دخل مجلس النواب الأميركي مرحلة جديدة مضطربة، بعد نجاح أعضاء جمهوريين من التيار المتشدد في خطتهم لعزل كيفن مكارثي من الرئاسة، بدعم من الديمقراطيين.
وصوّت جميع النواب الديمقراطيين بالإضافة إلى ثمانية جمهوريين على قرار عزل مكارثي، في إجراء يعتبر الأول في تاريخ المجلس الممتد منذ 234 عاماً، كما شكل ضربة قوية لمكارثي بعد أقل من 9 أشهر على تولي منصبه.
متى يتم التصويت على الرئيس الجديد؟
يدخل مجلس النواب في عطلة حتى الأسبوع المقبل، وسيعود مساء الثلاثاء لعقد اجتماع قبل التصويت المحتمل في وقت لاحق من هذا الأسبوع على انتخاب رئيس جديد، وفق ما ذكر النائبان الجمهوريان مات جايتز وبوب جود.
وقال جود في تصريحات أوردتها شبكة "سي إن إن": “آمل في أن يتم التصويت على رئيس مجلس النواب بحلول يوم الأربعاء".
من يشغل رئاسة المجلس حالياً؟
تولى النائب الجمهوري عن ولاية كارولينا الشمالية باتريك ماكهنري منصب الرئيس المؤقت للمجلس، وهو حليف وثيق لمكارثي.
وتم اختيار ماكهنري، بعدما وضعه مكارثي على رأس قائمة الترشيحات ليحل محله في حال شغور المنصب لأي سبب كان، وذلك وفق قانون أقر عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.
وأعلن ماكهنري بعد تولي منصبه بدء عطلة للمجلس، من أجل إعطاء كلا الحزبين فرصة لمناقشة كيفية المضي قدماً، خصوصاً ,أن الوضع الحالي غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة، وفق صحيفة "نيويورك تايمز". وسيظل عمل المجلس معلقاً لحين انتخاب رئيس.
وبحسب "سي إن إن"، فإنه لا يجوز لرئيس البرلمان المؤقت، وهو اللقب الرسمي، سوى إعلان بدء فترة عطلة لمجلس النواب، وتأجيل الجلسة والاعتراف بترشيحات رئاسة المجلس.
من يرغب في رئاسة المجلس؟
ليس من الواضح من هم الأعضاء الذين ينوون الترشح لمنصب رئيس مجلس النواب، ولكن من المؤكد أن مكارثي لن يترشح ثانية، بعدما أعلن ذلك.
وقال النائب الجمهوري مات جايتز إن هناك العديد من المرشحين الذين يمكن اختيارهم لمنصب رئيس مجلس النواب، بما في ذلك ستيف سكاليز (جمهوري)، المقرب من مكارثي، وفق ما أوردت شبكة "إن بي سي نيوز".
ويوجد على القائمة أيضاً النواب الجمهوريون توم إيمير (ولاية مينيسوتا)، وجودي أرينجتون (ولاية تكساس)، وكيفن هيرن (أوكلاهوما)، وفق "نيويورك تايمز".
ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى إمكانية ترشح ستيف سكاليز وتوم إمر، ولكنها أكدت أن أي مرشح سيواجه المطالب نفسها التي وضعها النائب مات جيتس وحلفائه في المجلس، وأهمها عدم التفاوض مع الديمقراطيين.
ولكن مع سيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ، فإن الوفاء بهذه المطالب يكاد يكون مستحيلاً.
ما الإجراءات المتبعة بعد انتخاب رئيس جديد؟
بما أن عزل مكارثي يُعد الأول في تاريخ مجلس النواب الأمريكي، فإن هناك تساؤلات تنشأ حول الإجراءات المتبعة مع الرئيس المقبل بعد انتخابه.
وخلال انتخاب رئيس المجلس في بداية كل دورة تشريعية، تقوم لجنة مشكلة من الحزبين، بمرافقة الرئيس المنتخب إلى المنصة حيث يتم أداء القسم. والقسم يكون متطابقاً مع القسم الذي يؤديه أعضاء الكونجرس الجدد.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، بأنه ليس واضحاً ما إذا كان هذا هو نفس الإجراء التي سيتم اتباعها في هذا الوضع، بالإضافة إلى إجراءات أخرى، على غرار تمرير المطرقة وغيرها.
من هم الجمهوريون الذين صوتوا ضد مكارثي؟
الجمهوريون الثمانية الذين صوتوا لصالح عزل مكارثي هم، آندي بيجز من ولاية أريزونا، كين باك من ولاية كولورادو، تيم بيرشيت من ولاية تينيسي، إيلي كرين من ولاية أريزونا، مات جايتز من ولاية فلوريدا، بوب جود من ولاية فرجينيا، نانسي مايس من ولاية نورث كارولينا، ومات روسيندال من ولاية مونتانا.
واستمر مكارثي في منصبه لمدة 269 يوماً، إلا أن الإجراء الذي قدمه النائب الجمهوري مات جايتز أدى للإطاحة به سريعاً.
ما موقف ترمب؟
أثارت السابقة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة تساؤلات بشأن دور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في قرار المجلس، خصوصاً وأن النائب الذي قاد هذا الإجراء، يعتبر من أكبر الداعمين لترمب.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر متعددة أن الرئيس السابق، المنشغل حالياً بمحاكمته المدنية في نيويورك، لم يشارك بشكل مباشر في هذه المعركة بين الجمهوريين، علماً وأن موقفه كان حاسماً في انتخاب مكارثي رئيساً للمجلس في يناير الماضي.
وقالت المصادر إن ترمب، الذي لديه حلفاء على جانبي معركة عزل رئيس المجلس، يعتقد حالياً أن هناك القليل من الجانب السياسي الإيجابي للخوض في الصراع على رئاسة المجلس.
وليس واضحاً ما إذا كان ترمب سيقرر تغيير رأيه والمشاركة في معركة اختيار خليفة مكارثي، خصوصاً إذا استمرت عملية اختيار رئيس مجلس النواب لعدة أيام.