حركت الولايات المتحدة سفناً حربية وطائرات مقاتلة إلى الشرق الأوسط لتظهر دعمها لإسرائيل، عقب هجوم مفاجئ شنته حركة حماس، فجر السبت الماضي، على مدن وبلدات بمحيط قطاع غزة المحاصر.
وأفادت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، الخميس، بأن حاملة طائرات أميركية هجومية ثانية ستغادر قاعدة "نورفولك" البحرية العسكرية بولاية فيرجينيا، الجمعة، فضلاً عن اتجاه عشرات الطائرات إلى القواعد العسكرية الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأشارت الوكالة إلى أن "قوات العمليات الخاصة تساعد الآن الجيش الإسرائيلي في عمليات التخطيط والاستخبارات"، بالإضافة إلى تسريع شحن الذخائر والصواريخ الاعتراضية.
ولفتت الوكالة الأميركية إلى أن هذا الحشد العسكري يعكس قلق الولايات المتحدة من أن القتال المميت بين حماس وإسرائيل يمكن أن يتصاعد إلى صراع إقليمي أكثر خطورة، مضيفة أن المهمة الأساسية لتلك السفن والطائرات الحربية حالياً هي ردع "حزب الله" أو إيران أو غيرهم من استغلال الوضع. واستدركت: "لكن القوات التي أرسلتها الولايات المتحدة قادرة على القيام بما هو أكثر من ذلك".
ورصدت الوكالة الأسلحة والخيارات التي يمكن أن يقدمها الجيش الأميركي لإسرائيل، والتي جاءت كما يلي:
أسلحة وخلية عمليات خاصة
تقدم الولايات المتحدة إلى إسرائيل بعض الأفراد والذخائر التي تشتد الحاجة إليها، إذ أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن خلية صغيرة من قوات العمليات الخاصة تساعد على العمليات الاستخباراتية والتخطيط.
وقال مسؤول دفاعي إنه لم يتم تكليف الخلية بمهمة إنقاذ الرهائن، على عكس ما ذكرته بعض التقارير، مضيفاً: "لكن سيقومون بذلك، حال تطلب الأمر".
كما تعمل الولايات المتحدة أيضاً على إقناع شركات الدفاع الأميركية بتسريع تسليم طلبات الأسلحة الخاصة بإسرائيل، والتي كانت موجودة بالفعل في السجلات، وعلى رأسها الحصول على ذخائر لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية" على نحو سريع، إذ قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء الماضي، إن إعادة إمداد إسرائيل بذخائر القبة الحديدية وأنظمة الدفاع الجوي "أولوية فورية".
سفن حربية
أحد الأمثلة الأكثر وضوحاً على الرد الأميركي، هو إعلان وزارة الدفاع "البنتاجون"، الأحد الماضي، إعادة توجيه حاملة الطائرات "جيرالد آر فورد" للإبحار نحو إسرائيل، وكانت الحاملة قد أكملت لتوها تدريباً مع البحرية الإيطالية، عندما صدرت الأوامر لطاقمها المكون من حوالي 5 آلاف فرد بالإبحار بسرعة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتوفر هذه الحاملة مجموعة من الخيارات، فهي مركز عمليات أساسي للقيادة والسيطرة، ويمكنها شن "حرب معلومات"، كما يمكنها إطلاق واستقبال طائرات المراقبة E2-Hawkeye، التي يتم التعرف عليها من خلال رادار على شكل قرص بقُطر 7 أمتار، وتوفر هذه الطائرات إنذارات مبكرة عند إطلاق الصواريخ، وتقوم بمراقبة وإدارة المجال الجوي، كما أنها لا تكتشف طائرات العدو فحسب، بل تقوم أيضاً بتوجيه التحركات الأميركية.
وتحمل حاملة الطائرات "فورد" طائرات مقاتلة من طراز F-18 والتي يمكنها حمل صواريخ اعتراضية وضرب الأهداف، كما تتمتع هذه الحاملة أيضاً بقدرات كبيرة للعمل الإنساني، بما في ذلك وجود مستشفى على متنها، به وحدة عناية مركزة وغرفة طوارئ و40 طبيباً وجراحاً، فضلاً عن أنها تبحر بطائرات هليكوبتر يمكن استخدامها لنقل الإمدادات الحيوية أو الضحايا جواً.
وستغادر المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور"، الجمعة، قاعدة "نورفولك"، وتبحر باتجاه البحر المتوسط، مما قد يضاعف رد البحرية الإسرائيلي.
وكان من المقرر بالفعل نشر هذه الحاملة في البحر المتوسط في تناوب منتظم، كما أن الحاملة "فورد" كانت تقترب من نهاية فترة نشرها، ولكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، قال الأربعاء، إن إدارة بايدن قد تقرر تمديد فترة نشرها وإبقاء المجموعتين الضاربتين هناك.
طائرات مقاتلة
وطلبت وزارة الدفاع الأميركية طائرات حربية إضافية لدعم أسراب الطائرات A-10 وF-15 وF-16 الموجودة في قواعدها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما أنها مستعدة لإضافة المزيد إذا لزم الأمر.
وقال قائد القوات الجوية الأميركية فرانك كيندال، الثلاثاء الماضي، إن الدعم يتضاعف من خلال توجيه الوحدات التي كانت على وشك العودة إلى الولايات المتحدة للبقاء في أماكنها هناك، مع البدائل الذين كانوا سيحلون محلهم.
وتمتلك القوات الجوية الأميركية بالفعل قوة جوية كبيرة في المنطقة للقيام بعمليات مأهولة وغير مأهولة، وعلى الأخص في سوريا، والتي صدرت فيها أوامر لطائرة من طراز F-16 تابعة للقوات الجوية، الأسبوع الماضي، بإسقاط طائرة تركية مسيرة كانت تشكل تهديداً للقوات البرية الأميركية الموجودة هناك.
وأشار كيندال أيضاً إلى هبوط ومغادرة طائرات من طراز C-17 التابعة للقوات الجوية الأميركية في إسرائيل منذ بدء الهجمات، إذ قالت القوات الجوية، في بيان لها، إن "طائرات النقل هذه كانت تقل عسكريين أميركيين كانوا هناك لإجراء تدريب عسكري لم يكن قد بدأ بعد عندما بدأت الهجمات".