قالت قناة "الجزيرة" إن أفراداً من أسرة مراسلها في غزة وائل الدحدوح، وهم زوجته وابنته وابنه، قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على غزة مساء الأربعاء.
وأفادت القناة بأن عدداً كبيراً من أفراد العائلة مصابون وآخرون تحت أنقاض المنزل الذي لجأوا إليه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وتم إنقاذ ابنة أخرى من تحت الأنقاض.
ونشرت القناة لقطات حية لمراسلها وائل الدحدوح، وهو يبكي وهو ينظر إلى جثامين أفراد أسرته بالمستشفى. وظهر في مقطع فيديو بثته الجزيرة، وهو يربت على جثمان ابنه، ويقول: "تنتقموا منا في الأولاد، معلش".
وذكرت "الجزيرة" أن عائلة الدحدوح لجأت إلى مخيم النصيرات وسط القطاع، جنوب وادي غزة، بدلاً من حي تل الهوى في مدينة غزة، بعدما قرر الدحدوح نقلهم ليكونوا ضمن المناطق التي طالب الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين للجوء إليها لتجنب القصف.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على الحادث.
"المنطقة الآمنة"
وقال وائل الدحدوح عبر قناة الجزيرة: "من الواضح أن مسلسل استهداف الأطفال والنساء والمدنيين مستمر، وكنت تحدثت عن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت كل المناطق، بما فيها منطقة النصيرات، وكانت تراودنا بعض الشكوك بأن الاحتلال الإسرائيلي لن يترك هؤلاء دون عقاب، ومع الأسف هذا الذي حدث، وهذه هي المنطقة التي قال عنها الاحتلال (الأخلاقي) إنها آمنة".
وأضاف: "القصف الإسرائيلي استهدف عائلتي في منطقة بعيدة عن شمال غزة الذي طلب جيش الاحتلال إخلاءه"، وقال: "بنتقمون منا بالأولاد، دموعنا دموع إنسانية، وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال".
وكان الدحدوح يقوم بتغطية القصف الإسرائيلي على غزة على شاشة "الجزيرة" قبل نحو ساعتين من علمه بأن أفراداً من أسرته ضمن الضحايا، وبثت القناة لقطات للحظة التي تم فيها إبلاغ مراسلها بنبأ رحيل زوجته وابنه وابنته جراء القصف.
وذكر مراسل "الشرق" في غزة أن جميع أبناء الدحدوح الـ8 أصيبوا أو قتلوا في القصف الإسرائيلي، باستثناء ابنه الأكبر حمزة الذي يعمل في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، كما لقي عدد من إخوة زوجة مراسل الجزيرة حتفهم في القصف، الذي دمر المنزل تدميراً كلياً.
وأضاف أن الغارة على مخيم النصيرات أودت بحياة أكثر من 200 شخص، كما أدى قصف آخر على مخيم اليرموك إلى تدمير العديد من المنازل التي أصبحت طوابقها تحت الأرض من شدة القذائف الإسرائيلية.
وأوضح أنه خلال 24 ساعة سبقت تلك الموجة من الغارات، سقط نحو 600 شخص في غزة في ثاني أكبر حصيلة يومية منذ بداية الحرب، التي أدت حتى الآن إلى ما يقارب 7 آلاف ضحية.