مساع أميركية صينية لعقد قمة بين بايدن وشي في سان فرانسيسكو

شكوك وخلافات قد تعرقل تقدم العلاقات بين بكين وواشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي بنظيره الصيني شي جين بينج على هامش قمة العشرين في إندونيسيا. 14 نوفمبر 2022 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي بنظيره الصيني شي جين بينج على هامش قمة العشرين في إندونيسيا. 14 نوفمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

تجري الولايات المتحدة والصين مباحثات رفيعة المستوى تمهيداً لعقد قمة بين الرئيس الصيني شي جين بينج، ونظيره الأميركي جو بايدن، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك"، التي ستعقد بمدينة سان فرانسيسكو في نوفمبر المقبل، في خطوة من المتوقع أن تحسّن مستوى العلاقات المتوترة بين البلدين.

وقال أشخاص مطلعون على هذه المباحثات لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن المباحثات تناقش تنظيم رحلة إلى واشنطن يقوم بها كبير مساعدي الرئيس الصيني للسياسة الاقتصادية، نائب رئيس مجلس الدولة خه لي فينج.

وسيكون لي فينج أكبر مسؤول صيني يسافر إلى الولايات المتحدة منذ تولي بايدن منصبه عام 2021، بحسب الصحيفة، والتي أشارت إلى أنه يجري التخطيط كذلك لزيارة وزير الخارجية الصيني وانج يي لواشنطن في أكتوبر المقبل، بهدف التحضير لعقد قمة بين شي وبايدن.

وذكر مسؤولون أميركيون، أن الصين سهلت خلال الأسبوع الجاري عملية نقل جندي أميركي من حجز كوريا الشمالية، مشيرين إلى أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أثار قضية الجندي في اجتماع قبل 10 أيام مع وزير الخارجية الصيني.

وتأتي هذه التطورات الأخيرة وسط محاولات بين الحكومتين لإصلاح العلاقات، عقب أشهر من التوترات، كما تشير إلى ارتفاع احتمالية أن يحضر الرئيس الصيني قمة قادة آسيا والمحيط الهادئ التي ستعقد في سان فرانسيسكو في نوفمبر المقبل.

شكوك وخلافات بين بكين وواشنطن

وتسعى بكين إلى عقد قمة منفصلة رفيعة المستوى مع بايدن، وهو أمر تعتبره الحكومتان خطوة محتملة عقب أشهر من الجهود المبدئية الهادفة لتحقيق استقرار العلاقات بين البلدين.

والتقى الرئيسان آخر مرة في نوفمبر 2022، قبل قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى في إندونيسيا، حيث أصدرا تعليمات للمسؤولين باستئناف المحادثات المتوقفة حول الأولويات العالمية.

ولا يزال التقدم في العلاقات مؤقتاً، مع شكوك عميقة وخلافات راسخة بشأن معظم القضايا، فيما قد تشتد الخلافات وتحبط أي قمة مرتقبة أو زيارات لمسؤولين صينيين كبار آخرين، بحسب الصحيفة.

والخميس، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تقريراً ذكرت فيه أن الصين تستثمر مليارات الدولارات من أجل نشر المعلومات المضللة وتعزيز دعايتها في العالم، على غرار إفريقيا.

كما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال منتدى مجلة "ذا أتلانتيك"، الخميس، إن الصين تسعى لتصبح "القوة المهيمنة" في العالم "عسكرياً، اقتصادياً، ودبلوماسياً"، وذلك على حساب الولايات المتحدة.

ويأتي هذا فيما يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاجتماع مع نظيره الصيني في أكتوبر المقبل ببكين، والتي تستضيف منتدى عن مبادرة "الحزام والطريق" الضخمة، بهدف توسيع نفوذ الصين في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية.

وسيعقد المنتدى الصيني يومي 17 و18 أكتوبر المقبل، حسبما نقلت "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على الأمر.

"اجتماع أبيك مرحلة لتعزيز التعاون"

وقال وزير الخارجية الصيني، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء الماضي، إن اجتماع "أبيك" هذا العام "يجب أن يكون مرحلة رئيسية لتعزيز التعاون، وليس ساحة معركة لإثارة المواجهة".

وأضاف: "بصفتها البلد المضيف، يتعين على الولايات المتحدة أن تدرك مسؤولياتها، وتظهر الانفتاح الواجب والإنصاف والتسامح والمسؤولية، وتهيئ ظروفاً أفضل لعقد الاجتماع بسلاسة".

من جهتها، ذكرت السفارة الصينية لدى واشنطن أن الحكومتين "على اتصال بشأن المشاركة الثنائية والتبادل"، فيما امتنعت وزارة الخزانة الأميركية عن التعليق. 

وعن احتمالات عقد قمة بين بايدن وشي، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر تقييم الاحتمال، لكنه قال: "لا يوجد بديل للتواصل بين الرئيسين".

وتعطلت الاتصالات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين في وقت سابق من هذا العام، بسبب منطاد صيني تم اكتشافه فوق الولايات المتحدة، وتقول واشنطن إنه بغرض "التجسس"، بجانب خلافات حادة حول حرب روسيا في أوكرانيا.

وضغطت إدارة بايدن لتسوية الأمور مع بكين جزئياً لمنع التوترات من التصاعد إلى صراع، خصوصاً بشأن تايوان، ولكن أيضاً لإظهار الأمر للحلفاء وغيرهم، أنها تستطيع إدارة علاقة عمل مع بكين.

ويريد شي أيضاً أن يظهر للجمهور الصيني أنه سيطر على أهم العلاقات الثنائية لبلاده، خصوصاً في وقت تتفاقم فيه الضائقة الاقتصادية، وفقاً لأشخاص مقربين من بكين.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادرها قولهم، إن الرئيس الصيني يريد معرفة ما إذا كانت استعادة المناقشات الاقتصادية مع واشنطن قد تساعد في إبطاء وتيرة القيود الأميركية على نقل التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين.

وقال إسوار براساد، الرئيس السابق لقسم الصين في صندوق النقد الدولي: "بكين حريصة جداً على منع أي تصعيد إضافي للتوترات الثنائية، خاصة خلال العام المقبل مع احتدام موسم الانتخابات الأميركية".

وفي الأسبوع الماضي، قالت الحكومتان إنه تم تشكيل مجموعتي عمل لمناقشة القضايا الاقتصادية والمالية، نتيجة لرحلة وزيرة الخزانة جانيت يلين إلى بكين في يوليو. وستعقد المجموعتان اجتماعات منتظمة على مستوى نواب الوزراء.

كما أعلنت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو خلال رحلتها إلى الصين في أغسطس الماضي، أن الجانبين سيشكلان مجموعة عمل لمناقشة قضايا التجارة والاستثمار، فضلاً عن ضوابط التصدير.

ووفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، يمثل إنشاء هذه الآليات الجديدة استئنافاً للحوار الاقتصادي المنتظم بين أكبر اقتصادين في العالم، والذي تم تجميده منذ ذروة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في عام 2018.

تصنيفات

قصص قد تهمك