دبي-الشرق
طلبت روسيا من البرازيل استئناف منتدى للحوار الثنائي بين البلدين وذلك بعد يوم من لقاء الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمرة الأولى، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ" عن مسؤولين برازيليين مطلعين على المحادثات.
وقال المسؤولون، إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قدم الطلب خلال اجتماع، الخميس الماضي، مع نظيره البرازيلي ماورو فييرا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وجاء الطلب الروسي بعد يوم من لقاء دا سيلفا بنظيره الأوكراني، الأربعاء، على هامش القمة، إذ تسعى كل من روسيا وأوكرانيا إلى تعزيز العلاقات مع الزعيم الذي رفض الانحياز إلى أي طرف.
وأوضح المسؤولون أنَّ لافروف طلب استئناف عمل لجنة التعاون الروسية-البرازيلية رفيعة المستوى، وهي منتدى شكلته الدولتان عام 1997 لبحث التجارة والاستثمار والتكنولوجيا والدفاع وقضايا أخرى، ولكن اللجنة لم تجتمع منذ عام 2015.
وأضاف المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المحادثات لم تكن علنية، أنَّ البرازيل، من جانبها، مهتمة أيضاً بإحياء المنتدى، إذ تنظر إليه باعتباره جزءاً مهماً من العلاقات بين البلدين.
البرازيل والحياد
ومن المقرر أن تناقش الحكومتان المواعيد المحتملة لعقد اجتماع بين نائب الرئيس البرازيلي جيرالدو ألكمين ورئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، اللذين يقودان اللجنة بشكل مشترك، بحسب المسؤولين.
ولم ترد وزارة الخارجية الروسية على رسالة بالبريد الإلكتروني طلبت فيها "بلومبرغ" الحصول على تعليق بشأن استئناف عمل اللجنة، كما لم يرد مكتب ألكمين على الفور على طلب للتعليق على لقاءه المحتمل مع ميشوستين.
وقالت "بلومبرغ" إن دا سيلفا سعى منذ توليه منصبه في يناير الماضي، إلى جعل البرازيل دولة محايدة يمكنها الحفاظ على العلاقات مع كل من روسيا وأوكرانيا والمساعدة في التوسط في محادثات السلام، وهو الموقف الذي يقول هو ومستشاروه إنه يتماشى مع نهج السياسة الخارجية التقليدية للبلاد.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أنَّ استراتيجية الرئيس البرازيلي أثارت في بعض الأحيان حفيظة أوكرانيا وحلفائها الغربيين، الأمر الذي ولّد الشكوك بشأن حياده المُعلَن هذا، على حد تعبيرها.
وبحسب الوكالة، دفعت تصريحات الرئيس البرازيلي المتكررة بأن زيلينسكي والولايات المتحدة يتقاسمان المسؤولية عن الحرب، المتحدث باسم إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن إلى اتهامه بـ"ترديد الدعاية الروسية والصينية".
وكان لقاء دا سيلفا مع زيلينسكي، والذي يعد جزءاً من جهود أوكرانيا لحشد الدعم العالمي لهجومها المضاد لصد الغزو الروسي، من بين أبرز الفعاليات في قمة الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحافيين في نيويورك، إنه على الرغم من الانتقادات السابقة، فقد خرج الزعيمان من الاجتماع بفهم أفضل لمواقف بعضهما البعض، كما تعهدا بالحفاظ على الاتصالات في المستقبل.
من جانبها أكدت البرازيل أنها تعتزم مواصلة المحادثات مع الجانبين، إذ قال وزير خارجية البلاد (فييرا) للصحافيين، إن الرئيس البرازيلي منفتح على عقد لقاء مماثل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في حال كان الأخير مهتماً بذلك.
وأضاف: "لقد التقى دا سيلفا ببوتين عدة مرات في الماضي، وإذا كان هناك احتمال لإجراء ذلك مرة أخرى، فليس لدي أدنى شك في أنهما سيجتمعان".
تصنيفات
