
قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، إن دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن قادة العالم لحضور قمة افتراضية حول المناخ، الشهر المقبل، تعكس تغير وجهة نظر البيت الأبيض بشأن تغير المناخ، حتى مع تصاعد التوترات في مناطق أخرى.
واعتبرت الصحيفة البريطانية، في تقرير الاثنين، أن خطوة بايدن لعقد قمة حول تغير المناخ، تعزز التحول الهائل في واشنطن بعد تشكيك الرئيس السابق، دونالد ترمب، في المبادرات المتعلقة بالمناخ العالمي.
وأشارت، إلى أن أحد الإجراءات الأولى التي اتخذها بايدن بعد توليه منصبه، كان إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ.
دعوة الصين وروسيا
ولفتت الصحيفة، إلى أن بايدن، دعا نظيريه الصيني شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين، لحضور القمة التي سيحضرها 40 من قادة العالم، على الرغم من شنه هجمات لفظية ضد الرئيسين في الأيام الأخيرة.
وقال بايدن، خلال مؤتمر صحافي عقده في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض: "إنهما (شي وبوتين) يعلمان أنهما مدعوان"، لافتاً إلى أنه لم يتحدث بعد لأي منهما بشكل فردي، حسبما ذكرت الصحيفة البريطانية.
وأضافت، أن دعوة شي وبوتين تعكس وجهة نظر البيت الأبيض بأن التعاون مع روسيا والصين يجب أن يمضي قدماً في مجال تغير المناخ، حتى مع تصاعد التوترات في مناطق أخرى.
صرامة تجاه بوتين
الصحيفة، أوضحت أن بايدن اتخذ موقفاً أكثر صرامة تجاه بوتين منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة، ما دفع موسكو إلى استدعاء سفيرها لدى واشنطن، للتشاور بشأن إصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة، التي وصفتها بأنها "تتصاعد نحو طريق مسدود".
وأعلن البيت الأبيض، في بيان، أن موضوعات القمة المقرر عقدها في 22 و23 أبريل المقبل، من المتوقع أن تمهد الطريق لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ المقرر عقده في غلاسكو، في أسكتلندا، في نوفمبر المقبل.
وقال البيان، إن القمة تهدف إلى تعزيز الجهود الرامية للحد من الاحتباس الحراري عند مستوى 1.5 درجة مئوية.
وأضاف البيان أن القمة "ستبرز أمثلة على أن تعزيز الطموح المناخي سيخلق وظائف ذات عائد مادي جيد، وسيُعزز التقنيات الابتكارية، ويساعد الدول الضعيفة على التأقلم مع الآثار المناخية".
"تعاون نادر" مع بكين
وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن تغير المناخ ظهر كمجال للتعاون النادر بين واشنطن وبكين، على الرغم من الخلافات التي ظهرت خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي عُقد في ألاسكا بين وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، مع كبير الدبلوماسيين الصينيين، يانغ جيشي.
وتأتي القمة بالتزامن مع "يوم الأرض" الموافق 22 أبريل، وكان مسؤولون صينيون أعلنوا في وقت سابق من الشهر الجاري، أن الرئيسين الأميركي والصيني سيعقدان أول اجتماع خلال "يوم الأرض"، لإظهار تركيز الزعيمين على مكافحة تغيّر المناخ.
تدهور العلاقات
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تصاعدت التوترات الأميركية مع الصين وروسيا، وتبادل الوفدان الأميركي والصيني الاتهامات في محادثات ألاسكا، بينما وصف بايدن، الأسبوع الماضي، نظيره الروسي بـ"القاتل" الأسبوع الماضي، في تدهور جديد للعلاقات السيئة بالفعل بين البلدين.
وعود بايدن
وأعلن بايدن في يناير الماضي، بعد أيام من تنصيبه، نيته تنظيم قمة المناخ، وقال إنها ستعقد قبل الاجتماع الكبير للأمم المتحدة المقرر في نوفمبر.
وكان بايدن وقع يوم تنصيبه في 20 يناير الماضي أمراً تنفيذياً يقضي بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ، تنفيذاً لوعود سابقة خلال حملته الانتخابية، في نقض لقرار سلفه دونالد ترمب، بالانسحاب من الاتفاق عام 2017.
قرار مبكر
ويهدف اتفاق باريس للمناخ، إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية خلال القرن الحادي والعشرين عند حاجز درجتين مئويتين، والسعي إلى خفض الزيادة نحو 1.5 درجة مئوية فقط، مقارنة بدرجات الحرارة مع ما قبل العصر الصناعي.
اقرأ أيضاً: