قال حزب الليكود الحاكم في إسرائيل الثلاثاء، إن الائتلاف الحكومي الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على تشكيل حكومة وحدة طارئة مع ساسة معارضين في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته حركة "حماس" داخل إسرائيل، فيما جددت الولايات المتحدة التزامها بأمن إسرائيل، قبل أن تعلن أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيصل إسرائيل الخميس، في "زيارة تضامن".
وكان زعيما المعارضة الرئيسيان، رئيس الوزراء السابق يائير لابيد ووزير الدفاع السابق بيني جانتس، قد اتفقا من حيث المبدأ على الانضمام إلى حكومة وحدة في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس السبت.
وقالت متحدثة باسم حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه جانتس إنها متفائلة بأنه ستكون هناك "أخبار جيدة" عن اتحاد الحزب مع نتنياهو لتشكيل حكومة طوارئ، لكنها لم توضح الشروط.
وكان من المقرر عقد اجتماع بين جانتس ونتنياهو الثلاثاء، قبل تأجيله إلى الأربعاء.
ويُبرز الاتفاق بين الأحزاب السياسية التي عادة ما تتناصب العداء حجم الأزمة في أعقاب قتل مقاتلين من حماس أكثر من 1000 إسرائيلي في مطلع الأسبوع وأسر أكثر من 100 آخرين.
أما وزير المالية بتسلئيل سموتريش، الذي يمثل حزباً يمينياً متشدداً مقرباً من حركة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة، فقال في منشور وسائل التواصل الاجتماعي يقول "حكومة وحدة طارئة الآن!"
وفي بيان صدر السبت، بعد ساعات فقط من الهجوم، قال زعيم المعارضة لابيد إنه أبلغ نتنياهو باستعداده لتنحية الخلافات السياسية جانبا و"تشكيل حكومة طوارئ محترفة ومحدودة معه لإدارة الحملة الصعبة والمعقدة والطويلة التي تنتظرنا".
وقال مصدر مقرب من لابيد لـ"رويترز" إن العرض ما زال قائماً إذا كانت حكومة الطوارئ "مصغرة ومهنية".
هجوم مباغت
وشنت حماس هجوماً مباغتاً على إسرائيل السبت، فأودت بحياة مئات الإسرائيليين واحتجزت عشرات الرهائن. وقالت السفارة الإسرائيلية في واشنطن إن عدد القتلى في هجمات حماس تجاوز الألف.
وردت إسرائيل على الهجوم بقصف مكثف على غزة، ونشرت آلاف القوات حول القطاع الساحلي الضيق وسط توقعات متزايدة بأنها ستشن غزواً برياً لـ"تدمير حماس".
وقالت وزارة الصحة في القطاع الساحلي إن ما لا يقل عن 922 فلسطينياً سقطوا وأصيب ما يصل إلى 4250 آخرين في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ السبت. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 180 ألفاً من سكان غزة أصبحوا بلا مأوى.
بلينكن إلى إسرائيل
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الثلاثاء، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيتوجه الأربعاء، إلى إسرائيل للقاء كبار قادتها، في زيارة تضامن.
وقال ميلر في مؤتمر صحافي "ستكون رسالة تضامن ودعم". وأضاف "بالطبع يريد أن يسمع من زعماء إسرائيل، يسمع منهم مباشرة عن الوضع الذي يواجهونه... حول ما يحتاجون إليه وكيف يمكننا دعمهم على أفضل وجه".
وأضاف ميلر إن بلينكن سيصل إلى إسرائيل الخميس، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن سيتوجه بعد ذلك إلى الأردن للقاء كبار المسؤولين هناك.
وفي البنتاجون، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر الثلاثاء، إن الوزير لويد أوستن تحدث إلى نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت وجدد التأكيد على "دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل"، وأشار رايدر إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي أطلع أوستن على "تطورات عمليات استعادة الأمن في البلاد".
وقال المتحدث في بيان إن وزير الدفاع الأميركي جدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة بتسريع تسليم قدرات الدفاع الجوي والذخائر التي طلبتها إسرائيل لدعم جهودها في "الدفاع عن الشعب الإسرائيلي".
وهذه هي ثالث مكالمة بين الوزيرين في 4 أيام.
ذخائر وحاملات أميركية
وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن أول طائرة تحمل ذخيرة أميركية هبطت في إسرائيل، بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها سترسل إمدادات جديدة من الدفاعات الجوية والذخائر وغيرها من المساعدات الأمنية إلى حليفتها لمحاربة مقاتلي حركة "حماس" الفلسطينية.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، الثلاثاء، وصول حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى شرق المتوسط، لردع أي طرف يسعى لتصعيد الوضع أو توسيع دائرة الحرب.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن وصول الحاملة يأتي لـ"ردع أي من الفاعلين بالمنطقة ممن يريدون تصعيد الموقف أو توسيع هذه الحرب".
وقال الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الوسطى، إن "وصول تلك القوات إلى المنطقة هو رسالة ردع قوية، إذا ما حاول أي من الفاعلين المعادين لإسرائيل التفكير في استغلال الموقف".