قال مصدر أمني مصري السبت، إنه لا يمكن عبور حاملي الجنسيات الأجنبية من قطاع غزة إلى مصر إلّا بعد السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، فيما قال مسؤول بالخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر وإسرائيل وقطر لفتح معبر رفح أمام الأميركيين والأجانب.
وأبلغ المصدر الأمني وكالة أنباء العالم العربي (AWP)، بأن السلطات المصرية رفضت فتح معبر رفح من الجانب المصري لعبور الأجانب والفلسطينيين، الذين يحملون جنسيات أخرى "إلا بالتزامن مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية".
وأفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصدرين أمنيين مصريين، بأن الإجلاء المزمع من غزة لعدد ممن يحملون جوازات سفر أجنبية، تأجل بسبب عدم وجود تفاوض مع إسرائيل والولايات المتحدة بشأن أي اتفاق لإرسال مساعدات إلى القطاع.
من جانبه، قال كمال الخطيب، مندوب السفارة الفلسطينية في معبر رفح، لوكالة أنباء العالم العربي، إن السلطات المصرية تربط السماح بدخول وعبور الأجانب وحاملي الجنسيات الأجنبية العالقين حالياً في معبر رفح من الجانب الفلسطيني بدخول المساعدات.
اتصالات أميركية
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، السبت، إن الولايات المتحدة طلبت من مواطنيها الاقتراب من معبر رفح بعد محادثات مع مصر وإسرائيل وقطر لفتح المعبر السبت.
وأضاف المسؤول أن واشنطن على اتصال بالأميركيين من أصل فلسطيني داخل غزة، وأن بعضهم عبّر عن رغبته في المغادرة عن طريق رفح، ولكن من غير الواضح إذا كانت حماس ستسمح للسكان بالوصول إلى رفح.
وتقول مصر إن جانبها من معبر رفح بين سيناء وقطاع غزة لا يزال مفتوحاً، ومع ذلك توقفت حركة المرور لعدة أيام، بسبب القصف الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من الحدود.
وقال مصدر أمني مصري تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن قوات الأمن المصرية عززت الأمن على جانبها من الحدود بما في ذلك وضع حواجز خرسانية، لكن التقارير بأنها أغلقت المعبر غير صحيحة.
ويشكل المعبر المخرج الرئيسي لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، السبت، إن المعبر لا يزال مغلقاً، وإن أي عبور من قطاع غزة إلى مصر سيجري بالتنسيق مع إسرائيل.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في وقت سابق السبت، إن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل تأجيل الهجوم البري على غزة إلى حين فتح "ممر إنساني"، وذلك بعد ساعات من إعلان منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أن بلاده تجري اتصالات مع مصر وإسرائيل لفتح ممر إنساني في قطاع غزة.
مساعدات تنتظر العبور
ووصلت طائرتا مساعدات إحداهما من تركيا إلى مطار العريش بشمال سيناء في مصر، السبت، على بعد حوالي 45 كيلومتراً من حدود غزة، ليصل إجمالي عدد الطائرات التي وصلت حتى الآن محملة بمساعدات إنسانية إلى غزة إلى 5 طائرات على الأقل، بعد أن وصلت طائرة مساعدات طبية أخرى من الإمارات، مساء الجمعة، وفقاً لمسؤول بالهلال الأحمر المصري، ومتطوع في مجال الإغاثة.
كما وصل مطار العريش، الخميس الماضي، طائرة مساعدات أرسلها الأردن الخميس الماضي.
وفي وقت سابق، السبت، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن طائرة محملة بإمدادات طبية لدعم الاحتياجات الصحية العاجلة في غزة وصلت إلى العريش.
وأطلق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في مصر الذي يضم جمعيات ومؤسسات خيرية وأهلية، قافلة شاملة تتجه إلى غزة.
وتضم القافلة المصرية 110 شاحنات محملة بمساعدات إنسانية تتضمن ما يزيد على 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية و80 خيمة بجانب ما يزيد على 46 ألف قطعة ملابس وأكثر من 290 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية.
توافق مصري تركي
وفي سياق آخر، طالبت مصر وتركيا بوقف تمدد صراع إسرائيل وغزة، واستئناف محادثات السلام بشأن حل الدولتين، وأكدتا رفضهما تهجير الفلسطينيين من القطاع.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان في القاهرة، السبت: "ندعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، معتبراً أن "تصاعد الصراع وانزلاقه نحو الأعمال العسكرية سببه عدم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني".
وأكد شكري أن "القاهرة وأنقرة لديهما هدف موحد يتمثل في السعي لإزالة الخطورة عن قطاع غزة"، لافتاً إلى "وضع أسس لاستمرار الاتصالات مع تركيا للتعاون بشأن مختلف القضايا".
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي إنه "يرفض نفي الفلسطينيين إلى مصر"، مؤكداً أن "أنقرة تقف مع مصر"، مشدداً على ضرورة وقف تمدد صراع إسرائيل وغزة واستئناف محادثات السلام بشأن حل الدولتين، وجدد التأكيد على أن "الحل الوحيد للصراع يمر عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وأضاف: "نرفض الاعتداءات على المدنيين، ويجب منع قتلهم من أي طرف كان، وندعو لحل دائم وعادل للقضية الفلسطينية"، مؤكداً على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وتابع: "دون سلام لا يمكن تأسيس الأمن بالمعنى الحقيقي".
في السياق ذاته، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع فيدان، التصعيد العسكري المتسارع في قطاع غزة، وتوافق الجانبان على الخطورة البالغة للوضع الراهن وتهديده لاستقرار وأمن المنطقة، ما يتطلب تكثيف الجهود الدولية للعمل على الوقف الفوري للعنف واستعادة التهدئة، واتخاذ إجراءات فورية وفعالة لحماية المدنيين ومنع تعريضهم لأخطار القتل والتشريد والدمار.
وعلى نحو مماثل، بحث أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مع فيدان تطورات التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.
وصرح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن الطرفين اتفقا، بمقر الجامعة في القاهرة، على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري وتوفير الإغاثة اللازمة للمدنيين في القطاع، من خلال توفير الممرات الآمنة في أسرع وقت ممكن، وإدخال المساعدات الإنسانية للسكان الذين تزداد معاناتهم كل ساعة.
"نكبة ثانية"
والسبت، حذرت دول عربية عدة، من "التهجير القسري" لسكان قطاع غزة، بعد أن طالبت إسرائيل سكان القطاع البالغ عدد قاطنيه أكثر من مليوني شخص بالنزوح جنوباً، وسط مناشدات دولية بفتح ممر إنساني، مع تصاعد القصف الإسرائيلي وتزايد الحشود على حدود القطاع، ما يرجح "توغلاً برياً محتملاً".
وأدانت السعودية ومصر والأردن، تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة، بينما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ذلك التهجير، بأنه سيكون بمثابة "نكبة ثانية".
وتعكس المخاوف العربية عميقة الجذور من أن تؤدي الحرب الدائرة حالياً إلى موجة نزوح جديدة من الأراضي التي يريد الفلسطينيون بناء دولتهم المستقبلية عليها.
ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لهيئة الأمم المتحدة، فإن "التقديرات تشير إلى أن عشرات الآلاف في غزة فروا جنوباً"، بعد مهلة إسرائيلية لإخلاء شمال القطاع خلال 24 ساعة، موضحاً أنه قبل صدور أمر الإخلاء، كان أكثر من 400 ألف فلسطيني نزحوا فعلياً داخل القطاع، بسبب الهجوم الإسرائيلي.