موسكو وواشنطن تتبادلان الاتهامات بزعزعة استقرار قره باغ

روسيا تتهم يريفان بـ"مغازلة الغرب"

time reading iconدقائق القراءة - 6
رجل وامرأة من سكان ناجورنو قره باغ يغادرون الإقليم عقب عملية عسكرية شنتها أذربيجان. 25 سبتمبر 2023 - Reuters
رجل وامرأة من سكان ناجورنو قره باغ يغادرون الإقليم عقب عملية عسكرية شنتها أذربيجان. 25 سبتمبر 2023 - Reuters
موسكو/ واشنطن-رويترز

تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات بزعزعة الاستقرار في إقليم ناجورنو قرة باغ في جنوب القوقاز في ظل فرار الآلاف من الأرمن من منازلهم في الإقليم بسبب مخاوف من "تطهير عرقي"، بعدما شنت أذربيجان عملية عسكرية خاطفة الأسبوع الماضي

ورغم اعتماد أرمينيا على شراكة أمنية مع روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، توترت علاقاتهما بشدة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وكتب السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف عبر "تليجرام": "نحض واشنطن على الامتناع عن الكلمات والأفعال شديدة الخطورة التي تؤدي إلى زيادة مصطنعة في العداء ضد روسيا في أرمينيا".

وجاء تعليق أنتونوف، الثلاثاء، بعد تصريحات سابقة لمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في أعقاب اتهام أرمينيا لموسكو بعدم التدخل عند استيلاء القوات الأذربيجانية الأسبوع الماضي على ناجورنو قره باغ.

وقال المتحدث ماثيو ميلر: "أعتقد أن روسيا أظهرت أنها ليست شريكاً أمنياً يمكن الاعتماد عليه".

وهرب الآلاف من عرق الأرمن من إقليم ناجورنو قره باغ الانفصالية بحلول، الاثنين، بعد هزيمة مقاتليهم في عملية عسكرية خاطفة شنتها أذربيجان الأسبوع الماضي.

وتعهدت باكو بحماية حقوق الأرمن الذي يبلغ عددهم نحو 120 ألفاً ويصفون قره باغ بأنها وطنهم لكن لم يقبل بهذه التطمينات سوى قلة. وحمَّل رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان روسيا مسؤولية الفشل في ضمان أمن الأرمن.

وقالت موسكو إن أرمينيا وحدها تتحمل مسؤولية انتصار أذربيجان في قره باغ لأنها "غازلت الغرب بدلاً من العمل مع موسكو وباكو من أجل السلام".

ووصل مسؤولون رفيعو المستوى من الولايات المتحدة إلى أرمينيا، الاثنين، في أول زيارة من نوعها منذ قبول الأرمن في قره باغ وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.

مساعدات أميركية

وناشدت مسؤولة أميركية كبيرة أذربيجان، الثلاثاء، بتسهيل توصيل مساعدات إنسانية ضرورية للمدنيين الأرمن في إقليم ناجورنو قرة باغ، واصفة الوضع هناك بأنه "مروع".

وخلال زيارة إلى أرمينيا قالت سامانثا باور، رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية، إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية قيمتها 11.5 مليون دولار.

وأضافت أنه "من المهم للغاية" أن يتم السماح للمراقبين المستقلين ومنظمات الإغاثة بالوصول إلى الناس الذين ما زالوا في حاجة ماسة إلى المساعدة في ناجورنو قرة باغ.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان الثلاثاء، إن انفجاراً في مستودع للوقود في منطقة ناجورنو قرة باغ، أدى إلى إصابة مئات الأشخاص بحروق.

ووقع الانفجار أثناء فرار آلاف الأرمن من المنطقة، وذكرت اللجنة الدولية أنها تقدم المساعدة الطبية للمصابين بحروق وتنقل بعض الأشخاص بسيارات الإسعاف لكنها تواجه اكتظاظاً في المستشفيات وتعطلاً في حركة السير.

ممر بري بين تركيا وأذربيجان

واستضاف رئيس أذربيجان إلهام علييف محادثات، الاثنين، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ألمح فيها إلى احتمال إنشاء ممر بري بين البلدين، يعبر أرمينيا التي تعارض الفكرة.

وتوجه أردوغان جواً إلى منطقة ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي، وهي عبارة عن شريط من الأراضي يقع بين أرمينيا وإيران وتركيا، وتريد أنقرة وباكو ربطها مع الجزء المتبقي من أذربيجان، من خلال إنشاء ممر زنغزور الذي يفترض أن يمر عبر جنوب أرمينيا.

وهدد علييف في عام 2021 بإنشاء هذا الممر قائلاً: "سواء شاءت أرمينيا ذلك أم لا".

وسيمثل الممر جسراً برياً بين تركيا وأذربيجان، ويحرم أرمينيا من حدودها البرية مع إيران.

ونقلت وسائل إعلام تركية الثلاثاء، عن أردوغان قوله إنه يتعين استكمال ممر زنغزور التجاري، وفي حديث للصحافيين على متن رحلة عودته من إقليم ناختشيفان، قال أردوغان إن إيران ترحب بفكرة السماح بمرور الممر التجاري عبر أراضيها إذا رفضت أرمينيا هذه الفكرة.

وأثار اختيار منطقة ناختشيفان لإجراء المحادثات بين الرئيسين الأذربيجاني والتركي، قلق السلطات في أرمينيا، التي رفضت في الماضي إنشاء مثل هذا الممر البري، بينما أعلنت استعدادها لاستعادة الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية المقطوعة.

وخلال هذه الزيارة، وقع أردوغان وعلييف على "بروتوكول النوايا بين تركيا وأذربيجان بشأن مشروع سكة حديد قارص-نخجوان"، كما وضعا حجر أساس خط أنابيب إغدير (تركيا)- نخجوان (أذربيجان) لنقل الغاز الطبيعي.

وتزامنت هذه التطورات مع جولة ثانية من المفاوضات أطلقها مسؤولون من باكو وممثلون أرمينيون من قره باغ، تتعلق بدمج الإقليم في أذربيجان كجزء من اتفاق ينهى القتال الأسبوع الماضي، في حين سيتوجه أرمين جريجوريان أمين مجلس الأمن الأرميني إلى بروكسل الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي بمستشاري قادة الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وأذربيجان للتحضير للاجتماع المقرر الشهر المقبل في إسبانيا.

اقرأ أيضاً

عقب وقف النار.. أرمينيا تبدأ استقبال لاجئين من قره باغ

وصل سكان من إقليم ناجورنو قره باغ، من عرقية الأرمن، إلى أرمينيا الأحد، بعدما أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الاستعداد لاستقبال جميع سكان الإقليم.

تصنيفات

قصص قد تهمك