أعداد وهُويّات الضحايا.. جبهة أخرى في حرب إسرائيل على غزة

time reading iconدقائق القراءة - 18
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية يعرض أسماء ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة خلال اجتماع حكومي في رام الله- 30 أكتوبر 2023 - "وفا"
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية يعرض أسماء ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة خلال اجتماع حكومي في رام الله- 30 أكتوبر 2023 - "وفا"
دبي -رامي زين الدين

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، تُشكّك تل أبيب ودول غربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، في أعداد الضحايا التي تعلنها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وتلقَّت إسرائيل ضربة مباغتة عندما شنت فصائل فلسطينية هجوماً في 7 أكتوبر، ما أدّى إلى سقوط أكثر من 1500 إسرائيلي، من بينهم جنود وضباط، ورجال أمن، ومدنيون.

وسرعان ما رد الجيش الإسرائيلي بعملية أطلق عليها "السيوف الحديدية"، قتل فيها آلاف المدنيين الفلسطينيين في غارات كثيفة، كما قطعت إسرائيل الماء والكهرباء وكل موارد الطاقة على القطاع المحاصر، الذي يعيش فيه أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، على مساحة تقدر بنحو 365 كيلومتراً مربعاً.

من فقد حياته في غزة؟

تُظهر أحدث إحصائية نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مساء الأربعاء، أن عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي في القطاع بلغ 8796 شخصاً، من بينهم 3648 طفلاً و2290 امرأة، بينما ناهزت أعداد المصابين وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 24 ألفاً و428 شخصاً حتى يوم 1 نوفمبر، إلى جانب مليون ونصف المليون نازح.

وأفادت الهيئات الصحية في القطاع بوجود أكثر من 2000 بلاغ عن مفقودين تحت الأنقاض، إذ لا تستطيع فرق الإنقاذ والإسعاف الوصول للمئات منهم، بسبب تراكم الحطام في كل مكان، فضلاً عن قطع الاتصالات الذي فاقم هذه المعاناة. كما فقد نحو 130 من الكوادر الطبية حياتهم منذ بدء القصف الإسرائيلي قبل أكثر من 3 أسابيع.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن شكك في مصداقية الأرقام الفلسطينية بشأن أعداد الضحايا في غزة، وقال: "ليس لديّ أدنى فكرة عما إذا كان الفلسطينيون يقولون الحقيقة بشأن عدد الضحايا"، مضيفاً: "أنا متأكد من أن أبرياء لقوا حتفهم، وهذا هو ثمن شن الحرب".

ودعا بايدن، إسرائيل إلى أن تكون "حذرة للغاية" لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

وفيما بدا أنه رد على التشكيك الأميركي، أصدرت وزارة الصحة في غزة تقريراً من 212 صفحة، مؤرخاً من 7 إلى 26 أكتوبر، يضم أسماء وأرقام بطاقات هوية لأكثر من 7 آلاف فلسطيني لقوا حتفهم في القصف الإسرائيلي على القطاع، بما في ذلك تصنيف قائم على العمر والجنس.

وبلغ إجمالي عدد الموثقين بالاسم لحظة إصدار ذلك التقرير: 7028 شخصاً، بينهم 2913 طفلاً، و4115 من البالغين، في حين بلغ إجمالي الضحايا حسب الجنس 3129 أنثى، و3899 ذكراً، وبلغ عدد مجهولي الهوية 281 (لم يتم التعرف عليهم).

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن الإحصائيات لا تشمل "المفقودين تحت الأنقاض، ومن تم دفنهم مباشرة دون عرضهم على المستشفيات، ومن لم تتمكن المستشفيات من إتمام إجراءات تسجيلهم"، لافتة إلى أن العدد الفعلي للضحايا أعلى من المرصود في التقرير بمئات.

شكوك "بلا أدلة"

وفي المقابل، شكّكت تل أبيب في مصداقية الإحصائيات الفلسطينية، واعتبرت أن "وزارة الصحة في غزة تُضخم باستمرار الأعداد"، زاعمة أنه "تم اكتشاف كذبها في الماضي"، وفق بيان لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

لكن على الرغم من ذلك، لم تُقدم إسرائيل أي أدّلة تدعم موقفها، لا سيما أن لديها قاعدة بيانات تضم أرقام هويات الفلسطينيين كافة، سواء في غزة أو في باقي مناطق الضفة الغربية المحتلة، إذ تتحكم في السجل السكاني للفلسطينيين، ولا تستطيع السلطة في رام الله منح هويات لمواطنيها إلّا بعد أخذ موافقة إسرائيل والتنسيق معها، إذ تقتصر صلاحيات السلطة في هذا الإطار على تسجيل المواليد والوفيات، واستبدال بطاقات الهوية الشخصية.

واعتمدت منظمة الصحة العالمية أرقاماً مشابهة للأرقام التي تعلنها وزارة الصحة في غزة، وبحسب بيان نقلته وكالة "رويترز" يوم 27 أكتوبر، قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية لدى المنظمة مايكل رايان "قد لا تكون الأرقام دقيقة تماماً عند صدورها لحظة بلحظة، لكنها تعكس بشكل عام مستوى الوفيات والإصابات في جانبي هذا الصراع".

وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "نواصل إدراج بيانات (وزارة الصحة في غزة) في تقاريرنا ومن الواضح أنها تستند إلى مصادر".

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير سابق، إلى أن الولايات المتحدة لا تقدم تمويلاً مباشراً لوزارة الصحة في غزة بسبب ارتباطها بحركة "حماس"، ومع ذلك استشهدت وزارة الخارجية الأميركية بإحصائيات لعدد الضحايا في تقرير نُشر قبل بضعة أشهر فقط.

أرقام "موثوقة"

وقال مدير مكتب إسرائيل وفلسطين بمنظمة "هيومن رايتس ووتش" عمر شاكر، إن "الجميع يستخدم الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، لأنه ثبت بشكل عام أنها موثوقة"، إلى أنه "في الأوقات التي قمنا فيها بالتحقق من أرقام ضربات معينة، لم نشهد تناقضات كبيرة في البيانات"، بحسب "واشنطن بوست".

ولا يزال القطاع الصحي في غزة يعتمد على دعم الجهات المانحة، إذ تقدم منظمات مثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئ فلسطيني في الشرق الأدنى "الأونروا" الدعم الطبي، ورغم الخلافات مع "حماس"، توفر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة جزءاً من ميزانيتها للرعاية الصحية، وغيرها من الخدمات في القطاع.

من جهتها، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، الثلاثاء، ارتفاع عدد الضحايا بين موظفيها في القطاع إلى 67، منذ بدء الحرب.

وفي 17 أكتوبر، تعرض المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في غزة لقصف أودى بحياة المئات، ممن لجؤوا إلى الاحتماء بالمنشآت الطبية تجنباً للقصف الإسرائيلي المكثف على القطاع. وتضاربت الروايات بشأن أرقام الضحايا والجهة المسؤولة عن الهجوم.

وألقت "حماس" بالمسؤولية على غارة إسرائيلية، لكن تل أبيب زعمت أن الحادث وقع جراء تحطّم صاروخ بالخطأ أطلقته حركة "الجهاد الإسلامي"، وهو ما نفته الفصائل الفلسطينية بشكل مطلق.

كيف توثق وزارة الصحة في غزة عدد الضحايا؟

يكافح الأطباء في غزة لتدوين الملاحظات بشأن بيانات الضحايا في دفاتر يحتفظون بها في جيوب معاطفهم، بينما يمارسون أعمالهم في أقسام الطوارئ وغرف العمليات والمشارح المكتظة بالضحايا والمصابين وذويهم.

كما يواجه المسعفون والمنقذون صعوبات كبيرة ومخاطر جمة في أعمال البحث عن ناجين، أو إخراج الجثث من تحت الأنقاض، وكثيراً ما يضطرون إلى دفن الضحايا في مقابر جماعية، كما وصل عدد الضحايا من الكوادر الطبية إلى 101، بحسب تقرير سابق لوكالة "أسوشيتد برس".

ونقلت الوكالة عن مديرين في مستشفى "الشفاء" بغزة قولهم إنهم يحتفظون بسجلات لكل جريح يشغل سريراً، وكل جثة تصل إلى المشرحة، إذ يدخلون البيانات في نظام محوسب مشترك، وهو عبارة عن جدول بيانات يرمز بالألوان ومقسم إلى فئات: الاسم، ورقم الهوية، وتاريخ دخول المستشفى، ونوع الإصابة، والحالة.

وعادة ما يخرج المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة بشكل دوري، للإعلان عن آخر مستجدات الوضع الطبي في القطاع، موضحاً إحصائيات الضحايا والمصابين، بالاعتماد على البيانات التي يتلقاها من مستشفيات القطاع كافة.

وقال القدرة بـ"أسوشيتد برس"، إن الأسماء ليست متاحة دائماً، إذ يواجه مع زملاؤه اضطرابات بسبب انقطاع الاتصالات. وتجمع الوزارة البيانات من مصادر أخرى أيضاً، بما في ذلك الهلال الأحمر الفلسطيني.

وتَصدر تحديثات للضحايا كل بضع ساعات، تشمل عدد الوفيات والجرحى مع تفصيل يتضمن الرجال والنساء والقاصرين، بينما لا تُقدم بشكل عام أسماء أو أعمار أو موقع الوفاة، وتأتي هذه المعلومات من مراسلين على الأرض، أو من المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره "حماس".

تُعدُّ وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" المصدر الرسمي الوحيد للضحايا في غزة، لاسيما بعد أن أغلقت إسرائيل حدود القطاع، ومنعت الصحافيين الأجانب والعاملين في المجال الإنساني من الوصول إليه.

وقالت "أسوشيتد برس" الأميركية التي لديها مراسلون يعملون في غزة، إنه "بينما لا يستطيع هؤلاء الصحافيون إجراء إحصاء شامل، فقد شاهدوا أعداداً كبيرة من الجثث في مواقع الغارات الجوية والمشارح والجنازات".

وأشارت الأمم المتحدة ومؤسسات دولية أخرى وخبراء، وكذلك السلطات الفلسطينية في الضفة الغربية، إلى أن وزارة الصحة في غزة بذلت منذ فترة طويلة جهوداً حسنة النية لحساب الوفيات، جراء النزاعات المسلحة في ظل أصعب الظروف.

وفي الحروب السابقة، صمدت إحصائيات الوزارة أمام تدقيق الأمم المتحدة والتحقيقات المستقلة، وحتى الإحصائيات الإسرائيلية.

وخلال 4 حروب سابقة، ومواجهات دامية بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، أشارت وكالات الأمم المتحدة إلى حصيلة الضحايا التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة ضمن تقارير منتظمة. كما تستخدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الفلسطيني المصادر ذاتها.

وفي جميع الحالات، كانت إحصائيات الأمم المتحدة متسقة إلى حد كبير مع أرقام وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في غزة، مع وجود اختلافات بسيطة.

أعداد الضحايا في الحروب السابقة

  • حرب 2008:

- وزارة الصحة الفلسطينية: 1440 فلسطينياً.

- الأمم المتحدة: 1385 ضحية.

  • حرب 2014:

- وزارة الصحة الفلسطينية: 2310 فلسطينيين.

- الأمم المتحدة: 2251 ضحية.

  • حرب 2021:

- وزارة الصحة الفلسطينية: 260 فلسطينياً.

- الأمم المتحدة: 256 ضحية.

خسائر الفصائل الفلسطينية

بالنسبة للخسائر في صفوف الفصائل الفلسطينية، من الصعب الوصول إلى بيانات دقيقة بشأنها، إذ لم تُعلن عن قائمة كاملة توضح المقاتلين والقادة الذين لقوا حتفهم سواء بالمواجهات المسلحة أو بالقصف الإسرائيلي المباشر، لكن حسابات "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وخاصة على "تليجرام"، تنشر رسائل نعي لمقاتلين أو قادة في صفوفها.

وأعلنت "حماس" في 19 أكتوبر، أن قائد قوات الأمن الوطني في غزة جهاد محيسن، لقي حتفه مع أفراد عائلته في منزلهم أثناء ضربة جوية إسرائيلية بالقطاع، وقبل ذلك أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، أن غارة إسرائيلية أودت بحياة قائد المنطقة الوسطى في "حماس" والقائد السابق للمخابرات العسكرية في غزة أيمن نوفل، وهو ما أكدته إسرائيل أيضاً.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة منذ بدء الحرب، تصفية قادة في "حماس"، من بينهم قائد كتيبة غرب خان يونس مدحت مباشر، وقائد كتيبة "الدرج والتفاح" رأفت عباس، ونائبه إبراهيم جذبة، وقائد المساعدات الحربية والإدارية في الكتيبة طارق معروف، ونائب قائد مديرية المخابرات شادي بارود، وقائد كتيبة منطقة شمال خان يونس تيسير مباشر، وقائد المنظومة الجوية في غزة مراد أبو مراد، ومسؤول ملف التدريبات في غزة معاذ عبد الرحمن، وضابط الدفاع الجوي لكتيبة "الصبرة وتل الهوا" عثمان حمدان، ومسؤول الإمدادات في غزة محمود الريفي.

وتضمّنت قائمة قادة "حماس" الذين استهدفهم القصف الإسرائيلي أيضاً، قائد المنطقة الجنوبية في الأمن العام معتز عيد، ومسؤول الاقتصاد في المكتب السياسي للحركة جواد أبو شمالة، وقائد سرية النخبة في وسط جباليا شمال غزة علي القاضي، ورئيس دائرة العلاقات الوطنية في المكتب السياسي للحركة زكريا أبو معمر، وقائد وحدة النخبة في كتيبة جنوب خان يونس بلال القدرة، ومسؤول التدريبات للمنظومة الجوية شمال غزة غسان الشلفوح، ونائب قائد منظومة المدفعية الصاروخية محمد قطامش.

ومنذ هجوم السابع من أكتوبر، نشرت العديد من الصفحات الفلسطينية المحسوبة على "حماس"، و"سرايا القدس" على مواقع التواصل أسماء عشرات المقاتلين الذين لقوا حتفهم خلال اشتباكات مسلحة مع الجيش الإسرائيلي، لا سيما في جنين والخليل وبيت لحم وغيرها من مناطق الضفة الغربية المحتلة.

وأعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" يوم 28 أكتوبر تصفية قائد القوة البحرية للواء غزة التابع لـ"حماس" راتب أبو صهيبان، لافتاً إلى أنه كان من قاد محاولة التسلل البحري إلى منطقة زيكيم قبل بضعة أيام عبر البحر. وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن طائرات حربية تمكنت من تصفية قائد كتيبة "بيت لاهيا" التابعة لحماس والمسؤول عن إرسال منفذي هجوم 7 أكتوبر نسيم أبو عجينة.

من فقد حياته في إسرائيل؟

وتُشير الأرقام الرسمية في تل أبيب إلى سقوط أكثر من 1530 شخصاً، من بينهم جنود وعناصر في أجهزة الشرطة والأمن، منذ هجوم 7 أكتوبر، في حين لا تزال عملية التعرف على الجثث مستمرة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاربعاء، أن 16 من جنوده لقوا حتفهم خلال العمليات البرية في غزة الثلاثاء والأربعاء، ونشر عبر موقعه الرسمي أسماء 331 جندياً وضابطاً مع صورهم، لافتاً إلى أن هذه القائمة هي التي سمح بنشرها حتى الآن.

وتنشر صحيفة "هآرتس" قائمة محدثة بأسماء الإسرائيليين التي سمح بنشر صورهم، وتضم جنوداً وضباطاً في الجيش الإسرائيلي، وعناصر من الشرطة وأجهزة الأمن وخدمات الإنقاذ، إضافة إلى مدنيين، من بينهم نساء وأطفال.

كما غابت عن القائمة صور الأجانب الذين قالت إسرائيل إنهم لقوا حتفهم خلال هجوم "حماس"، ولا سيما من الجنسيتين التايلاندية والنيبالية، والذين عرّفتهم كطلاب وعمال.

وقبل أيام قليلة، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أنه تم التعرف على جثث 823 شخصاً من غير الجنود، في حين نُقلت 715 جثة للدفن، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري في إحاطة إعلامية، إن عدد الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة ارتفع إلى 240.

وذكرت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" أن أكثر من نصف الأسرى لدى الفصائل في غزة (138) يحملون جوازات سفر أجنبية من 25 دولة، لافتةً إلى أن 31 أميركياً لقوا حتفهم، وفقاً للبيت الأبيض، وأدرج 13 في عداد المفقودين.

وزعم الجيش الإسرائيلي في تقرير سابق بعنوان "ماذا حدث في مذبحة 7 أكتوبر؟"، أن مقاتلي حركة حماس، "اقتحموا منازل المدنيين وقتلوا أكثر من 1300 مدني". ولكن إحصاءات لاحقة أظهرت أن عدداً كبيراً من جنوده لقوا حتفهم في الهجمات.

ومن بين أبرز الضباط الإسرائيليين الذين أكدت تل أبيب مصرعهم، العقيد يوناتان شتاينبرج (42 عاماً) قائد "لواء ناحل" أحد ألوية المشاة الخمسة بالجيش الإسرائيلي، والمقدم عليم سعد عبد الله (40 عاماً) نائب قائد لواء 300 في فرقة الجليل، خلال اشتباكات مع مسلحين تسللوا من الأراضي اللبنانية.

كما أعلنت أيضاً سقوط العقيد روي يوسف ليفي (44 عاماً) قائد الوحدة المتعددة الأبعاد (وحدة الشبح)، والمقدم سهار مخلوف (36 عاماً) قائد "كتيبة الاتصالات 481"، والمقدم يوناتان بنيامين تسور (33 عاماً) قائد كتيبة الاستطلاع في "لواء ناحل"، والمقدم إيلي جنسبرج (42 عاماً) الضابط بوحدة "شايطيت 13" (قوات بحرية خاصة).

"تفنيد رواية تل أبيب"

وزعمت إسرائيل خلال الأيام الأولى عقب هجمات 7 أكتوبر، قيام مقاتلين من الفصائل الفلسطينية بـ"قطع رؤوس عدد من الأطفال الإسرائيليين"، وتبنّت وسائل إعلام ومسؤولون غربيون، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي جو بايدن تلك المزاعم، قبل أن يتراجعوا عنها بعدما تبيَّن عدم صحتها.

وقال بايدن خلال اجتماع لقادة الطائفة اليهودية في البيت الأبيض إن "من المهم أن يرى الأميركيون ما يحدث، لم أكن أظن أنني سأرى هذا، صور مؤكدة لأطفال مقطوعي الرأس".

وجاءت تلك التصريحات بعد تقارير عرضها الجيش الإسرائيلي على صحافيين خلال جولات في مناطق هاجمتها حركة "حماس" بمحيط قطاع غزة.

وكانت قناة "I24 news" الإسرائيلية نقلت عن بعض الجنود قولهم إنهم "عثروا على جثث 40 طفلاً رضيعاً بعضهم تم قطع رؤوسهم"، ثم ما لبثت العديد من وسائل الإعلام ومسؤولين في الغرب أن استخدموا تلك الروايات لوصف ما جرى في 7 أكتوبر، قبل أن يتراجع البعض، ويعتذر آخرون عنها.

وأصدر البيت الأبيض توضيحاً قال فيه إن بايدن والمسؤولين الأميركيين "لم يروا صوراً، أو يتحققوا بشكل مستقل من أن حماس قطعت رؤوس أطفال"، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي "بنى تعليقاته على مزاعم متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتقارير إعلامية من إسرائيل"، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

كما اعتذرت مراسلة شبكة "سي إن إن" الأميركية سارة سيدنر عبر منصة إكس، وقالت في تغريدتها: "مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إنه تأكد من قيام حماس بقطع رؤوس الأطفال والرضع، بينما كنا على الهواء مباشرة. وتقول الحكومة الإسرائيلية الآن إنها لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال. كان يجب أن أكون أكثر حذراً في كلماتي. أنا آسفة".

وفي المقابل، نفت حركة "حماس" قيام مقاتليها بقطع رؤوس الأطفال أو مهاجمة النساء، حيث وصف عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، الاتهامات بأنها "ادعاءات ملفقة ولا أساس لها من الصحة".

تصنيفات

قصص قد تهمك