دعا الجيش الإسرائيلي، الجمعة، سكان مدينة غزة، إلى إخلائها والتوجه نحو جنوب القطاع، مشيراً إلى أن المدينة "منطقة عمليات عسكرية كبيرة"، بينما طالبت الأمم المتحدة، في وقت سابق، بإلغاء الأمر الإسرائيلي، لتجنب "وضع كارثي"، في حين قال جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، إن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل ومصر من أجل توفير "ممر آمن" لخروج الفلسطينيين من قطاع غزة حال قيام الجيش الإسرائيلي بـ"توغل بري محتمل" في القطاع، الذي يشهد منذ أيام قصفاً جوياً إسرائيلياً مكثفاً.
وأضاف الجيش الإسرائيلي، في تحذيره، إلى سكان المدينة، التي تعد أكبر مدن القطاع ازدحاماً بالسكان، "لن يتمكنوا من العودة إلى مدينة غزة إلا بعد صدور إعلان آخر يسمح بذلك".
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان: "سننفذ عمليات عسكرية كبيرة بمدينة غزة في الأيام المقبلة. عملية الإخلاء من أجل سلامتكم".
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس في بيان: "ندعو المدنيين في غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً، لأننا نقوم بعمليات، ولا نريد أن يتأذى أحد من المدنيين. نكمل عملياتنا العسكرية في القطاع لاستهداف الأهداف العسكرية لحركة حماس. العملية ليست سهلة وستأخذ وقتاً".
الأمم المتحدة، أكدت إبلاغها من قبل الجيش الإسرائيلي بضرورة انتقال 1.1 مليون فلسطيني إلى جنوب القطاع خلال الساعات الـ 24 المقبلة.
وأضاف الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان: "ترى الأمم المتحدة أنه من المستحيل تنفيذ مثل هذا الأمر دون عواقب إنسانية مدمرة. الأمم المتحدة تناشد بقوة إلغاء أي أمر من هذا القبيل، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي".
وتابع دوجاريك أن الأمر الذي أصدره الجيش الإسرائيلي "يسري أيضاً على جميع موظفي الأمم المتحدة، وأولئك الذين يقيمون في منشآت تابعة للمنظمة، بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات".
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، الجمعة، نقل مركز عملياتها المركزي، وموظفيها الدوليين في غزة إلى جنوب القطاع، لمواصلة عملياتها الإنسانية ودعم موظفيها واللاجئين الفلسطينيين في القطاع.
وحثت الوكالة، في حسابها على منصة إكس (تويتر سابقاً)، السلطات الإسرائيلية على حماية المدنيين، في ملاجئ الوكالة بما في ذلك المدارس.
وقالت مصادر لموقع "أكسيوس" الأميركي، إن ضابط اتصال في الجيش الإسرائيلي أبلغ قادة فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وإدارة السلامة والأمن في غزة بضرورة إجلاء الموظفين وإخطار الفلسطينيين الذين يعيشون شمال وادي غزة بالإخلاء إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة المقبلة.
وأضافت المصادر، أن سبب قيام الجيش الإسرائيلي بالإخطار هو "عدم تعرض المدنيين للأذى من عمليات الجيش في القطاع". ويعيش في هذه المنطقة أكثر من مليون فلسطيني، إذ قد تكون الرسالة إشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية برية وشيكة، بحسب "أكسيوس".
بدوره، قال المبعوث الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة، إن "رد الأمم المتحدة على التحذير الإسرائيلي المبكر لسكان غزة أمر مخزٍ".
نداء أممي لإغاثة سكان غزة
وإثر قطع إسرائيل إمدادات الوقود والمياه والكهرباء عن القطاع، أعلنت الأمم المتّحدة، الجمعة، أنّ أكثر من 423 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي عنيف.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوشا"، في بيان، إنّ عدد النازحين في القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمة ارتفع بحلول مساء الخميس بمقدار 84 ألفاً و444 شخصاً إضافياً، ليصل إلى 423 ألفاً و378 نازحاً.
وفي هذا الصدد، أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نداءً عاجلاً لحشد نحو 294 مليون دولار، لدعم 77 شريكاً في مجال الإغاثة، للاستجابة للاحتياجات الطارئة لمليون و260 ألف شخص في غزة، والضفة الغربية المحتلة.
وذكر المكتب، في بيان صدر في وقت متأخر من الخميس، إن النداء يشمل "عمل ومتطلبات التمويل لمجتمع العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك 13 وكالة أممية و29 منظمة غير حكومية دولية، و35 منظمة غير حكومية محلية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني".
وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، التي يشملها النداء، تقوم بدور فريد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ إنها الجهة الرئيسية التي توفر الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية والحماية والبنية التحتية للمخيمات، لمليون و500 ألف لاجئ فلسطيني مسجل في غزة.
وتخدم "الأونروا" في الضفة الغربية، 1.1 مليون لاجئ فلسطيني وغيرهم من الأشخاص المسجلين لديها.