انتقدت حملة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب المناظرة الثانية للحزب الجمهوري، واصفة الحدث بأنه "ممل" و"غير مهم"، ودعت الحزب الجمهوري إلى وقف تنظيم أي مناظرات مستقبلاً، وتركيز الهجوم على الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي وصفته بـ"المحتال".
وشهدت مناظرة الحزب الجمهوري الثانية لحظات مثيرة للجدل وهجمات على الرئيس الأميركي السابق، لكنها انتهت إلى حد كبير بنفس الطريقة التي انتهت بها المناظرة الأولى؛ حيث تشاحن المرشحون المُستبعد انتخابهم، بينما ظل المرشح الأوفر حظاً بعيداً.
ولم يكن للمناقشات التي جرت في مكتبة ومتحف رونالد ريجان الرئاسي في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا، "تأثير يذكر" على موقف ترمب ومساره الواضح نحو الترشيح، وفق صحيفة "بوليتيكو".
وأشارت الصحيفة أن هذا لا يعني أن الأمسية كانت تفتقر إلى لحظات قتالية، وأخرى خاصة بالسياسة، أو غريبة في بعض الأحيان، لكن قيمتها ربما كانت أقل ارتباطاً بالمعطيات الانتخابية مقارنة بالإنسانية، وكانت أشبه بدراسة ميدانية لما يفعله الأشخاص الطموحون عندما يكونون مهزومين ويائسين سياسياً.
وبخلاف المناظرة الأولى، وجه المرشحون هذه المرة بعض الضربات القاسية المبكرة لترمب، الذي تخلى عن المواجهة من أجل خطاب أمام عمال السيارات المضربين عن العمل في ميشيجان.
وشن حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي هجماته المعتادة، بينما وجه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس بعض الانتقادات أيضاً.
مناظرة "مملة" و"غير مهمة"
وعلى الرغم من تقارير وسائل إعلام يمينية أفادت بأن ترمب لم يشاهد المناظرة الثانية للحزب الجمهوري، مساء الأربعاء، أصدر فريقه بياناً بعد المناظرة، فيما سارع أنصار ترمب للدفاع عنه والسخرية من خصومه الجمهوريين الآخرين، بعد أن أصبح محور هجماتهم، وتحديداً رون ديسانتيس وكريس كريستي اللذين انتقداه لعدم حضوره المناظرة.
وجاء في بيان حملة ترمب الذي صاغه كبير مستشاريها كريس لاسيفيتا: "كانت مناظرة الحزب الجمهوري الليلة مملة وغير ذات أهمية مثل المناظرة الأولى، ولن يغير أي شيء مما قيل ديناميات المنافسة التمهيدية التي يهيمن عليها الرئيس ترمب".
وأضاف البيان: "الرئيس ترمب يتقدم بفارق 40 أو 50 نقطة في الانتخابات التمهيدية، ويتقدم بعشرة نقاط على جو بايدن في الانتخابات العامة، ومن الواضح أن الرئيس ترمب وحده قادر على هزيمة بايدن".
وحض البيان اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري على "الوقف الفوري لأي مناظرات تمهيدية أخرى حتى نتمكن من توجيه نيراننا إلى المحتال جو بايدن، والتوقف عن إهدار الوقت والمال الذي يمكن أن يستخدم لطرد بايدن من البيت الأبيض".
"الغائب دونالد دك"
وخلال المناظرة، حول كريس كريستي سؤالاً بشأن مكافحة الجريمة إلى هجوم على الرئيس السابق المرشح الأوفر حظاً لنيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري دونالد ترمب.
وقال حاكم نيوجيرسي السابق: "تتهرّب من هذه المناسبات، ودعني أقول لك ماذا سيحصل. واصل القيام بذلك ولن يسميك أحد هنا دونالد ترمب بعد الآن، سنناديك بدونالد داك (في إشارة إلى شخصية الكارتون الشهيرة البطة دونالد)"، لتقابل نكته بصيحات استهجان.
وردت حملة ترمب عبر حسابها على منصة التواصل "إكس"، واصفة كريستي بأنه "غير محترم تماماً"، فيما نشرت مجموعة من الصور التي تسخر منه، ومن وزنه الزائد.
ورداً على انتقادات ديسانتيس لوالده كونه "غائباً عن الأحداث تماماً"، سخر نجل الرئيس السابق دونالد ترامب جونيور من استعدادات حاكم ولاية فلوريدا ووضع مساحيق تجميل قبل المناظرة، وكتب عبر حسابه على منصة "إكس": "روندا سانتيس".
على نحو مماثل، رد عليه الرئيس و مدير العمليات في وكالة "PHP" للخدمات المالية توماس إلسورث قائلاً: "والمزيد من مساحيق التجميل".
انتقادات ديمقراطية
على الجانب الآخر، انتقد حساب "War Room" التابع للجنة الوطنية الديمقراطية على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" تويتر سابقاً، مايك بنس نائب الرئيس السابق بسبب تصريحاته المتعلقة بالهجرة.
وكتب حساب اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي: "يريد مايك بنس إعادة سياسات الهجرة لإدارة ترمب وبنس، التي قوضت نظام الهجرة الأميركي من كل ناحية، واستخدمت البشر كبيادق سياسية، وخلفت وراءها قضايا الهجرة المتراكمة".
وكان بنس دعا مايك إلى إصلاح "نظام الهجرة المعطل"، بالإضافة إلى تأمين الحدود الجنوبية، وأشاد بسياسة الهجرة في عهد إدارة ترمب.
وفي تغريدة أخرى، ذكرت اللجنة أن رون ديسانتيس وصف غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا بأنه "نزاع إقليمي"، ومعركة "على المناطق الحدودية"، و"مصلحة ثانوية أو ثالثة".
وأشارت إلى ما وصفته بأنه "سجل كريس كريستي المتطرف في مكافحة الإجهاض"، مضيفة: "أيد حظراً وطنياً للإجهاض، تعاون مع منظمة متطرفة مناهضة للاختيار، وألغى منح عيادة الرعاية الصحية للمرأة في نيوجيرسي".
ولفتت إلى أنه "بعد التراجع عن حملة ترشحه الرئاسية في عام 2016 وتأييده لدونالد ترمب، فإن كريس كريستي: "شغل منصب رئيس فريق ترمب الانتقالي، وعمل في حملته الانتخابية لعام 2020، وأعطى رئاسة ترمب تقدير "أ"، ويواصل الدفاع عن أجندته ماجا"، في إشارة شعار الحمل الرئاسية لترمب "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".
المرشح الجمهوري المفضل
وبحسب تقرير لوكالة "أسوشييتد برس"، على الرغم من مواجهة العديد من لوائح الاتهام الجنائية، التي يتعلق بعضها بجهوده لإلغاء نتائج انتخابات 2020 التي خسرها أمام بايدن، فإن ترمب هو حالياً المرشح المفضل بين الجمهوريين لنيل بطاقة ترشيح الحزب للرئاسة.
وفي استطلاع للرأي أجراه الشهر الماضي مركز "نورك" للأبحاث التابع لوكالة "أسوشيتد برس"، تبين أن ما يقرب من 63% من الجمهوريين يعبرون عن رغبتهم في ترشح ترمب للرئاسة مرة أخرى. ويمثل هذا زيادة طفيفة عن شهر أبريل عندما بدأ ترمب يواجه سلسلة من التهم الجنائية، وآنذاك كان لدى 55% نفس الآراء.
وفيما يتعلق بترشيح ترمب المحتمل في نوفمبر 2024، يقول 74% من الجمهوريين إنهم سيدعمونه، لكن 53% من المشاركين في الاستطلاع ذكروا أنهم لن يدعموه على الإطلاق إذا أصبح المرشح. وأشار 11% آخرون إلى أنهم على الأرجح لن يدعموه.
في المقابل، لا يتمتع الرئيس بايدن بأرقام أفضل بكثير، حيث أعرب 26% فقط عن رغبتهم في رؤيته يترشح مجدداً. ومن بين الديمقراطيين، يريد 47% منه أن يترشح، وهو ما يمثل زيادة طفيفة عن نسبة 37% المسجلة في يناير.