هل يلعب "الناتو" دوراً في تشغيل دبابات "أبرامز" بأوكرانيا؟

بولندا والولايات المتحدة المشغلان الوحيدان لدبابات "أبرامز" داخل "الناتو"

time reading iconدقائق القراءة - 7
دبابة أميركية من طراز "أبرامز M1A1" خلال تدريبات لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في لاتفيا- 26 مارس 2021 - REUTERS
دبابة أميركية من طراز "أبرامز M1A1" خلال تدريبات لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في لاتفيا- 26 مارس 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

توقعت مجلة "Militarywatch"، ألا يدفع الجيش الأوكراني بدبابات "أبرامز" الأميركية التي تسلمتها كييف سبتمبر الماضي إلى خط المواجهة، وذلك لأسباب عدة بينها، ظروف التشغيل والصيانة، ما قد يعني أن متعاقدين أو حتى قوات من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، هم من سيتولون تشغيل الدبابات في ساحة القتال لخبرتهم في التعامل معها، خاصة بعد "خسائر فادحة" في مركبات "برادلي" الأميركية، ودبابات "ليوبارد 1و2" الألمانية و"تشالنجر 2" البريطانية.

ونقلت المجلة عن مصادر عدة، بينها رئيس خدمة الاستخبارات بالجيش الأوكراني كيريل بودانوف، تحذيره قبل أسبوع، من أن دبابات "أبرامز" قد لا تصمد طويلاً في المعركة، ما لم تكن مخصصة للاستخدام في أنواع محددة من العمليات.

وشدد على أنه إذا تم نشر الدبابات الأميركية "على الخطوط الأمامية في معركة بالأسلحة المشتركة فقط، فلن تصمد طويلاً في ساحة المعركة". 

ووصلت الدفعة الأولى من دبابات "أبرامز M1A1" الأميركية إلى أوكرانيا، في 25 سبتمبر، فيما توقع مسؤولون أميركيون أن تصل الدبابات الـ31 التي وعد الرئيس جو بايدن بتسليمها، في الأسابيع المقبلة.

اقرأ أيضاً

دبابات "أبرامز" الأميركية تدخل على خط الحرب في أوكرانيا

وصلت الدفعة الأولى من دبابات "أبرامز" الأميركية إلى أوكرانيا، تمهيداً لانضمامها إلى خطوط المواجهة ضد القوات الروسية.

لماذا تريد أوكرانيا دبابات "أبرامز"؟ 

بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، ناشدت كييف شركاءها إرسال دبابات قتال غربية ثقيلة، يمكن أن تعزز موقفها على الخطوط الأمامية.

وكانت دبابات "أبرامز M1A1" طلباً رئيسياً، خاصة وأنها تعد دبابة القتال الرئيسية في أميركا منذ دخولها الخدمة عام 1980، كما أنها من بين أقوى الدبابات في العالم.

وتوفر الإصدارات الحديثة من الدبابة طبقات دروع من اليورانيوم المنضب، لتعزيز الحماية لركابها، كما أن العديد من دبابات القتال الغربية الرئيسية أثقل وأقوى من دبابات الحقبة السوفيتية، ومركبات المشاة القتالية التي تستخدمها أوكرانيا. 

عيوب الصيانة 

وبعيداً عن مسألة العمليات التي ستشارك فيها الدبابات، لم يتم النظر على نطاق واسع في تحديد الأفراد الذين سيشغلونها في أوكرانيا، لكن ظروف التسليم والاستخدام السابق تشير إلى أن المقاولين الأجانب، وربما حتى أفراد من جيوش دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" سيلعبون أدواراً رئيسية في تشغيل الدبابة الأميركية. 

وتعد "أبرامز" من بين الدبابات التي تحتاج إلى صيانة بشكل مكثف، كون وزنها يتراوح بين 70 و80 طناً اعتماداً على مكوناتها، فضلاً عن تزويدها بمحرك غاز توربيني يحتاج لصيانة باهظة ومكثفة، بدلاً من محركات الديزل في الدبابات الأخرى.

وللمقارنة، فإن دبابة العمليات العليا للجيش الروسي "T-90M " تزن 46 طناً فقط، أو أقل بحوالي 40 % من وزن "أبرامز". 

وكان قائد كتيبة لوكلير السابق في الجيش الفرنسي، يان بويفين، واحداً من بين عدة أشخاص حذروا من احتمالية أن تشكل "أبرامز" خطراً على مشغليها، إذا لم يتم صيانتها بسرعة وبشكل صحيح. 

وأكد أن العيب الأكبر للدبابة الأميركية هو "المستوى العالي من الصيانة والخدمات اللوجستية المطلوبة"، إذ تطلب خدمة المحركات التوربينية موظفين مدربين بشكل أفضل بكثير من خدمة محركات الديزل. 

ولم يتمكن العسكريون الأوكرانيون من الحصول على التدريب الكافي لصيانة المركبات المعقدة، لأن مدة التدريب على الصيانة تصل إلى 34 أسبوعاً. 

نقص التدريب 

وتطرقت المجلة إلى قلة التدريب الكافي للعسكريين الأوكرانيين، وهو ما لاحظه الخبراء الروس، إذ أشار العقيد المتقاعد في الجيش الروسي والمتخصص في الدبابات، فيكتور ليتوفكين، إلى أنه من المفترض أن يستغرق التدريب 8 أشهر، لكن كييف تريد تقليص المدة إلى 12 أسبوعاً وهو أمر أشبه بـ"الخيال"، وفق تعبيره. 

وأوضح أن سائق الدبابة الجيد يعرف آليته من الأعلى إلى الأسفل، لافتاً إلى جهل الأوكرانيين باللغة الإنجليزية المتخصصة في المصطلحات الهندسية والعسكرية. 

وأشار القائد العسكري الروسي السابق، إلى أنه يمكن التكهن بأن المقاولين الغربيين قد يكونوا مسؤولين عن تشغيل الدبابات، مؤكداً أنه من المرجح أن يعمل المقاولون البولنديون على تشغيل "أبرامز". 

تدخل الناتو 

وفي هذا الصدد، أشارت المجلة، إلى سوابق كبيرة للمقاولين الأجانب الذين قاموا بتشغيل المعدات المعقدة في الساحة الأوكرانية، للسماح لكييف باستيعاب كميات كبيرة من المعدات الغربية الجديدة في جزء صغير من الوقت الذي سيستغرقه تدريب الأفراد المحليين على القتال.

ونظراً لأن بولندا والولايات المتحدة هما المشغلان الوحيدان لدبابات "أبرامز" داخل "الناتو"، فمن المرجح أن تكون وارسو وواشنطن قدمتا الأفراد للمساعدة في تشغيل الدبابات، على أمل أن يلعب الأفراد الأوكرانيون دوراً أكبر عند منحهم المزيد من الوقت.

وفي نهاية مايو الماضي، شوهد فيلق المتطوعين البولنديين وهو يقوم بتشغيل الدبابات والمركبات المدرعة الأوكرانية وحتى الطائرات من طراز "Mi-8" في منطقة جرايفورون الروسية.  

واستقبلت كييف بالفعل في السابق، بطاريات صواريخ باتريوت في وقت أقصر بكثير مما كان سيستغرقه تدريب المشغلين الأوكرانيين، إذ يُعتقد أن المقاولين الأجانب هم من يتولون تشغيل الأصول الغربية، وبخلاف المتعاقدين، تضم الوحدات التطوعية ذات الدوافع الأيديولوجية، أشخاصاً يتمتعون بخبرة عسكرية كبيرة تسمح لهم بتشغيل الأجهزة المعقدة. 

وشارك المقاولون الغربيون في العمليات القتالية بأوكرانيا، وكان أحد أبرز الأمثلة، نشر قوات من مشاة البحرية الملكية البريطانية للقيام بأدوار قتالية في الخطوط الأمامية اعتباراً من أبريل 2022. 

تصنيفات

قصص قد تهمك