قمة العشرين.. توافق رغم الخلافات بشأن أوكرانيا والبرازيل تتسلم الرئاسة

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (يسار) يسلم مطرقة رئاسة مجموعة العشرين إلى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال جلسة العمل الثالثة لقمة قادة مجموعة العشرين في ختام اجتماعات نيودلهي. 10 سبتمبر 2023 - twitter/narendramodi
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (يسار) يسلم مطرقة رئاسة مجموعة العشرين إلى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال جلسة العمل الثالثة لقمة قادة مجموعة العشرين في ختام اجتماعات نيودلهي. 10 سبتمبر 2023 - twitter/narendramodi
دبي/ نيودلهي -الشرقوكالات

تسلمت البرازيل، الأحد، رئاسة مجموعة العشرين من الهند التي نجحت في تحقيق توافق في الآراء، بعد اجتماعات مكثفة، نتج عنها "إعلان مشترك" لقادة المجموعة، تجنب إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنه دعا جميع الدول إلى الامتناع عن التهديد أو استخدام القوة سعياً للاستيلاء على الأراضي، حسبما أكد مسؤول أوروبي مطلع على المناقشات.

وسلم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في ختام القمة السنوية التي عقدت في نيودلهي، مطرقة رئاسة مجموعة العشرين إلى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.

وتتولى الهند رئاسة المجموعة منذ أول ديسمبر 2022، خلفاً لإندونيسيا، وتستمر حتى 30 نوفمبر المقبل.

وأقر قادة المجموعة المشاركين في القمة، بوجود اختلاف في وجهات النظر بشأن الوضع القائم في أوكرانيا، لكنهم دعوا إلى تنفيذ اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود، التي تهدف إلى ضمان التدفق الآمن للحبوب، والأغذية، والأسمدة من أوكرانيا وروسيا.

وأشادت الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، بإعلان القمة الذي سلط الضوء على المعاناة الإنسانية التي سببتها الحرب في أوكرانيا، كما تطرق إلى ملفات تغير المناخ والطاقة والغذاء.

ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الإعلان في تصريحات للصحافيين بأنه "جيد جداً" بعد دفاعه عن "مبدأ وجوب امتناع الدول عن التهديد أو استخدام القوة للاستيلاء على الأرض بما يتنافى مع وحدة أراضي أو سيادة أو استقلال أي دولة".

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الإعلان المشترك "يؤكد عزلة روسيا"، وأن "المجموعة ليست المكان الذي يمكن فيه تحقيق تقدم دبلوماسي بشأن أوكرانيا".

وأضاف في مؤتمر صحافي، أن إعلان مجموعة العشرين "لا يمثل نصراً دبلوماسياً لروسيا التي خرجت من القمة منعزلة".

انتقاد أوكراني وإشادة روسية

وفيما أشادت ألمانيا وبريطانيا بالإعلان، وصفته أوكرانيا بأنه "ليس أمراً يدعو للفخر"، منتقدة النص بسبب عدم ذكر موسكو.

من جهته، وصف وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قمة العشرين بـ"الناجحة"، مشيراً إلى أن "المجموعة تشهد إصلاحاً داخلياً، ويتجلى ذلك بالدرجة الأولى في الزيادة الملموسة في نشاط أعضاء المجموعة من منطقة الجنوب العالمي الذين عملوا بوضوح وإصرار، مع الدور القيادي للهند، على أخذ مصالحهم بعين الاعتبار في الاتفاقيات التي بحثتها المجموعة، ونجحت في تضمينها بالإعلان".

ولفت لافروف، في مؤتمر صحافي، إلى أن "الموقف الموحد للجنوب العالمي في الدفاع عن مصالحه المشروعة، أسهم إلى حد بعيد في إفشال محاولة الغرب (أوكرنة) ويقصد طغيان الملف الأوكراني على جدول الأعمال بأكمله، على حساب بحث المشكلات الملحة للبلدان النامية".

وشدد الوزير الروسي الذي كان يرأس وفد بلاده في القمة على أن "القمة كانت بمثابة نقطة تحول في ما يتعلق بالتوجهات لضمان توازن المصالح في الاقتصاد العالمي، وستعطي زخماً جدياً لإصلاح صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية".

وقال: "دعوة الهند لعقد اجتماع المجموعة في نوفمبر المقبل، ستكون بمثابة اختبار لكيفية تنفيذ القرارات الحالية".

وردأ على سؤال بشأن عودة روسيا إلى اتفاق الحبوب الذي انسحبت منه في يوليو الماضي، قال لافروف إن "إعلان مجموعة العشرين تضمن مبادئ مهمة للأمن الغذائي تدعمها روسيا"، مثمناً "محاولات الأمم المتحدة لتسهيل المحادثات بشأن اتفاق الحبوب"، متهماً الغرب بعدم التحرك لحل المسألة بقوله: "إنهم يتحدثون فقط".

وأكد ضرورة "رفع جميع العوائق التي تعيق الاستمرار في صفقة الحبوب"، مشيراً إلى أن "الدول الإفريقية لا تريد تصدير المواد الخام إلى الدول الغربية، التي تعيد تصديرها بعد إضافة الأرباح"، لذلك "آن الآوان للتخلص من العادات الاستعمارية".

قيادة قوية

جاء التوافق بين دول المجموعة، مفاجئاً نظراً للانقسام الشديد في المجموعة بشأن الحرب في أوكرانيا، إذ سعت بلدان الغرب إلى تنديد قوي بحرب روسيا في الإعلان، بينما طالبت بلدان أخرى بالتركيز على القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقاً، بحسب وكالة "رويترز".

وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي، الأحد، إن "القيادة القوية للهند مكنت قادة دول المجموعة من تحقيق توافق في الآراء خلال المناقشات المكثفة بشأن إعلان القمة".

وذكر المسؤول، وهو على دراية بمحادثات قمة مجموعة العشرين، أن "الرئاسة الهندية كانت قوية للغاية، وبعد مفاوضات مكثفة، كانت النتيجة المتفق عليها بالإجماع مثمرة للغاية"، معتبراً أن "هذا الأمر لم يكن ليحدث لولا قيادة الهند".

واعتبر أن "روسيا تجد نفسها أكثر عزلة بعد القمة"، موضحاً أنه "كان ينبغي أن يجلس الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين على الطاولة ويستمع إلى انتقادات الزعماء الأوروبيين والعالميين، لكنه اختار عدم الحضور".

الصين وأوروبا

على هامش القمة، دعا رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى "الاتحاد والتعاون بين بكين وبروكسل"، مشدداً على أن "منع الأخطار لا يحول دون التعاون".

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، إن لي تشيانج حث الاتحاد الأوروبي على "توفير بيئة غير تمييزية للشركات الصينية".

وأضاف أن "الصين ترغب في تعزيز الحوار والتعاون في مجالات مثل الطاقة النظيفة والتمويل الأخضر".

وقال تشيانج، إنه "على الصين والاتحاد الأوروبي مواصلة الاتحاد والتعاون، واستخدام استقرار العلاقات بين الجانبين للتحوط في مواجهة ضبابية الوضع العالمي".

من جهتها، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية في منشور على X (تويتر سابقاً)، اللقاء مع تشيانج بـ"الصريح"، مؤكدةً أن "الصين تلعب دوراً رئيسياً في الجهود المشتركة من أجل إيجاد حلول للمشكلات العالمية".

وأعربت أورسولا فون دير لاين، عن أملها في أن تلعب بكين "دوراً إيجابياً من أجل تحقيق السلام العادل والدائم في أوكرانيا".

وأضافت: "أتطلع إلى تحقيق تقدم ونتائج ملموسة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات