حرب غزة ونفوذ بكين لدى إيران يهيمنان على محادثات بلينكن ونظيره الصيني

خبراء توقعوا ألا تضغط بكين بقوة على طهران لتهدئة التوترات مع واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين خلال لقائه مع نظيره الصيني وانج يي في واشنطن. 26 أكتوبر 2023 - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين خلال لقائه مع نظيره الصيني وانج يي في واشنطن. 26 أكتوبر 2023 - REUTERS
واشنطن/بكين/ دبي -رويترزالشرق

قال وزير الخارجية الصيني وانج يي في مستهل زيارة إلى واشنطن، إن الخلافات بين الولايات المتحدة والصين، تحتاج إلى حوار "معمق"، و"شامل" لتقليل مساحة سوء التفاهم ولتحقيق استقرار العلاقات، فيما أعرب وزير الخارجية الأميركي عن تطلعه لإجراء محادثات بناءة مع نظيره الصيني، فيما هيمنت الحرب في غزة والتوترات مع إيران على المحادثات.

وأضاف وزير الخارجية الصيني، وهو بجوار نظيره الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي بالخارجية الأميركية، أن البلدين تتشاركان في مصالح مهمة وتحديات يحتاجان إلى "حلها معاً".

ومضى قائلاً عبر مترجم: "لذلك الصين والولايات المتحدة تحتاجان إلى الحوار. لا يتعين علينا فقط أن نستأنف الحوار، بل يجب أن يكون حواراً متعمقاً وشاملاً".

وأشار إلى أن الحوار سيسهم في تقليل مساحات سوء الفهم، ويساعد على دفع العلاقات للاستقرار "وإعادتها لمسار التنمية السليمة والمستقرة والمستدامة".

وأضاف كبير الدبلوماسيين الصينيين أنه من خلال الحوار "يمكننا دائما السعي إلى توسيع الأرضية المشتركة ومواصلة التعاون الذي سيفيد الجانبين حتى نحقق الاستقرار للعلاقات الصينية الأميركية، ونعيدها إلى مسار التنمية الصحية والمستقرة والمستدامة".

"محادثات بناءة"

وأعرب وزير الخارجية الأميركي عن اتفاقه مع نظيره الصيني، وترحيبه به مجدداً. ورد بلينكن بالقول: "أتفق مع ما قاله وزير الخارجية"، وفق ما أورده بيان الخارجية الأميركية.
 
وقبل تحدث وانج، قال بلينكن إنه يتطلع لإجراء محادثات بناءة مع نظيره الصيني. وخلال الاجتماع عبر بلينكن عن تعازيه لنظيره في وفاة رئيس الوزراء الصيني السابق لي كه تشيانج الذي رحل الخميس.

ومن المقرر أن يستكمل الوزيران مناقشاتهما، الجمعة.

ومن المتوقع أيضاً أن يلتقي الدبلوماسي الصيني المخضرم بمستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك سوليفان، الجمعة. كما توقع مسؤولان أميركيان أن يجتمع مع الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته للبيت الأبيض.

الحرب في الشرق الأوسط

وأضافت الحرب في الشرق الأوسط، أهمية جديدة لتفاعلات العلاقة المتوترة بين القوتين العظميين، إذ تأمل واشنطن أن يكون بمقدور بكين استغلال نفوذها لدى إيران للمساعدة في ضمان ألا يمتد صراع إسرائيل مع حركة "حماس" إلى المنطقة الأوسع.

وأولوية إدارة بايدن فيما يتعلق بالعلاقات مع بكين، هي منع المنافسة المحتدمة بين أكبر اقتصادين في العالم، والخلافات على مجموعة من القضايا تشمل التجارة وتايوان وبحر الصين الجنوبي من الانزلاق لمستوى الصراع.

ولا يتوقع خبراء تحقيق تقدم سريع على صعيد العلاقات بين البلدين، على الرغم من قول بكين وواشنطن، إنهما تبحثان عن مجالات للتعاون المشترك، وقال الرئيس الصيني شي جين بينج، الأربعاء، إن الصين مستعدة للتعاون فيما يتعلق بالتحديات العالمية.

وقبل زيارة وانج يي إلى واشنطن، قال بلينكن الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي، إنه سيبحث مع نظيره الصيني سبل تجنب منع الصراع من الاتساع.

مصلحة مشتركة

ويقول محللو سياسات في الصين والولايات المتحدة، إن من مصلحة الجانبين تجنب حرباً أوسع في الشرق الأوسط وإن الصين، وهي مستورد كبير للنفط، لها نفوذ ليس بالهين على إيران.

لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت بكين ستختار فعلاً استغلال هذا النفوذ، ويقول خبراء إن الصين ربما بدلاً من ذلك تقف وتراقب من على الهامش لفترة أطول.

وقال جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "الصينيون بالتأكيد لديهم مصلحة في منع مواجهة مباشرة أميركية إيرانية، لأنهم مستهلكون كبار للنفط وهذا سيرفع الأسعار".

وتابع قائلاً: "لكن ورغم ذلك من غير المرجح أن يقوم الصينيون بجهد كبير في هذا الصدد. أتوقع أنهم سيريدون لهم مقعداً على الطاولة، عندما يتم حل الصراع بين إسرائيل وغزة، لكن ليس لديهم الرغبة أو القدرة على التعجيل بالحل".

ويتوقع محللون أن تركز المناقشات التي يجريها وزير الخارجية الصيني في الولايات المتحدة أيضاً على تجهيزات للقاء متوقع بين بايدن وشي على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في سان فرانسيسكو في الفترة من 11 حتى 17 نوفمبر. وسيكون هذا أول اجتماع مباشر بين الرئيسين منذ قمة في بالي بإندونيسيا في نوفمبر الماضي.

ضربات أميركية على أهداف إيرانية 

والخميس، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، إن الولايات المتحدة نفذت ضربات ضد منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني وجماعات يدعمها، رداً على سلسلة من الهجمات ضد القوات الأميركية في كل من العراق وسوريا.

وذكر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان: "هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أميركيين في العراق وسوريا من قبل ميليشيات مدعومة من إيران، والتي بدأت في 17 أكتوبر".

وأضاف أوستن أن الولايات المتحدة "لن تتسامح مع الهجمات ضد الأميركيين، وستدافع عن مصالحها، مشيراً إلى أنها ستتخذ إجراءات إضافية إذا استمرت هجمات وكلاء طهران".

وتابع: "الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية غير مقبولة، ويجب أن تتوقف".

وشدد على أن تلك الهجمات "منفصلة عن الصراع بين إسرائيل و(حركة) حماس، ولا تشكل تحولاً في نهجنا تجاه الصراع"، مؤكداً أن واشنطن "لا تسعى للصراع، وليس لديها نية للانخراط في أي عداءات أخرى".

تصنيفات

قصص قد تهمك