بدأت شحنات الأسلحة الأميركية تصل إلى إسرائيل، بعد أيام من بدء حركة "حماس" هجوم واسع النطاق ضد تل أبيب التي ردت بحرب شاملة على قطاع غزة، وسط توقعات بأن يكون تقديم المزيد من الدعم العسكري محور اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس جو بايدن، الذي بدأ، الأربعاء، زيارة إلى تل أبيب لإظهار التعاطف والدعم، لكنه قد يكون بمثابة دافع لإحداث طفرة في مبيعات الأسلحة التي تعمل على تعزيز الأرباح والقدرة على صنع الأسلحة بين الموردين الأميركيين.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ارتفاع مبيعات الأسلحة بالتزامن مع نشوب الصراع بين إسرائيل و"حماس" والغزو الروسي لأوكرانيا، ومواجهة خطر الصين المتنامي، أدى إلى "ازدهار صناعة الأسلحة، كما يعد فرصة لإدارة بايدن لربط الولايات المتحدة، أكبر مصدر للأسلحة، بجيوش الدول الأخرى بشكل أوثق"، مشيرة إلى وجود مخاوف من أن "العالم الأكثر تسليحاً سيكون عرضة للاندفاع نحو الحروب".
طلبات شراء أسلحة أميركية بالمليارات
الضغط لتزويد إسرائيل بمزيد من الأسلحة يأتي في وقت يكافح فيه المقاولون الأميركيون بالفعل لمواكبة الطلب لإعادة إمداد أوكرانيا في حربها ضد روسيا، ومساعدة حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في أوروبا، مثل بولندا، على تعزيز دفاعاتهم.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى وجود طلبيات بمليارات الدولارات معلقة من الحلفاء في آسيا، مدفوعة بتصور التهديد المتزايد من الصين.
وباستثناء المبيعات داخل الولايات المتحدة والصين وروسيا، من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على المشتريات العسكرية إلى 241 مليار دولار، العام المقبل، أي بزيادة 23% عن العام الماضي.
أكثر من تريليوني دولار لشراء الأسلحة
وبلغ الإنفاق العسكري العالمي، العام الماضي، على الأسلحة والأفراد والتكاليف الأخرى 2.2 تريليون دولار، وهو أعلى مستوى منذ نهاية الحرب الباردة على الأقل، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي يعد إحصاءً سنوياً.
وهذه هي الزيادة الأكبر على الإطلاق خلال عامين في قاعدة البيانات التي تحتفظ بها شركة Janes التي تتتبع الإنفاق العسكري منذ ما يقرب من عقدين. واعتباراً من العام الماضي، سيطرت الولايات المتحدة على ما يقدر بنحو 45% من صادرات الأسلحة العالمية، أي ما يقرب من 5 أضعاف أي دولة أخرى وأعلى مستوى لها منذ السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي مباشرة.
وشجع الطلب المتزايد على القوة العسكرية الدول الأخرى المنتجة للأسلحة، مثل تركيا وكوريا الجنوبية، على زيادة صادراتها، ما أعطى المشترين المزيد من الخيارات، في وقت يعني فيه نقص الإنتاج في الولايات المتحدة أن الأمر ربما يستغرق سنوات حتى يتم تنفيذ الطلبات.
سفن وجنود لدعم إسرائيل
وبعد ساعات من اندلاع الحرب في غزة، حركت واشنطن سفناً حربية وطائرات إلى المنطقة لتكون جاهزة لتزويد إسرائيل بكل ما تحتاجه للرد، إضافة إلى المزيد من السفن والأفراد، إذ تستعد قوات أخرى في الولايات المتحدة للانتشار، حال تم استدعاؤها، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الأميركية "أسوشيتد برس"، الأربعاء.
كان أحد الأمثلة الأكثر وضوحاً على الاستجابة الأميركية هو إرسال مجموعة من السفن الحربية الضخمة إلى المياه المحيطة بإسرائيل في البحرين الأبيض المتوسط والأحمر.
وتلقت المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" أمراً بالتوجه إلى شرق البحر المتوسط بعد ساعات قليلة من الهجوم، فيما أعلنت وزارة الدفاع "البنتاجون" تمديد فترة وُجود حاملة الطائرات في المنطقة لمدة 6 أشهر، دون ذكر موعد انتهائها.
وأصدر وزير الدفاع، لويد أوستن، أمراً خلال الأيام الماضية، بانضمام حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" إلى "جيرالد فورد" في شرق البحر الأبيض المتوسط. وتتجه السفينتان الآن إلى المنطقة عبر المحيط الأطلسي.
وقال "البنتاجون" إنه سيرسل مجموعة "يو إي إس باتان" البرمائية، والتي تتكون من 3 سفن تحمل على متنها الآلاف من قوات مشاة البحرية التابعين لوحدة وحدة المشاة البحرية الـ 26، إلى المنطقة.
وأفاد مسؤول أميركي بأن سفينة النقل البرمائية "يو إس إس ميسا فيردي" موجودة في البحر المتوسط، وأن السفينتين "باتان" و"يو إس إس كارتر هول" البرمائيتين تتحركان من الخليج نحو البحر الأحمر.
وتحمل السفينتان "باتان" و"يو إس إس كارتر هول" طائرات مروحية وزوارق هجومية يمكنها إدخال مشاة البحرية إلى منطقة معادية أو تقديم الرعاية الطبية أو غيرها من المساعدات، حسبما ذكرت الوكالة.
أسلحة وطائرات حربية
ووصلت طائرات محملة بالأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، وشاهد الوزير لويد أوستن، الجمعة، تفريغ طائرة نقل من طراز C-17 في قاعدة نفاطيم الجوية شرق غزة.
وقال البنتاجون، الثلاثاء، إنه سلم بالفعل 5 شحنات من الأسلحة إلى إسرائيل، متوقعة إرسال المزيد، بالإضافة إلى قنابل صغيرة، وذخائر أخرى، وصواريخ اعتراضية لاستخدامها في منظومة الدفاع الجوي "القبة الحديدية".
ومن المرجح أن تكون ذخائر "القبة الحديدية"، التي تقدمها الولايات المتحدة إلى إسرائيل، جزءاً من حزم المساعدات الأميركية المستمرة، والتي تشمل ذخائر الهجوم المباشر المشترك.
وشكلت الولايات المتحدة خلية صغيرة من قوات العمليات الخاصة التي كانت تعمل مع إسرائيل، لتقديم المعلومات الاستخبارية والمشورة للجيش الإسرائيلي بشأن جهود استعادة الرهائن.
وأصدر "البنتاجون" أوامر بإرسال المزيد من الطائرات الحربية إلى القواعد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لدعم أسراب المقاتلات A-10، وF-15، وF-16.
وأمر أوستن بوضع 2000 جندي أميركي في حالة استعداد للانتشار، إذا لزم الأمر، في الأيام والأسابيع المقبلة. ومن المرجح أن تشمل هذه القوات جنوداً إضافيين.