"لردع إيران".. قاذفتا "بي-52" أميركيتان تحلّقان فوق الخليج

time reading iconدقائق القراءة - 10
قاذفة أميركية من طراز "بي-52" خلال مهمتها فوق الخليج العربي - 30 ديسمبر 2020  - U.S. Central Command
قاذفة أميركية من طراز "بي-52" خلال مهمتها فوق الخليج العربي - 30 ديسمبر 2020 - U.S. Central Command
واشنطن – وكالات

حلّقت قاذفتان أميركيتان من طراز "بي-52" فوق الخليج العربي الأربعاء، للمرة الثانية هذا الشهر، في عرض للقوة يستهدف ردع إيران عن مهاجمة أهداف للولايات المتحدة، أو لدول حليفة في الشرق الأوسط.

يأتي ذلك قبل أيام من الذكرى الأولى لمقتل قائد "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني في بغداد، إذ استهدفته طائرة أميركية من دون طيّار بعد وصوله إلى مطار العاصمة العراقية، وكان مع القيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس.

وبعد 5 أيام على مقتل سليماني والمهندس، أطلقت إيران صواريخ بالستية على قاعدتين عسكريتين في العراق، تتمركز فيهما قوات أميركية.

لكن طهران تعهدت بردّ إضافي، ولا سيّما أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب شدد عقوبات مفروضة عليها، بعدما سحب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، المُبرم في عام 2015.

السفارة الأميركية

وأُجّج توتر بين الجانبين، بعد إطلاق 21 صاروخاً على مجمّع السفارة الأميركية في بغداد، في ديسمبر، سقط نحو 9 منها على المجمّع. وبعد أيام، كتب ترمب على تويتر: "بعض النصائح الصحية الودية لإيران: إذا قُتل أميركي، فسأحمّل إيران المسؤولية.. نسمع أحاديث عن هجمات إضافية على الأميركيين في العراق".

وتلا تغريدة ترمب، بيان أصدرته القيادة المركزية في الجيش الأميركي، وصف الهجمات على السفارة بأنها الأضخم منذ عقد التي تستهدف أميركيين في العراق.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قادة عسكريين أميركيين اتهموا جماعات تدعمها طهران بتنفيذ الهجمات الصاروخية، بما في ذلك "كتائب حزب الله"، التي كان يتزعمها أبو مهدي المهندس. لكن التنظيم نفى تورطه بالأمر.

وأشارت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن "وكلاء إيران" في العراق شنّوا العام الماضي أكثر من 50 هجوماً صاروخياً على قواعد تتمركز فيها قوات أميركية، وعلى السفارة الأميركية في بغداد، كما نفذوا 90 هجوماً على قوافل تحمل إمدادات للقوات الأميركية، وفق الصحيفة.

وأضافت، أن قادة ودبلوماسيين أميركيين يعتبرون أن الهجمات تستهدف إخراج القوات الأميركية من العراق، علماً أن ترمب أمر البنتاغون بتقليص عدد الجنود الأميركيين المنتشرين في البلاد، من 3000 إلى 2500 بحلول منتصف يناير المقبل.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين، أن القرار قد يُنفذ بحلول مطلع الأسبوع المقبل. 

مهمة استغرقت 36 ساعة

وأوردت "نيويورك تايمز"، أن القاذفتين، اللتين رافقتهما مقاتلات أميركية من طراز "أف-16"، حلّقتا فوق وسط الخليج العربي، وبقيتا خارج المجال الجوي الإيراني.

ونقلت عن مسؤولين إن المقاتلات الأميركية بقيت في المنطقة لساعتين، قبل أن تعود إلى الولايات المتحدة، علماً أن سلاح الجوّ الأميركي نفذ مهمتين مشابهتين، شملتا قاذفات "بي-52"، في الـ10 من ديسمبر الجاري والـ21 من نوفمبر الماضي.

ولفتت الصحيفة إلى أن المهمة استغرقت 36 ساعة، ذهاباً وإياباً، إذ انطلقت المقاتلات من قاعدة "مينوت" الجوية في ولاية نورث داكوتا. وتابعت أنها المرة الثالثة خلال 6 أسابيع، التي تنفذ فيها قاذفات أميركية رحلات بعيدة المدى، على بعد 60 ميلاً (96 كيلومتراً) من الساحل الإيراني.

ووَرَدَ في بيان أصدره قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال فرانك ماكينزي: "تواصل الولايات المتحدة نشر قدرات جاهزة للقتال، في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية، لردع أي خصم محتمل، وتوضيح أننا مستعدون وقادرون على الردّ على أي عدوان موجّه ضد الأميركيين أو مصالحنا. لا نسعى إلى نزاع، ولكن يجب ألا يقلّل أحد من قدرتنا على الدفاع عن قواتنا أو التصرّف بحسم، رداً على أي هجوم".

"تهديدات حقيقية"

ونقلت "أسوشيتد برس" عن ضابط بارز في الجيش الأميركي إن مهمة القاذفتين كانت رداً على إشارات بأن إيران ربما تخطّط لشنّ هجمات على أهداف لأطراف حليفة للولايات المتحدة، في العراق أو أي مكان آخر في المنطقة، في الأيام المقبلة، فيما يستعد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لتولّي منصبه.

وأضافت الوكالة أن واشنطن سعت إلى ردع طهران عن شنّ هجمات إضافية، تحسّباً لاحتمال حصول تصعيد قد يؤدي إلى حرب أوسع، علماً أن بايدن أعرب عن أمله بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

وأشارت الوكالة إلى أن الضابط الأميركي البارز، ذكر أن أجهزة الاستخبارات الأميركية رصدت دلائل حديثة على "تهديدات حقيقية إلى حد ما" من إيران، تضمّنت تخطيطاً لهجمات صاروخية محتملة على مصالح أميركية في العراق، مرتبطة بذكرى مقتل سليماني.

وتابع الضابط، أن الولايات المتحدة التقطت أيضاً إشارات إلى أن طهران ربما تدرس، أو تخطط، لهجمات "أكثر تعقيداً" وأوسع نطاقاً، على أهداف أو مصالح أميركية في الشرق الأوسط.

وأشار إلى مؤشرات على تدفق أسلحة متطوّرة في الآونة الأخيرة، من إيران إلى العراق، مضيفاً أن قادة في جماعات مسلحة في العراق ربما التقوا ضباطاً من "فيلق القدس" الإيراني.

غواصة أميركية في هرمز

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن غواصة أميركية تحمل صواريخ موجّهة، نفذت الأسبوع الماضي "عبوراً غير عادي" لمضيق هرمز.

في السياق ذاته، أوردت "نيويورك تايمز"، أن محللين في أجهزة الاستخبارات الأميركية ذكروا في الأيام الأخيرة أنهم رصدوا دفاعات جوية إيرانية وقوات بحرية ووحدات أمنية أخرى، في حالة تأهب قصوى.

لكن مسؤولين بارزين في البنتاغون أقرّوا بأنهم لا يدركون هل أن إيران، أو وكلاءها في العراق، يستعدون لاستهداف القوات الأميركية، أو للردّ إذا أمر ترمب بشنّ هجوم استبقائي عليهم.