أعلنت مفوضية الانتخابات في باكستان، الخميس، إجراء الانتخابات العامة في الأسبوع الأخير من شهر يناير 2024، بدلاً من الموعد الذي كان مقرراً في نوفمبر المقبل، فيما تشهد البلاد احتجاجات ضد ارتفاع الأسعار والتضخم.
وسيتم تأجيل الانتخابات لعدة أسابيع بسبب إعادة تحديد الدوائر الانتخابية، بما يتناسب مع الإحصاء السكاني الجديد. ويبلغ عدد سكان الدولة الواقعة في جنوب آسيا، 241 مليون نسمة.
وقالت المفوضية إن القائمة النهائية للدوائر الانتخابية الجديدة ستكون جاهزة، وستنشر بحلول 30 نوفمبر، على أن تصوت البلاد في الموعد الجديد.
ومن المقرر إجراء الانتخابات بعدما انتهت ولاية البرلمان في أغسطس، ومدتها 5 سنوات. وتشكلت حكومة تصريف أعمال للإشراف على الانتخابات.
ونظم آلاف من المعارضين، الخميس، اعتصاماً في مدينة لاهور شرقي البلاد، احتجاجاً على الزيادة الأخيرة في أسعار الكهرباء والوقود، وحثوا الحكومة على التراجع عن هذه الخطوة.
اضطرابات سياسية
وأنهى إعلان لجنة الانتخابات الباكستانية حالة "عدم اليقين" بشأن مصير التصويت، إذ كانت بعض الأحزاب السياسية تخشى احتمال تأجيل الانتخابات لفترة غير محددة، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس".
وتشهد باكستان اضطرابات سياسية متفاقمة منذ أبريل 2022، عندما تمت إقالة رئيس الوزراء آنذاك عمران خان من منصبه، خلال تصويت برلماني بحجب الثقة.
كما تم القبض على خان في أوائل أغسطس على خلفية اتهامات بالفساد وتم سجنه بعد إدانته من قبل القضاء، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات. ويُطالب خان وحزبه إجراء الانتخابات في نوفمبر، لتلبية المتطلبات الدستورية.
وفي وقت سابق الخميس، عارض فاروق حبيب، القيادي البارز في حزب خان تأجيل التصويت.
خارطة انتخابية جديدة في باكستان
وتشهد باكستان إعادة رسم الخريطة الانتخابية لتعكس التعداد السكاني الأخير، إذ قالت مفوضية الانتخابات في بيان مقتضب، إن القائمة النهائية للدوائر الانتخابية ستنشر في 30 نوفمبر المقبل. كما ستُعلن لجنة الانتخابات عن الموعد الدقيق للتصويت في وقت لاحق.
وفي أغسطس الماضي، قام الرئيس الباكستاني عارف علوي، بناءً على نصيحة رئيس الوزراء السابق شهباز شريف، بحل البرلمان عند انتهاء فترة ولايته البالغة 5 سنوات، وهو ما يكون عادة بداية عملية إجراء الانتخابات في غضون 90 يوماً.
وكان من المقرر إجراء التصويت في أكتوبر أو نوفمبر، لكنه تأجل بعد أن قالت لجنة الانتخابات إنها تحتاج المزيد من الوقت لإعادة رسم الدوائر الانتخابية، لتعكس التعداد السكاني الجديد.
واستقال شريف الشهر الماضي عندما أكمل البرلمان فترة ولايته. وفي الوقت الحالي، يُدير رئيس الوزراء المؤقت أنور الحق كاكار، الشؤون اليومية للحكومة الباكستانية.
خان ممنوع من الترشح
وقال كاكار إن حزب "حركة الإنصاف" المعارض الذي يتزعمه خان، لم يتم حظره، ويمكنه تقديم مرشحين في الانتخابات.
ولكن لجنة الانتخابات الوطنية الباكستانية، أعلنت الشهر الماضي، استبعاد خان من الترشح للانتخابات، بعد الحكم الصادر بسجنه ثلاث سنوات بتهم الفساد.
وقالت اللجنة إن خان لا يمكنه خوض الانتخابات خلال السنوات الخمس المقبلة، بحسب ما ينص عليه الدستور الباكستاني، بالإضافة إلى إلغاء مقعده في البرلمان.
ومن المرجح أن يواجه خصوم خان السياسيون، بما في ذلك حزبا الرئيس السابق آصف زرداري، ورئيس الوزراء السابق شهباز شريف، منافسة صعبة في الانتخابات المقبلة.
وفشل شهباز شريف بعدما خلف خان عام 2022، في تحسين الاقتصاد المتعثر، رغم تمكنه من إنقاذ باكستان من التخلف عن سداد الديون. وتواجه باكستان حالياً واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها، الأمر الذي أثار احتجاجات مناهضة للتضخم.
تصاعد الهجمات
وتواجه باكستان تصاعداً في الهجمات المسلحة، والتي يُلقى باللوم في معظمها على حركة "طالبان باكستان"، وهو تنظيم منفصل عن حركة طالبان الأفغانية.
وقال الجيش الباكستاني في بيان، الخميس، إن قواته قضت على 8 متمردين في غارتين شمالي غرب البلاد، على الحدود مع أفغانستان. ولم يكشف البيان عن هوية هؤلاء المتمردين، لكن معظم الغارات السابقة استهدفت حركة "طالبان باكستان" المتشددة.
وحذرت السلطات من أن المتشددين "قد يستهدفون السياسيين" خلال التجمعات الانتخابية المقبلة.