
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إنه "ليس فخوراً بكل القوانين في المملكة"، ولذلك يعمل على تغييرها لتصبح "الأحكام القضائية أكثر واقعية"، مؤكداً حرصه على "إصلاح النظام الأمني"، "حتى لا تتكرر أخطاء مثل مقتل الصحافي جمال خاشقجي"، واصفاً الحادث بأنه "كان خطأً موجعاً".
وأوضح ولي العهد السعودي، خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، أذيعت، الأربعاء، إن السعودية اتخذت بعد الحادث الذي وقع في تركيا قبل نحو 5 سنوات "جميع التدابير القانونية التي اتخذتها أي دولة، كما كان الحال عندما ارتكبت الولايات المتحدة أخطاءً في العراق، يقومون بإجراء التحقيقات والمحاكمات إلخ".
وأضاف: "فعلنا ذلك في المملكة وقد أُغلقت القضية، كما نسعى أيضاً الى إصلاح النظام الأمني للتأكد من عدم حدوث هذا النوع من الأخطاء مرةً أخرى، ويمكننا أن نرى أنه خلال السنوات الخمس الماضية، لم يحدث أي شيء من هذا القبيل. وهذا ليس جزءاً مما تفعله المملكة في آخر 100 عام. كان خطأً موجعاً ونبذل قصارى جهدنا للتأكد من إصلاح نظامنا للعمل وفقاً للقوانين وللتأكد من سلامة الجميع، ليس فقط في المملكة وإنما في جميع أنحاء العالم".
ورداً على سؤال بشأن دخول المتورطين في قضية خاشقجي، السجن، أكد ولي العهد أن "أي شخص متورط هو حالياً يقضي فترة عقوبته في السجن، يجب أن يواجهوا القانون".
وشدد ولي العهد السعودي، على أنه يحاول تغيير القانون بشكل عام لجعل "الأحكام أكثر واقعية بالنسبة لنا في السعودية"، و"ليس بالنسبة لمن هم في الخارج فقط، نؤمن اليوم أن القوانين بعيدة تماماً عما نحتاج إليه ويناسبنا كسعوديين، فنحن لسنا فخورين بكل قوانيننا في المملكة".
وطرح مذيع "فوكس نيوز" بريت باير، سؤالاً بشأن الحكم على مواطن سعودي بالإعدام، بسبب نشره تغريدة على منصة "X" (تويتر سابقاً)، وأقرّ ولي العهد بصدور الحكم، معرباً عن "أسفه منه"، وقال: "هو شيء لا يعجبني. في المملكة نبذل قصارى جهدنا لتغييره، وانتهينا بالفعل من سن عدد من القوانين وغيّرنا عشرات القوانين بالمملكة، والقائمة تتضمن أكثر من 1000 بند، لكن في مجلس الوزراء ليس لدينا سوى 150 محامياً، لذا أحاول ترتيب التغييرات وفقاً للأولوية يوماً بعد يوم".
وتابع: "لكن نحن لسنا راضين عنها ونشعر بالخجل بسبب ذلك، لكن النظام القضائي يجب أن يتبع القوانين، ولا يمكنني أن أملي على القضاة أن يفعلوا أمراً معيناً ويتجاهلوا القانون لأن هذا ضد مبدأ سيادة القانون. هل لدينا قوانين سيئة؟ نعم، هل نسعى لتغييرها؟ نعم".
وعما إذا كان سيتم تنفيذ حكم الإعدام بالفعل في صاحب التغريدة، قال ولي العهد إن "هناك عدداً من الخطوات في إجراءات المحاكمة"، معرباً عن أمله في "أن يكون لدى القضاة في المرحلة المقبلة من المحاكمة، خبرات أكثر، وربما ينظرون إلى الموقف بطريقة مختلفة تماماً".
النمو الأسرع في العالم
وبشأن التغيير الذي تشهده السعودية في السنوات الأخيرة، قال الأمير محمد بن سلمان، "أنا فقط فرد ضمن المجموعة. وإذا لم يقتنع الناس ويشاركوا طبعاً فإن الأمر لن ينجح. لذا أولاً على الناس أن يؤمنوا بالأمر، والجميع يجب أن يدفع إلى الأمام لنصل إلى هذا المستوى من التقدم في المملكة".
وأضاف: "يبدو أننا في وضع جيد جداً، فنحن الدولة التي لديها النمو الأسرع في العالم. ولدينا المشروعات الأكثر طموحاً في كل القطاعات، وبالتالي نحن الأسرع في كلّ قطاع بالعالم".
وقال الأمير محمد بن سلمان، إن والده الملك سلمان بن عبد العزيز، يبلغ من العمر 88 عاماً، وهو بصحة جيدة، موضحاً أن مسؤولية خادم الحرمين الشريفين كبيرة، و"واجب أي ملك للمملكة وواجب كل الشعب السعودي هو خدمة هذين الحرمين وخدمة الحجاج إليهما، وأعتقد أننا قمنا بعمل مذهل في هذا الجانب".
ووجه ولي العهد رسالة لمن ينظرون إلى السعودية من الخارج، ولمن يرغبون في زيارتها لكنهم مترددون، بقوله: "أعظم قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، هي المملكة العربية السعودية. هذه هي قصة القرن. هل تريدون تفويتها أم لا؟ الأمر يعود لكم"، مؤكداً أنه يحاول تسريع وتيرة العمل كل يوم.
الاستثمار في قطاعات السياحة والرياضة
وبشأن اهتمام السعودية بالاستثمار في قطاعات السياحة والرياضة، أكد ولي العهد السعودي، أن "كرة القدم تؤثر في ديناميكية البلد"، موضحاً: "عندما تريد تنويع الاقتصاد، عليك أن تعمل في كل القطاعات. التعدين، والبنية التحتية، والصناعات التحويلية والمواصلات واللوجستيك والقائمة بأكملها. وجزء من ذلك يتضمن قطاع السياحة".
وتابع: "إذا أردت الترويج للسياحة تحتاج إلى تطوير قطاعات الثقافة والترفيه والرياضة لأنه عليك وضع روزنامة، ونعرف أن السياحة كانت تساهم بـ3% من إجمالي الناتج المحلي السعودي، أما اليوم فالنسبة 7%، الرياضة كانت تساهم بـ0.4%، اليوم النسبة هي 1.5%. هذا يعني المزيد من النمو الاقتصادي والوظائف وروزنامة كاملة من الترفيه".
وأضاف: "نحن في المرتبة الأولى في السياحة بالشرق الأوسط، ومنذ 6 سنوات لم نكن حتى ضمن الدول العشر الأولى، العام الماضي كنا في المرتبة العاشرة على مستوى الزيارات العالمية. هذا نجاح باهر. هدفنا أن نصل إلى أكثر من 100 مليون زيارة، ربما إلى 150 مليون. السنة الماضية وصلنا إلى 40 مليون زيارة من المملكة والعالم، وبالتالي يبدو أننا سنصل إلى الهدف".
ولفت ولي العهد إلى أنه مستمر في رفع سقف الهدف "لأننا وصلنا للهدف الذي حددناه".
وعن اتهامات "غسل السمعة عبر الرياضة"، التي ذكرها مذيع "فوكس نيوز"، على خلفية إنفاق المملكة الكثير على الرياضة، والتعاقد مع لاعبين مشاهير، اعتبر ولي العهد السعودي، أنه "إذا كان غسل السمعة عبر الرياضة سيضيف الى إجمالي الدخل القومي 1%، فسأستمر في ذلك، ولا يهمني ما يقولون، إذا حصلت على زيادة 1% للناتج المحلي، ونحن نستهدف أن نحصل على زيادة إضافية بنسبة 1.5%، فسمّها ما شئت، نحن سنفعل ذلك للحصول على هذه النسبة".