"مسألة بقاء".. أوكرانيا تسعى لتسليح نفسها مع تراجع دعم الغرب

كييف تهدف إلى عقد اتفاقات إنتاج مشترك للأسلحة وإنتاجها محلياً

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنديان أوكرانيان يستقلان دبابة في دونيتسك. 28 سبتمبر 2023 - Reuters
جنديان أوكرانيان يستقلان دبابة في دونيتسك. 28 سبتمبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

اجتمع قادة أوكرانيون مع المئات من مسؤولي صناعة الدفاع وصانعي السياسات من الدول الحليفة في غرفة اجتماعات بفندق في العاصمة كييف أواخر الأسبوع الماضي. وكانت الرسالة واضحة: "أوكرانيا منفتحة على الأعمال"، في مسعى من كييف لتأمين إمدادات السلاح وسط "تراجع الدعم الغربي".

وقالت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، إنه على الرغم من خطر تعرّض العاصمة الأوكرانية لهجوم صاروخي روسي، كان المنتدى الدولي للصناعات الدفاعية، يشبه على نحو غريب، المؤتمرات المليئة بالاجتماعات التي تُعقد عدة مرات سنوياً في واشنطن ولندن.

ولكن المخاطر كانت مختلفة بالنسبة لهذا الوضع، إذ تجد أوكرانيا أن الأسلحة التي يرسلها إليها أنصارها تنفد، في حين يتزايد قلق المانحين من تخصيص المزيد من الأموال للصراع.

ومرر الكونجرس الأميركي اتفاقاً لتمويل الحكومة الأميركية في اللحظة الأخيرة السبت متفادياً إغلاقاً حكومياً، ولكنه استبعد المساعدات لأوكرانيا من حزمة الإنفاق، والشهر الماضي، قالت بولندا إنها ستتوقف عن تسليح أوكرانيا وأن جهودها ستتركز على تسليح الجيش البولندي، قبل أن تتراجع عن تلك التصريحات.

وفي ظل الهجوم الموجه ضد صانعي الأسلحة في مختلف أنحاء العالم، تحاول أوكرانيا فعلياً تولي زمام الأمور بنفسها، وفق "بوليتيكو".

وقال بافل فيركنياتسكي الشريك الإداري في شركة (COSA Intelligence Solutions) في كييف: "إنها مسألة بقاء"، معتبراً أن أوكرانيا لم يعد بإمكانها أن تتوقع الاعتماد على التبرعات من الشركاء الذين يمكن أن يتوقف دعمهم لها في أي انتخابات تشهدها حكومات تلك الدول.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحضور في بداية الفعالية إن صفقات الإنتاج المشترك "يتم التفاوض عليها بالفعل مع شركائنا"، مضيفاً أنه خصص تمويلاً من ميزانية البلاد للمساعدة في تمويل هذه التعاون.

كما تحدّث الرئيس التنفيذي السابق لشركة "جوجل" إريك شميدت، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج خلال المنتدى.

ولطالما كانت أوكرانيا دولة صناعية عملاقة، إذ تنتج الآلات الثقيلة والمحركات لسفن البحرية الروسية والمروحيات العسكرية، إضافة إلى المركبات المدرعة، والطائرات، والأسلحة الصغيرة.

وتضررت العديد من مرافق الإنتاج بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن المسؤولين الأوكرانيين يتطلعون إلى الحصول على التزامات من شركات الدفاع الغربية برغبتها في الاستثمار والبناء على أراضيها حتى قبل توقف القتال.

وقالت شركة تصنيع الأسلحة الألمانية العملاقة "راينميتال Rheinmetall" إنها ستعمل مع شركة "أوكروبورونبروم Ukroboronprom" المملوكة للحكومة الأوكرانية لتصنيع دبابات ومركبات مدرعة. كما قالت شركة "بي إيه إي سيستمز BAE" البريطانية إنها ستفتح مكتباً في كييف، وإنها تتطلع إلى تصنيع مدافع عيار 105 ملم في، وفقاً لـ"بوليتيكو".

وأشارت "بوليتكو" إلى أن فرنسا، هي إحدى الدول المؤيدة لفكرة الإنتاج المشترك، مشيرة إلى توجه نحو 20 من كبار رجال الأعمال الفرنسيين إلى كييف مع وزير القوات المسلحة الفرنسي سيباستيان ليكورنو، إضافة إلى ممثلي أكثر من 250 شركة تنتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.

وأضافت المجلة أن التشيك أيضاً شاركت في المنتدى بوفد كبير، ما يعكس "النهج الشامل" الذي تتبعه لمساعدة كييف في صد الغزو الروسي.

وتعمل أكبر شركات الدفاع في التشيك منذ أشهر على توظيف عمال أوكرانيين في مصانعها التي تنتج أجهزة رؤية ليلية وذخائر، وغيرها من الأسلحة ضمن اتفاقات إنتاج مشترك مع شركات أوكرانية.

وقال أحد المسؤولين التشيكيين الذين حضروا المنتدى إن الهدف يتمثل في نقل الإنتاج إلى أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، بحسب الصحيفة.

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن تصريحات المسؤولين الغربيين خلال الأسابيع القليلة الماضية بأن الأسلحة بدأت في النفاد، عززت رغبة القادة في كييف إبرام اتفاقات إنتاج مشترك في أقرب وقت ممكن.

وقال مسؤول أوروبي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: "لا يمكننا الاستمرار في تقديم (الأسلحة) من مخزوناتنا". وأضاف أن معركة أوكرانيا لا تزال تحظى بدعم شعبي وسياسي قوي "لكننا قدمنا كل ما لن يعرض أمننا للخطر".

ولفت مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن المخزونات الأوروبية بدأت في النفاد بعد 18 شهراً من الجهود الصناعية المكثفة، ولكن الآمال بشأن إمكانية تعاون الدول لإيجاد المزيد من الحلول تتزايد. وأضاف: "(تناقص المخزونات) أمر متوقع، نظراً لحجم ما تم تقديمه إلى أوكرانيا".

تصنيفات

قصص قد تهمك