
أكد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، أن المنطقة ستشهد جولات "مكوكية" لاختبار مدى جدية جماعة الحوثي وصدقهم لإنهاء الحرب في اليمن، تنفيذاً للمبادرة السعودية التي نصت على وقف شامل لإطلاق النار.
والتقى وزير الخارجية اليمني، الأحد، المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينع. وقال بن مبارك إن "لقاء ليندركينغ يأتي في إطار مضاعفة الجهود الدبلوماسية من أجل تحقيق السلام في اليمن، من خلال مقترح العناصر الأربعة التي تضمنتها المبادرة السعودية، والتي يعمل عليها أيضاً المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث".
وشدد وزير الخارجية اليمني على موقف الحكومة الثابت وموقف التحالف العربي بقيادة السعودية، والسعي الدائم لإنهاء الحرب، وتحقيق السلام في اليمن وفق المرجعيات الثلاثة.
وبيّن أن ما تضمنته المبادرة السعودية "يتسق كلياً مع جهود وتطلعات الحكومة اليمنية سواء في ما يتعلق بالوقف الشامل لإطلاق النار أو تخفيف المعاناة عن شعبنا اليمني، وصولاً إلى الجلوس على طاولة المشاورات لإنهاء الحرب".
وقال وزير الخارجية اليمني إن "المنطقة ستشهد خلال الأسابيع القليلة المقبلة جولات "مكوكية" بهدف اختبار "جدية" جماعة الحوثي و"صدقها تجاه مبادرة السلام المطروحة، لا سيما في ظل حجم التصعيد العسكري الذي يقوم به الحوثيون على الأرض".
وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت، الاثنين الماضي، عن مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن بين الحكومة والحوثيين تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام عدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، والبدء بالمشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216.
وعن المواجهات في محافظة مأرب، قال بن مبارك: "نعلم تماماً أنه خلال اليومين الماضيين كان هناك تصعيد من الجانب الحوثي من خلال إرسال طائرات مسيرة والاستهداف الصاروخي للأراضي السعودية وأيضاً التصعيد العسكري الكبير في مأرب".
وكان المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ ثمّن، في وقت سابق الأحد، استعداد الحكومة اليمنية للالتزام بوقف إطلاق النار والدخول في العملية السياسية، وإعطائها الأولوية للوضع الإنساني، مؤكداً سعي بلاده للدفع قدماً بعملية السلام في اليمن في إطار الجهود التي تقودها الأمم المتحدة، وبالتزامها بأمن واستقرار ووحدة اليمن.
الاشتباكات العسكرية
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش اليمني، تصديه لـ"هجوم واسع" شنّته جماعة الحوثي، في جبهة الكسارة غرب محافظة مأرب، مؤكداً أن الجماعة تكبدت "خسائر كبيرة في العتاد والأرواح"، وذلك بحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
ونقلت "سبأ" عن مصدر عسكري في الجيش اليمني، قوله إن "عناصر الحوثي المهاجمة سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فيما استهدفت مدفعية الجيش تجمعات أخرى"، ملحقة بها "خسائر بشرية ومادية كبيرة".
وأضاف المصدر، أن غارات "التحالف العربي"، دمرت 3 عربات مدرعة و6 أطقم كانت تحمل تعزيزات من عناصر الحوثيين كانت في طريقها إلى الجبهة"، لافتاً إلى مقتل "جميع من كانوا على متنها".
ويواصل الحوثيون القتال بهدف السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالغاز، تزامناً مع تكثيفهم الهجمات بالطائرات المسيّرة على المملكة العربية السعودية.
الخيارات السلمية
وكان قد أكد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن "استمرار تصعيد ميليشيا الحوثيين (عسكرياً) في مأرب وغيرها من المحافظات، يؤكد عدم نيتها للجنوح للخيارات السلمية لإنهاء الحرب".
وأضاف هادي، خلال استقبال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أن "الشعب اليمني لن يقبل باستنساخ التجربة الإيرانية، وعودة اليمن إلى الحكم الكهنوتي البائد"، وذلك حسبما نقلت وكالة الأنباء اليمنية.
وأشار الرئيس اليمني، إلى أن "حكومته قدمت الكثير من التنازلات بهدف إنهاء الصراع في اليمن، إلّا أنها قوبلت بتعنت وتصلب" من قبل جماعة الحوثي.
وأوضح أن "الحكومة ستظل تتعامل بإيجابية مع أي مبادرات وجهود لإحلال السلام في اليمن، انطلاقاً من حرصها على وقف نزيف الدم، وإنهاء معاناة الملايين جراء تدهور الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية وغيرها".