقاء أسلحتها والتخلي عن المواقع القتالية والمواقع العسكرية ونزع سلاحها بالكامل"، مشيرة إلى الشروع في عملية تسليم جميع الأسلحة والمعدات الثقيلة إلى جيش أذربيجان.
ونقلت وكالة الأنباء الأرمينية الرسمية عن سلطات إقليم قرة باغ، قولها، إنها "وافقت على اقتراح بوقف إطلاق النار قدمته قيادة حفظ السلام الروسية".
جاء ذلك في أعقاب دعوات وجهتها روسيا والولايات المتحدة لطرفي الصراع لمنع تحول الوضع إلى "حرب واسعة"، إذ أعلنت مصادر قريبة من إدارة الإقليم الواقع تحت سيطرة الأرمن، مصرع 100 شخص وإصابة مئات آخرين، فيما أجلت قوات حفظ سلام روسية، أكثر من ألفي مدني، إذر بدء عملية عسكرية قد تنذر بحرب جديدة في المنطقة المضطربة.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في وقت سابق، إن الإجراءات العسكرية "تستمر بنجاح"، مُشيرة إلى تدمير الأسلحة والمعدات العسكرية، إذ أوضحت أن هدفها يتمثل في "نزع سلاح قوات أرمينيا وضمان انسحابها من أراضيها".
وشنّت أذربيجان، الثلاثاء، عملية عسكرية في منطقة ناجورنو قره باغ، فيما أعلنت أرمينيا إدانتها لما وصفته بـ"العدوان الشامل" من جانب باكو.
من جانبه، ذكر روبن فاردانيان، الرئيس السابق لحكومة الإقليم، إن ما يقرب من 100 شخص قُتلوا وأصيب مئات آخرون في الإقليم، بعد أن بدأت أذربيجان ما وصفها بأنها "حرب كبيرة".
وأضاف: "هذه حرب كبيرة. أذربيجان بدأت عملية كاملة (...) هذه في الأساس عملية تطهير عرقي".
وتابع: "العالم يتجاهل مصير الإقليم. روسيا صامتة وتتجاهل ذلك بشكل أساسي، ليس روسيا فقط بل الغرب أيضاً. لا أحد يفعل أي شيء".
اتصالات روسية
وفي هذا السياق، رفضت روسيا، اتهامات أرمينيا بشأن عدم القيام بما يكفي لمنع القتال في الإقليم، إذ قال الناطق باسم الكرملين إن "الأمر يتعلق بتصرفات أذربيجان على أراضيها".
وأضاف ديميتري بيسكوف، أن روسيا "تواصل اتصالاتها مع أرمينيا وأذربيجان والأرمن العرقيين في قرة باغ"، مشيراً إلى "مكالمة هاتفية بين الرئيس
فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان لا يزال يجري تحديدها".
وتابع: "نواصل اتصالاتنا مع الأرمن، لأن جيشنا يؤدي دوره كقوات حفظ سلام، ويساعد في إجلاء السكان المدنيين من المناطق الخطرة. هذا العمل مستمر".
مناورات أميركية
بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إن قوات حفظ السلام الروسية أجلت أكثر من ألفي مدني من الإقليم، بعد إطلاق أذربيجان لعمليتها العسكرية بدعوى "مكافحة الإرهاب"، وفق ما أوردته وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
في السياق، أعلنت الولايات المتحدة، عزمها استكمال مناوراتها العسكرية مع القوات الأرمينية، وفق المخطط له، و"لن تتأثر بإطلاق عملية عسكرية من قبل أذربيجان المجاورة".
وقال ناطق باسم الجيش الأميركي: "لم يطرأ أي تغيير على مناورة (إيجل بارتنر 2023) التي يشارك فيها 85 جندياً أميركياً و175 جندياً أرمينياً، رغم إطلاق أذربيجان عملية مكافحة الإرهاب في المنطقة".
وأضاف: "كنا على علم بأنهم سيقومون بعمليات عسكرية، لكن لا خطر على جنودنا طوال مدة التمرين".
وأعلنت أذربيجان العملية، بعدما صرحت بأن 6 من مواطنيها لقوا حتفهم في انفجار لغمين أرضيين في واقعتين منفصلتين في قره باغ، متهمة "جماعات مسلحة أرمنية غير شرعية" بزرعهما، في حين وصفت أرمينيا هذه الاتهامات بـ"الكاذبة".
وحدث التصعيد بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى قره باغ عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة بدت أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا.
وكانت أذربيجان حتى الأيام القليلة الماضية تفرض قيوداً صارمة على ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بقره باغ والذي لم يُسمح باستخدامه حتى الأيام القليلة الماضية في إدخال المساعدات على أساس أنه يستخدم في تهريب أسلحة.
وإثر ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى "وقف فوري للقتال"، وذلك بعد أن أدان الاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا العمل العسكري الذي قامت به باكو، فيما أعلنت إيران وقف الرحلات الجوية إلى الدولتين.