قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إنه بحث مع ممثلي شركات سلاح عالمية تنتمي لأكثر من 30 دولة الإنتاج المشترك للأسلحة في أوكرانيا، فيما بحث الرئيس الروسي فلايديمير بوتين هيكلة مجموعة فاجنر العسكرية في ظل تساؤلات عن احتمال عودتها إلى الجبهة الأوكرانية.
وقال على منصة إكس (تويتر سابقاً): "أولويتنا هي تطوير الإنتاج العسكري باستخدام التقنيات الحديثة، بما في ذلك إنتاج القذائف والصواريخ والطائرات المسيرة في أوكرانيا، بالتعاون مع رواد عالميين في هذا المجال".
وأضاف الرئيس الأوكراني أنه بحث "آفاق الشراكة والإنتاج المشترك للأسلحة" وذلك خلال اللقاء مع ممثلي شركات واتحادات للصناعات الدفاعية من دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وتركيا والسويد والتشيك.
وأشار زيلينسكي أيضاً إلى أن أوكرانيا "مستعدة لعرض امتيازات خاصة للشركات الراغبة في تطوير الإنتاج الدفاعي مع بلدنا".
وأوضح أنه تم عقد منتدى الصناعات الدفاعية الأول في أوكرانيا، الذي "جمع 252 شركة دفاعية رائدة من أكثر من 30 دولة في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وأستراليا".
وأعلن رئيس أوكرانيا، خلال المنتدى، إنشاء صندوق لتطوير إنتاج الأسلحة وبناء المنشآت العسكرية، مع استخدام عائدات بيع الأصول الروسية المصادرة لتمويل الصندوق، بحسب وكالة "تاس" الروسية.
وحدات قتالية
على الجانب الآخر، قالت وزارة الدفاع البريطانية، السبت، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتمع مع القائد السابق لقوات مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة أندريه تروشيف، وكلفه بالإشراف على إنشاء "وحدات قتالية تطوعية" جديدة، في ظل تساؤلات عما إذا كان ذلك تمهيداً لإعادتها إلى الجبهة الأوكرانية أم لا.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، في أحدث تقرير للمخابرات العسكرية بشأن الوضع في أوكرانيا، أن اجتماع بوتين حضره نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف الذي قام في الآونة الأخيرة بجولة في عدد من البلدان الإفريقية.
وأوضح التقرير الذي نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني أنه عند تمرد فاجنر في يونيو، اضطلع تروشيف بدور مع قوات الأمن الروسية.
وأضاف أن تروشيف شارك على الأرجح في تشجيع أفراد آخرين من فاجنر على توقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية، خلافاً لرغبة قادة فاجنر، وهو ما أسهم بدوره في التمرد، ولذلك فإن الكثيرين من قدامى مقاتلي فاجنر ربما ينظرون إليه باعتباره "خائناً".
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الدعم الرئاسي الروسي لكل من تروشيف ويفكوروف يشير إلى مواصلة روسيا الاعتماد على الوحدات المتطوعة والشركات العسكرية الخاصة، إلى جانب التخطيط لمستقبل فاجنر.
كما يشير ذلك أيضاً إلى أن الكرملين مستعد للاستفادة من خبرات قدامى المحاربين الذين يظهرون الولاء للدولة، لكن "بإشراف أكبر" من جانب موسكو، بحسب التقرير.
كان الكرملين قد أعلن، الجمعة، أن تروشيف "يعمل الآن لصالح وزارة الدفاع". وجاء في بيان، أوردته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء، أن بوتين طلب خلال الاجتماع أن "تكون الضمانات لجميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة (الغزو الروسي لأوكرانيا) واحدة".
وأضاف بوتين مخاطباً تروشيف: "أنت نفسك تقاتل في واحدة من هذه الوحدات (التطوعية) منذ أكثر من عام.. أنت تعلم ماهية الأمر وكيف يتم، وتعرف المشكلات التي يتعين حلها بشكل عاجل حتى تسير الأعمال القتالية بأفضل الطرق وأكثرها نجاحاً".
وفي أغسطس، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية" تقريراً ذكرت فيه أن الكرملين يبدو أنه كان يستعد للتعامل مع "فاجنر" في مرحلة ما بعد رحيل بريجوجين زعيم المجموعة، موضحة أن أندريه تروشيف، الذي كان وسيلة التواصل بين بريجوجين ووزارة الدفاع الروسية، أحد المرشحين المحتملين لخلافة زعيم "فاجنر" الذي قضى نحبه في تحطم طائرته.