تايوان تخطط لنشر غواصتين جديدتين بحلول 2027

بهدف "تعزيز الردع ضد البحرية الصينية وحماية خطوط الإمداد الرئيسية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
طائرة هليكوبتر من طراز "S70C" تحلق فواق الغواصة التايوانية "SS793" خلال مناورات عسكرية في تايوان. 26 يوليو 2022 - Reuters
طائرة هليكوبتر من طراز "S70C" تحلق فواق الغواصة التايوانية "SS793" خلال مناورات عسكرية في تايوان. 26 يوليو 2022 - Reuters
تايبيه-رويترز

قال الأدميرال هوانج شو كوانج، المستشار الأمني لرئيسة تايوان تساي إينج وين، الثلاثاء، إن تايوان تتطلع إلى نشر ما لا يقل عن غواصتين جديدتين تم تطويرهما محلياً بحلول عام 2027، ومن المحتمل أن تزود الغواصات التالية بصواريخ مضادة للسفن لـ"تعزيز الردع ضد البحرية الصينية وحماية خطوط الإمداد الرئيسية".

وقالت "رويترز" إن تايوان، التي تطالب الصين بالسيادة عليها، جعلت برنامج "الغواصات الدفاعية المحلية" جزءاً أساسياً من مشروع طموح لتحديث قواتها المسلحة، في الوقت الذي تجري فيه بكين تدريبات عسكرية شبه يومية لتأكيد سيادتها.

ويُتوقع أن تدشن تساي، التي أطلقت برنامج الغواصات المحلية، عندما تولت منصبها في عام 2016، أول غواصة من ثماني غواصات جديدة الخميس المقبل، وذلك في إطار خطة تعتمد على خبرات وتقنيات مقدمة من عدة دول، "ما يمثل انفراجة لتايوان المعزولة دبلوماسياً". 

وقال هوانج، الذي يرأس البرنامج، إن بناء أسطول مكون من 10 غواصات، بينها غواصتان هولنديتان تم تشغيلهما في ثمانينات القرن الماضي، سيصعب على البحرية الصينية استعراض قوتها في المحيط الهادئ. 

وأضاف هوانج في مؤتمر صحافي عُقد هذا الشهر: "إذا تمكننا من بناء هذه القدرة القتالية، لا أعتقد أننا سنخسر حرباً".

إذا تم الاستيلاء على تايوان، فلن تكون اليابان آمنة، ولن تكون كوريا الجنوبية آمنة بالتأكيد

الأدميرال هوانج شو كوانج، المستشار الأمني لرئيسة تايوان

أنظمة قتالية

وأوضح هوانج أن الغواصة الأولى، التي تبلغ كلفتها 49.36 مليار دولار تايواني (1.54 مليار دولار أميركي)، ستستخدم نظاماً قتالياً من إنتاج شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، وطوربيدات أميركية ثقيلة من طراز "إم كيه-48". 

وستخضع الغواصة الأولى لتجارب بحرية الشهر المقبل قبل تسليمها إلى البحرية بحلول نهاية عام 2024. 

وقال هوانج إن تايوان ستترك مساحة في الغواصات التي سيتم إنتاجها لاحقاً للصواريخ المضادة للسفن التي تًطلق من الغواصات، موضحاً أن إضافة تلك الأسلحة إلى الغواصات تعتمد على توفر الإنتاج في الولايات المتحدة. لكنه لم يذكر الشركات التي قد تشارك في البرنامج.  

"أداة استراتيجية"

ووصف هوانج الغواصات بأنها "أداة استراتيجية لردع السفن الحربية الصينية التي تمر عبر مضيق مياكو بالقرب من جنوب غرب اليابان، أو قناة باشي التي تفصل تايوان عن الفلبين". 

وأضاف هوانج أن الغواصات التايوانية التي تعمل بالديزل والكهرباء "قادرة على منع الصين من تجاوز سلسلة الجزر الأولى"، مشيراً إلى المنطقة التي تمتد من اليابان عبر تايوان والفلبين إلى بورنيو، وتحيط بالمياه الإقليمية للصين. 

وأوضح المستشار الأمني أن احتواء الصين داخل سلسلة الجزر الأولى ومنعها من تجاوزها "هو أيضاً نهج استراتيجي للجيش الأميركي".

وقال: "إذا تم الاستيلاء على تايوان، فلن تكون اليابان آمنة بالتأكيد، ولن تكون كوريا الجنوبية آمنة بالتأكيد". 

ولم ترد وزارة الدفاع الصينية على طلب "رويترز" للتعليق على الأمر.

وازداد نشاط البحرية الصينية، بما في ذلك حاملة الطائرات "شاندونج"، قبالة الساحل الشرقي لتايوان في الأشهر الأخيرة، ما أثار مخاوف من أن الصين قد تشن هجوماً من هذا الاتجاه. 

ويرى هوانج أن الغواصات يمكن أن تساعد في الحفاظ على "شريان الحياة" للجزيرة عبر المحيط الهادئ من خلال إبقاء الموانئ المتواجدة على طول الساحل الشرقي لتايوان مفتوحة أمام الإمدادات في حالة نشوب صراع. وأضاف: الغواصات ستبقي سفنها (الصين) بعيدة عن شواطئنا الشرقية". 

وقال تشيه تشونج، وهو باحث في الشؤون العسكرية في مؤسسة "السياسة الوطنية" البحثية في تايوان إن الأسطول التايواني سيواجه صعوبة في أداء هذه المهمة؛ لأن الصين قد تنشر سفنها الحربية في المحيط الهادئ قبل أن تشن هجوماً. 

ولكنه أضاف أن الغواصات يمكنها السيطرة على نقاط استراتيجية في المنطقة وإلحاق ضرر كبير بقدرة الصين القتالية باستهداف السفن ذات القيمة العالية، مثل مجموعات حاملات الطائرات. 

مساعدة كبيرة 

وعلمت "رويترز" أن تايوان حصلت سراً على التكنولوجيا، والمكونات، والخبرات اللازمة من سبع دول على الأقل؛ لمساعدتها في بناء الغواصات. 

وقالت الوكالة إن الحصول على مساعدات أجنبية كان يشكل تحدياً خاصاً لتايوان، التي لا تمتلك علاقات رسمية مع معظم الدول. 

ورفض هوانج تحديد الدول التي وافقت على تصاريح التصدير، لكنه قال إنه تواصل مع جنرالات من دول من بينها الولايات المتحدة، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند. 

وأعرب هوانج عن شكره للمساعدة الكبيرة التي قدمها فريق يقوده أميرال متقاعد من البحرية الملكية البريطانية لم يذكر اسمه، والذي حصل على تصاريح التصدير من بريطانيا من خلال شركة مقرها جبل طارق. 

وأشار هوانج إلى انسحاب مورد أجنبي في اللحظات الأخيرة، بعد تسرب معلومات عن عمله مع تايوان إلى سفارة صينية، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل. 

تصنيفات

قصص قد تهمك