قالت شبكة "CNN" الأميركية، الخميس، إن المناظرة التمهيدية الرئاسية الثانية للحزب الجمهوري لعام 2024، انتهت كما بدأت تماماً، إذ ظل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي لم يحضر مع منافسيه، المرشح الأوفر حظاً لانتخابات الحزب.
واستبعدت الشبكة الأميركية أن يغير ما حدث في المناظرة مسار سباق الحزب الجمهوري الذي يظل ترمب متصدراً استطلاعات الرأي فيه، لكنها مع ذلك اعتبرت أن المتنافسين الجمهوريين السبعة قدموا عدداً من اللحظات التي لا تُنسى في المواجهة التي جرت ليل الأربعاء في مكتبة رونالد ريجان الرئاسية بولاية كاليفورنيا.
وأشارت إلى أنه كان من الصعب تتبع "الحديث الفوضوي المتبادل" في كثير من الأحيان، وكان من الممكن أن يدفع العديد من المشاهدين إلى ترك المناظرة وعدم الاستماع إلى المتنافسين الجمهوريين.
ترمب يتصرف بطريقة آمنة
ورجحت أنه ربما يكون ترمب تصرف بطريقة آمنة، من خلال عدم حضور المناظرات والتصرف باعتباره "مرشح الحزب الجمهوري بالفعل لعام 2024".
وخلال المناظرة، وجه منافسو الرئيس السابق بعض الانتقادات إليه، إذ انتقده حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس بسبب العجز في الإنفاق، فيما سخر منه حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي خلال اللحظات الأولى من المناظرة، ووصفه بـ"البطة دونالد" بسبب عدم حضوره، ثم قال في تعليقاته الأخيرة إنه قد يصوت لإخراج الرئيس السابق من الحزب بشكل كامل.
وأضاف كريستي: "هذا الرجل لم يقم بتقسيم حزبنا فحسب، بل قسم العائلات في جميع أنحاء هذا البلد، فالأصدقاء باتوا منقسمين في جميع أنحاء البلاد، ولذا ينبغي التصويت لصالح خروجه من الحزب وإخراجه من هذه العملية برمتها".
مع ذلك، أفلت الرئيس السابق إلى حد كبير من التعرض للتدقيق الجاد في السنوات الأربع التي قضاها في المكتب البيضاوي من قبل منافسيه الذين يرغبون في التودد إلى الناخبين الذين لديهم آراء إيجابية حول فترة رئاسته، حسب "CNN".
ساعتان من الفوضى
"CNN" قالت إن المناظرة الثانية للحزب الجمهوري شابها العديد من المقاطعات والأحاديث المتبادلة والمشاحنات المطولة بين المرشحين والمشرفين على وقت التحدث، ووصفت ذلك بأنه "أمر سيء بالنسبة للمشاهدين، لكنه أسوأ بالنسبة لهؤلاء المرشحين أثناء محاولتهم الظهور كبدائل لترمب الغائب".
وانتقدت الشبكة الأميركية المجموعة المشرفة على المناظرة بسبب عجزها عن السيطرة على الوضع خلال النصف ساعة الأولى، مشيرة إلى أن هذه المناظرة التي وصفتها بـ"الفوضوية" تطلع الناخبين على الكثير عن الأشخاص المشاركين فيها.
ووفقاً لـ"CNN"، فقد ظل عضو مجلس الشيوخ تيم سكوت طوال المناظرة كأنه يبحث عن قتال مع شخص ما، وقد حصل عليه بالفعل مع منافسته حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة نيكي هالي.
أداء متفاوت لديسانتيس
وفي مواجهة منافسيه الجمهوريين لأول مرة بشكل جدي، قدم ديسانتيس أداءً متفاوتاً، وشبّه عدم حضور ترمب للمناظرة بغياب دور الرئيس الأميركي جو بايدن في بعض القضايا، قائلاً إن الأخير "في عداد الغائبين تماماً عن العمل من أجل قيادة الاقتصاد"، وألقى باللائمة عليه في زيادة معدلات التضخم وإضراب عمال صناعة السيارات.
وأضاف: "هل تعلمون من هو الشخص الغائب الآخر؟ إنه دونالد ترمب الذي كان يجب أن يكون هنا على هذا المسرح الليلة، لأنه مدين لكم بالدفاع عن سجله". لكن حاكم فلوريدا تراجع بعد ذلك إلى حد كبير عن مواصلة استهداف الرئيس السابق، وأنهى حديثه بجملة قوية، قائلاً: "استطلاعات الرأي لا تنتخب الرؤساء، بل الناخبون هم مَن ينتخبونهم".
وتجنب المرشحون، وكذلك المشرفون، الحديث عن قضية الإجهاض، إذ استغرق طرح السؤال الأول حول هذه القضية أكثر من 100 دقيقة، واستمر الحديث حولها لحوالي خمس دقائق فقط، بحسب CNN.
وطرحت القضية من خلال سؤال ديسانتيس عما إذا كان بعض الجمهوريين على حق فيما يساروهم من قلق من أن رد فعل الناخبين العنيف على حظر الإجهاض، أو احتمالية إقراره، سيعيق مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات، وهو ما رفضه حاكم فلوريدا، الذي وقع في أبريل على حظر الإجهاض بعد حمل 6 أسابيع، مشيراً إلى نجاحه في الفوز بولاية ثانية في عام 2022 في الأجزاء الليبرالية من فلوريدا، ثم انتقد ترمب لأنه وصف القوانين الجديدة بأنها "مريعة وتمثل خطأً فادحاً".
واتخذ كريستي مساراً مماثلاً، إذ زعم أن توليه فترتين كحاكم لولاية نيوجيرسي، وهي ولاية ديمقراطية بشكل تقليدي، يظهر أن بإمكان القادة المناهضين للإجهاض أن يفوزوا في أجواء داعمة لحقوق الإجهاض.
وبسؤال نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بِنس عن "فشل" إدارة ترمب في تنفيذ وعدها بإنهاء قانون الرعاية الصحية الميسرة، اختار بنس بدلاً من ذلك الإجابة على سؤال سابق بشأن العنف الجماعي والأسلحة النارية.
وبالضغط على ديسانتيس لتوضيح سبب عدم حصول 2.5 مليون من سكان فلوريدا على تأمين صحي، لجأ حاكم فلوريدا إلى استخدام عامل مألوف لدى الجمهوريين في كاليفورنيا، وهو معدل التضخم، وأشار إلى الطفرة السكانية في فلوريدا وانخفاض مستوى مزايا الرعاية الاجتماعية المقدمة هناك.
مع ذلك، بدت هيلي مستعدة لمناقشة قضية الرعاية الصحية، داعية إلى ضرورة وجود شفافية في الأسعار، لتقليل نفوذ شركات التأمين ومزودي الخدمات، وإصلاح قواعد الدعاوى القضائية لجعل مقاضاة الأطباء أكثر صعوبة، وتساءلت: "كيف يمكننا أن نكون أفضل دولة في العالم ونحصل على أغلى رعاية صحية في العالم؟".