قالت مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة وحكومات أوروبية نصحت إسرائيل بالإحجام عن أي هجوم بري على قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة "حماس"، بينما تسعى واشنطن لإطلاق سراح المزيد من الرهائن، وتتأهب لاحتمال اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.
وأضافت المصادر أن إحدى الأولويات الأميركية تتمثل في إتاحة مزيد من الوقت للمفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين أسرتهم "حماس" خلال هجومها واسع النطاق في 7 أكتوبر الجاري، خصوصاً بعد الإفراج غير المتوقع عن أسيرتين أميركيتين الجمعة، ورهينتين أخريين، الاثنين.
ولفتت إلى أن الإدارة الأميركية تضع قطر، التي تقوم بجهود وساطة مع "حماس"، على علم بتلك المحادثات مع إسرائيل.
وقالت المصادر إن البيت الأبيض ووزارتي الدفاع (البنتاجون) والخارجية يكثفون حالياً مناشداتهم للإسرائيليين بتوخي الحذر.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات بشأن الرهائن: "حالياً، لا توجد خريطة طريق واضحة أو تسلسل لخطوات نحو التهدئة الكاملة. الأولوية هي العمل على إخراج الرهائن خطوة بخطوة". ويُعتقد أن "حماس" تحتجز أكثر من 200 رهينة.
اقتراح أوروبي
بدوره، أفاد مسؤول أميركي بأن الحكومات الأوروبية، التي يُحتجز العديد من مواطنيها رهائن، اقترحت على إسرائيل الامتناع عن شن هجوم بري، لإفساح المجال أمام المفاوضات بشأن إطلاق سراحهم.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش، الأحد، أزمة الرهائن والأزمات الإنسانية في غزة مع قادة كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا.
يأتي ذلك في وقت صرح فيه مسؤولون إسرائيليون بأن "اجتياح غزة ربما يكون وشيكاً"، غير أن أياً منهم لم يحدد موعده أو ما إذا كان قد تأجل، إذ استدعت إسرائيل 300 ألف جندي احتياط، وهو رقم قياسي.
وقال نائب السفير الإسرائيلي لدى واشنطن إلياف بنيامين، لراديو الجيش الإسرائيلي: "سنفعل ما يتعين علينا القيام به، عندما يتعين علينا فعله"، مخففاً من تأثير الولايات المتحدة على التخطيط لشن هجوم.
كسب الوقت
ويسمح نصح إسرائيل بوقف الهجوم البري أيضاً لواشنطن بالاستعداد لأي هجمات انتقامية محتملة على المصالح الأميركية في المنطقة مع تزايد المخاوف من اتساع نطاق الصراع، خصوصاً بين إسرائيل و"حزب الله".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لشبكة "NBC"، الأحد:"نتوقع أن يكون هناك احتمال للتصعيد، ونتخذ خطوات للتأكد من أننا قادرون على الدفاع بشكل فعال عن مواطنينا والرد بشكل حاسم إذا لزم الأمر".
وتزايد قلق واشنطن إزاء رغبة بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين، ومنهم وزير الدفاع يوآف جالانت، في الدعوة إلى توجيه ضربة استباقية إلى "حزب الله".
ويرى مسؤولون أميركيون أن إسرائيل "ستواجه صعوبة" في خوض حرب على جبهتين في وقت واحد، إذا شن "حزب الله" معركة واسعة النطاق في الشمال، إذ أرسلت واشنطن حاملتي طائرات إلى شرق البحر المتوسط، لتعزيز وجودها في المنطقة والعمل في المقام الأول كرادع لأعداء إسرائيل الآخرين في الشرق الأوسط.
تأثيرات غير مباشرة
وقال مسؤول دفاعي أميركي إن وزير الدفاع لويد أوستن شدد خلال العديد من المكالمات الهاتفية مع نظيره الإسرائيلي على ضرورة الاستعداد للتأثيرات غير المباشرة للهجوم البري، والتي تتضمن مخاطر اتساع نطاق الصراع في المنطقة ومصير الرهائن والأزمة الإنسانية.
وتشير إسرائيل إلى تحول في الأساليب بإرسال قوات مشاة مدعومة بالدبابات للتوغل في غزة لجمع معلومات، وهو ما أطلق شرارة اشتباكات مع "حماس"، كما ركزت ضرباتها الجوية على ما وصفتها بـ"المناطق التي تجمع فيها حماس مقاتليها لنصب كمين لأي اجتياح".
ويحض المسؤولون الأميركيون إسرائيل على اتباع قوانين الحرب، حال اجتياحها غزة التي يقطنها 2.3 مليون نسمة. يأتي ذلك فيما يفاقم الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة الأزمة الإنسانية بالقطاع، حيث أودى القصف الإسرائيلي المتواصل بحياة ما يزيد على 5000 فلسطيني حتى الآن.