أعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيل، تساحي هنجبي، الثلاثاء، انطلاق ما وصفه بـ"المرحلة الثالثة" في حرب غزة، وهي العملية البرية في شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى، كانت تشمل احتواء هجوم "حماس"، وتأمين جنوب إسرائيل، كما تتمثل المرحلة الثانية، بحسب تعبيره، في "ضرب كل أنظمة العدو بقوة ودقة، من البر والبحر والجو، عبر معلومات استخباراتية".
وأضاف: "إنها حملة صعبة، وتتطلب قتالاً مكثفاً. لا يوجد قتال دون ثمن موجع. نحن نحارب كأمة، رغم الألم. نحن عازمون على الفوز رغم الألم"، على حد قوله.
وأشار إلى أن إسرائيل تتخذ "وضعاً دفاعياً" على الجبهة اللبنانية لتفادي إرهاق قواتها، بينما تركز على شن الحرب على حماس في قطاع غزة.
وأضاف هنجبي "بعد يوم واحد من (القضاء على) حماس" ستطبق إسرائيل "الدروس المستفادة" على مقاتلي جماعة حزب الله.
وأردف قائلاً إن لذلك جوانب تتعلق بالعمليات، دون أن يخوض في تفاصيل أخرى.
لا اتفاق بشأن المحتجزين
وقال هنجبي اليوم الثلاثاء إنه "لا يوجد اتفاق يلوح في الأفق" بشأن الإفراج عن المحتجزين في غزة، وأضاف أن الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين في اليمن على إسرائيل "لا تحتمل" لكنه أحجم عن تقديم تفاصيل عندما سئل عن الرد الإسرائيلي المحتمل.
وقال إن المستشفيات المصرية يجب أن تكون بديلاً لعلاج المصابين في قطاع غزة حيث تتعرض المستشفيات لضغوط، وتعاني من انقطاع التيار الكهربائي.
لكنه أشار إلى أن إسرائيل تتفهم قلق مصر بشأن تدفق اللاجئين الفلسطينيين لأراضيها.
وقال هنجبي إن تركيز الجيش الإسرائيلي ينصب حالياً على قتال مسلحي حركة حماس في شمال غزة، مشيراً إلى أن هذا التركيز سيتحول إلى الجزء الجنوبي من القطاع في مرحلة لاحقة.
توغل بري
وتنفذ إسرائيل عمليات توغل بري محدودة منذ أيام في شمال قطاع غزة، قالت إسرائيل وحركة حماس إنها تشهد قتالاً عنيفاً.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الأحد، أن إسرائيل تنفذ توغلات برية محدودة بدلاً من الاجتياح الشامل، على الأقل حالياً، عبر إرسال مجموعات استطلاع متقدمة، في محاولة لتقليل الخسائر العسكرية الإسرائيلية، حين يتم الاجتياح، مشيرة إلى أن ذلك تم بنصيحة من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
وقال خبراء عسكريون لـ"رويترز"، إن القوات الإسرائيلية تتحرك ببطء في هجومها البري على غزة، لأسباب منها إبقاء الباب مفتوحاً أمام احتمال دخول مقاتلي "حماس" في تفاوض على إطلاق سراح أكثر من 200 رهينة.
وأفاد قائد إسرائيلي كبير سابق، رفض نشر هويته، بأنه من خلال التحرك ببطء، يأمل الجيش الإسرائيلي في أن "يؤمن أجنحة قواته ويقلل خسائره، ويستدرج مقاتلي حماس للخروج من الأنفاق أو المناطق الحضرية الأكثر كثافة والاشتباك مع القوات في مناطق مفتوحة يسهل فيها قتلهم".
اشتباكات مع حماس
وقال قائد المنطقة الجنوبية في إسرائيل، يارون فينكلمان الثلاثاء، في تسجيل صوتي، موجهاً حديثه إلى القوات البرية: "ننطلق الآن للهجوم على حماس" في غزة، بهدف الانتصار "مهما طال القتال"، وأضاف "سنقاتل في الأزقة والأنفاق، وسنحارب أينما يلزم للقضاء على حماس".
بدورها، أكدت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، الثلاثاء، وقوع اشتباكات برية مع القوات الإسرائيلية، وقالت إن مقاتليها نصبوا كميناً للقوات الإسرائيلية في بيت حانون بشمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن مقاتليها يستهدفون قواتاً إسرائيلية راجلة، وجرافة وآلية كانت تؤمنان القوة.
كما أعلنت استهداف دبابة إسرائيلية، بعد توغلها في شرق حي الزيتون بشمال القطاع، بقذيفة "الياسين 105" محلية الصنع، مشيرة إلى اشتعال النيران في الدبابة.
وفي إطار المواجهات المباشرة مع القوات الإسرائيلية، قالت الكتائب، إنها و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، تواجه عشرات الدبابات الإسرائيلية التي تحاول التقدم في محاور شمال غرب القطاع وجنوب مدينة غزة، مستخدمة القذائف المضادة للدروع.