الجندي الأميركي المحتجز في كوريا الشمالية في طريقه إلى الولايات المتحدة

واشنطن وجهت الشكر للسويد والصين لدورهما في إطلاق سراح الجندي

time reading iconدقائق القراءة - 7
رجل يسير أمام شاشة تعرض صورة للجندي الأميركي ترافيس كينج الذي احتجز في كوريا الشمالية بعد عبوره إلى حدودها في يوليو الماضي- 16 أغسطس 2023 - AFP
رجل يسير أمام شاشة تعرض صورة للجندي الأميركي ترافيس كينج الذي احتجز في كوريا الشمالية بعد عبوره إلى حدودها في يوليو الماضي- 16 أغسطس 2023 - AFP
دبي-الشرق

قال مسؤولون أميركيون إن الجندي الأميركي الذي عبر إلى كوريا الشمالية في يوليو الماضي، عبر الحدود إلى الصين الأربعاء، بعد إطلاق بيونج يانج سراحه، وإنه انتقل إلى عهدة السلطات الأميركية في الصين، وتم وضعه على رحلة متجهة إلى الولايات المتحدة ومن المقرر أن يصل البلاد خلال ساعات.

ونقلت شبكة "سي إن إن"، الأربعاء، عن مسؤولين أميركيين قولهما إن الجندي ترافيس كينج الذي احتجزته بيونج يانج في يوم 18 يوليو الماضي، أصبح تحت الرعاية الأميركية وذلك إثر مساعي استمرت أكثر من شهرين، وشاركت بها دول عدة، من بينها الصين والسويد.

وأشار المسؤولان إلى أن إطلاق سراح كينج جاء بعد جهود "دبلوماسية مكثفة" بين دول متعددة بلغت ذروتها بنقله، الأربعاء، عبر الحدود إلى الصين ومنها أصبح تحت السيطرة الأميركية.

ونقلت الشبكة عن مسؤول أميركي بارز لم تكشف هويته قوله "لقد نجحت حكومة الولايات المتحدة في تسهيل خروج الجندي ترافيس كينج من كوريا الديمقراطية (الشمالية). ويأتي نقله تتويجاً لجهد استمر شهوراً شاركت فيه وكالات حكومية أميركية متعددة بدافع القلق على سلامة الجندي كينج والرغبة في لم شمله مع عائلته".

الصين لعبت دوراً بناءً في تسهيل عملية نقل الجندي المحتجز في كوريا الشمالية إلى أراضيها

مسؤول أميركي

دور سويدي صيني

ولفت مسؤول آخر إلى أن الولايات المتحدة عملت بشكل أساسي مع السويد على قضية الجندي، مشدداً على أن الصين لعبت دوراً بناءً في تسهيل عملية نقل الجندي. وقال إن واشنطن ممتنة للدور الدبلوماسي الذي لعبته ستوكهولم، وكذلك الدور الذي لعبته الصين في المساعدة في عبور آمن للجندي.

وأشار إلى أن مسؤولاً سويدياً سافر إلى كوريا الشمالية لتسهيل عملية مغادرته للبلاد، وأن كينج تم نقله عبر الحدود الصينية مع كوريا الشمالية.

وجاء ذلك بعد أن أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان الأربعاء، أن الولايات المتحدة "أمنت عودة الجندي ترافيس كينج".

وقال سوليفان في بيان "نحن نُقدّر تفاني فريق العمل المشترك بين الوكالات الذي عمل بلا كلل بدافع الاهتمام برفاه الجندي كينج. بالإضافة إلى ذلك، نشكر حكومة السويد على دورها الدبلوماسي كقوة حماية للولايات المتحدة في كوريا الديمقراطية (الشمالية)، وحكومة جمهورية الصين الشعبية على مساعدتها في تسهيل عبور الجندي كينج".

وفي وقت سابق ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن بيونج يانج قررت "طرد" كينج الذي دخل أراضيها خلال جولة في المنطقة الأمنية المشتركة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في يوليو الماضي، لافتةً إلى أن "التحقيق مع كينج انتهى".

عائلة الجندي تطلب الخصوصية

وقال جوناثان فرانكس المتحدث باسم كلودين جيتس والدة كينج إنها ستكون "ممتنة إلى الأبد" للجهود المبذولة لتحرير ابنها.

وأضاف في بيان: "ستكون السيدة جيتس ممتنة إلى الأبد لجيش الولايات المتحدة وجميع شركائه على العمل الجيد. تطلب العائلة الاحتفاظ بالخصوصية في المستقبل المنظور والسيدة جيتس لا تنوي إجراء أي مقابلات".

وقال مسؤول أميركي بارز لم تكشف الشبكة عن هويته أكد أن كينج "بصحة ومعنويات جيدة وهو في طريقه إلى الوطن".

وذكرت "سي إن إن" أنه بسؤاله عما إذا كان كينج يريد العودة إلى الولايات المتحدة، قال المسؤول إنه أصبح "واضحاً تماماً" للدبلوماسيين الأميركيين أن "الجندي كينج كان سعيداً جداً لكونه في طريقه إلى الوطن".

لا تنازلات

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد قدمت أي تنازلات لكوريا الشمالية من أجل عملية نقله إلى الصين، أجاب المسؤولون بشكل قاطع لا، وقال أحدهم "الجواب بسيط .. لم يكن هناك شيء"، مضيفاً أن الرئيس جو بايدن وغيره من كبار قادة الإدارة "تم إطلاعهم عن كثب ومتابعة الأحداث فور حدوثها".

ولفت مسؤولون عسكريون أميركيون إلى أن كينج عبر "عمداً ودون إذن" إلى كوريا الشمالية خلال يوليو الماضي.

وبشأن ما إذا كان الجندي قد يواجه محكمة عسكرية أو اتهامات بموجب القانون الموحد للقضاء العسكري ، أكد مسؤول أن التركيز خلال الأسابيع القليلة المقبلة سيكون على صحة كينج مع عودته "على أساس متين". وقال المسؤول: "سنعالج أي إجراءات إدارية قد تتبع بعد عملية إعادته للوطن".

وأضاف أن التركيز داخل الجيش هو وجود "فريق موهوب وذو خبرة كبيرة" لتقييم كينج ومعالجة "أي مخاوف طبية ونفسية". ورداً على سؤال حول حالة غيابه دون إجازة، قال المسؤول إنهم سيعملون على حل "جميع مسائل الوضع الإداري هذه بعد الانتهاء من إعادة إدماجه"، مشيراً إلى أن المسؤولين سهلوا مكالمة هاتفية بين كينج وعائلته.

وتابع "إنه يتطلع بشدة إلى لم شمله مع عائلته. هذا هو الشعور الذي يسود كل شيء آخر في الوقت الحالي".

وعما إذا كان الرئيس جو بايدن قد تحدث مع الجندي كينج أو عائلته، اعترض كبار مسؤولي الإدارة على السؤال، مشيرين بدلاً من ذلك إلى المكالمة التي سهلوها بين كينج وعائلته.

"خيبة أمل من التمييز العنصري"

كوريا الشمالية كان قد زعمت في وقت سابق الأربعاء، أن كينج "اعترف بأنه تسلل بشكل غير قانوني إلى أراضي كوريا الديمقراطية (الشمالية) لأنه كان يضمر شعوراً سيئاً ضد سوء "المعاملة اللاإنسانية والتمييز العنصري"، داخل الجيش الأميركي وأصيب بخيبة أمل بشأن المجتمع الأميركي غير المتكافئ".

ولا يوجد حاجز مادي داخل المنطقة الأمنية المشتركة بين الكوريتين، وكان مسؤول أميركي قال في وقت سابق إنه بعد تجاوز خط الترسيم الذي يرسم الحدود، حاول كينج دخول منشأة كورية شمالية، لكن الباب كان مغلقاً. ثم ركض إلى الجزء الخلفي من المبنى، وعند هذه النقطة تم نقله إلى شاحنة صغيرة واقتاده الحراس الكوريون الشماليون بعيداً.

وكان الجندي الذي انضم إلى الجيش في يناير 2021، جرى إطلاق سراحه من منشأة احتجاز في كوريا الجنوبية قبل ما يزيد قليلاً عن أسبوع من الحادث بعدما قضى فيها 50 يوماً، حسبما قال مسؤولون في وزارة الدفاع لشبكة "سي إن إن".

وفي اليوم السابق لعبوره إلى كوريا الشمالية، كان من المفترض أن يستقل كينج طائرة متجهة إلى تكساس، حيث كان سيواجه إجراءات تأديبية، لكن بعد أن أطلق مرافقوه العسكريون سراحه عند نقطة تفتيش أمنية في مطار إنشون الدولي بالقرب من العاصمة سول، غادر كينج المطار بمفرده.

وفي اليوم التالي، انضم إلى جولة في المنطقة الأمنية المشتركة كان قد حجزها سابقاً مع شركة خاصة.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الشهر الماضي إنه "لن يكون من غير الطبيعي" أن تستخدم كوريا الشمالية الجندي الأميركي كأداة دعاية أو ورقة مساومة.

وأضاف كيربي في ذلك الوقت أن موقع كينج غير واضح، وكذلك "الظروف التي يحتجز فيها" والمعلومات عن صحته.

وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن مسؤولاً سويدياً سافر إلى كوريا الشمالية لتسهيل عملية مغادرت الجندي ترافيس كينج للبلاد.

وأكد أن الولايات المتحدة تبقى "منفتحة للغاية" على الدبلوماسية مع كوريا الشمالية.

تصنيفات

قصص قد تهمك