الولايات المتحدة تتهم الصين بشن "حرب معلومات عالمية"

استثمارات صينية ضخمة في وسائل الإعلام

time reading iconدقائق القراءة - 5
شاشة في شوارع مدينة شنغهاي في الصين تبث كلمة للرئيس الصيني شي جين بينج - Reuters
شاشة في شوارع مدينة شنغهاي في الصين تبث كلمة للرئيس الصيني شي جين بينج - Reuters
دبي-الشرق

اتهمت الولايات المتحدة الصين بإنفاق مليارات الدولارات من أجل "التضليل الإعلامي" في العالم، وذلك في تقرير يستهدف إقناع الدول بأن بكين تقوم بجهد دعائي كجزء من "حرب معلومات عالمية" غير معلنة.

وأثار تقرير وزارة الخارجية الأميركية ما وصفته بـ"جهود بكين لتشكيل ساحة معلومات عالمية جديدة"، بدءاً من "الرقابة والدعاية"، وصولاً إلى "تعزيز الاستبداد واستغلال المنظمات الدولية".

وجاء في التقرير أن "الصين تستخدم مجموعة من الأساليب الخادعة والقسرية في محاولتها للتأثير على البيئة الدولية للمعلومات"، مضيفاً أنه "إذا لم يتم وقف ذلك، ستعيد جهود الصين تشكيل مشهد المعلومات عالمياً، مما يؤدي إلى تشويه وتشكيل فجوات يمكن أن تدفع دولاً لاتخاذ قرارات تخضع فيها مصالحها الاقتصادية والأمنية لبكين".

تنافس أميركي صيني على وسائل الإعلام

وقال جيمس روبين، المسؤول الكبير في وزارة الخارجية لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، إن الصين تستخدم "أساليب قسرية وأكاذيب صريحة بشكل متزايد" لتحقيق "طموحها.. سعياً للهيمنة على المعلومات".

ورداً على سؤال بشأن الجهود الأميركية الطويلة للترويج للمعلومات المؤيدة للولايات المتحدة، أشار روبين إلى أن الفرق يكمن في أن "السرد الصيني ليس مبنياً على الحقائق، عكس الولايات المتحدة"، ولكنه أكد أن البلدين يشنان "حرب معلومات غير معلنة"، وأن الحكومة الأميركية "يجب أن تزيد جهودها للترويج لمصالحها".

وأضاف: "نحن لا ننفق ما يكفي من الأموال. أعتقد أنه يجب علينا أن ننفق المزيد".

ويأتي تقرير وزارة الخارجية وسط تنافس متزايد بين بكين وواشنطن حول العديد من الملفات الأساسية، بدءاً من الوجود العسكري الصيني في بحر الصين الجنوبي، إلى إنتاج أشباه الموصلات، مروراً بتكنولوجيا الطاقة النظيفة.

ويمثل هذا التقرير جهداً آخر من الولايات المتحدة لمواجهة الأنشطة الصينية التي تعتقد أنها تهدد النفوذ الأميركي، خصوصاً مع تزايد لجوء بعض الدول النامية إلى المحتوى الصيني، والذي بات يهدد وسائل الإعلام الغربية.

استثمارات الصين في وسائل الإعلام

وفي أحد الأمثلة، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن "مؤسسة الاستثمار الصينية" (صندوق الثروة السيادي)، استحوذت على حصة بنسبة 7% في "يوتلسات"، وهي شركة فرنسية تدير أسطولاً من الأقمار الصناعية، واستخدمت هذا الاستثمار للترويج للدعاية في مناطق مثل إفريقيا، من خلال بث قنوات صينية تديرها الدولة، باستخدام هذه الأقمار الصناعية.

ووفقاً للتقرير، فإن الصين "تنشر أيضاً تقنيات المراقبة والرقابة على حكومات حول العالم"، كجزء من برامج "المدن الذكية" المتقدمة تقنياً، خصوصاً في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. 

وقال التقرير إن "الصين نشرت معايير رقمية استبدادية، إذ تم اعتمادها بسرعة من قبل دول أخرى"، مضيفاً: "بينما تقتدي البلدان الأخرى بالصين، أصبحت أنظمتها المعلوماتية أكثر تقبلاً للدعاية الصينية ونشر الأخبار الزائفة".

وذكر تقرير الخارجية الأميركي أن الرئيس شي جين بينج أمر في عام 2021 وسائل الإعلام الرسمية الصينية بزيادة جهود دعايتها في الخارج. 

وحالياً، تنتج وسائل الإعلام الصينية التابعة للدولة محتوى بـ12 لغة مختلفة، بينما بلغ عدد مكاتب وكالة الأنباء الرسمية الصينية شينخوا (Xinhua) في الخارج 181 مكتباً في 142 دولة ومنطقة بنهاية عام 2021.

بلينكن: الصين تسعى للهيمنة

من جهته، قال وزير الخارجية الصيني خلال منتدى أقامته مجلة "ذا أتلانتيك"، إن الصين تسعى لأن تصبح "قوة مهيمنة في العالم، عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً"، معتبراً أن الصين، ومن خلال قدراتها العسكرية، وقدرتها الاقتصادية، رغم أنها تواجه تحديات أكبر قليلاً هذه الأيام، وقدرتها الدبلوماسية، ووجودها في جميع أنحاء العالم، فإنها تسعى إلى نظام دولي جديد، ولكنه لن يكون نظاماً ليبرالياً".

وهناك خلافات عميقة بين الصين والولايات المتحدة، خصوصاً ما تعلق بجزيرة تايوان، والتي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتتعهد إعادتها بالقوة إن لزم الأمر. 

وقال بلينكن إن وقوع أزمة في تايوان جراء "الخطوات الصينية" سيدفع العالم نحو "أزمة اقتصادية كبيرة".

تصنيفات

قصص قد تهمك