تسببت حرب إسرائيل على قطاع غزة، في خلافات "بارزة" بين أعضاء الفريق السياسي بالحملة الانتخابية للرئيس الأميركي جو بايدن، حسبما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي.
ويشعر الفريق السياسي التابع للرئيس بايدن لانتخابات 2024، بالاستياء بشأن الحرب الجارية، حيث يرى بعض مساعديه أن البيت الأبيض يحرض على "هجوم غير أخلاقي" على الفلسطينيين، بينما يعتقد آخرون أن الرئيس يُظهر "وضوحاً أخلاقياً" في حمايته إسرائيل.
وقال الموقع، في تقرير نشره، الأحد، إن الصراع داخل اللجنة الوطنية الديمقراطية، التي يعتمد عليها بايدن في حملة إعادة انتخابه، يعكس وجود انقسامات أكبر على المستوى السياسي، وفيما بين الأجيال المختلفة بين الديمقراطيين، إذ تكمن بشكل أساسي بين الأكبر سناً المؤيدين لإسرائيل والتقدميين الأصغر سناً الأكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين.
وأضاف "أكسيوس"، أن الخلافات بين الجيلين ظهرت بسبب الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي في قطاع غزة، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته "حماس" على مدن وبلدات في محيط قطاع القطاع.
وشنت حركة "حماس" هجوماً مباغتاً على مدن وبلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة، وتسبب في قتل أكثر من 1400 إسرائيلي، واحتجاز أكثر من 240 رهينة. في المقابل، أودى القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بحياة أكثر من 9 آلاف فلسطيني، بينهم نحو 4 آلاف طفل، وأكثر من 2400 سيدة.
تفكير في الاستقالة
وذكر "أكسيوس" أن بعض الموظفين في اللجنة يشعرون باليأس بشأن حجم الرد الإسرائيلي وعدد الضحايا الفلسطينيين، ناقلاً عن أحد هؤلاء الموظفين قوله إنهم يفكرون في الاستقالة بسبب دعم بايدن الحازم لإسرائيل.
وقال مسؤول رفيع المستوى في اللجنة، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"أكسيوس": "لقد ركز الرئيس حملته عام 2020 على أنها (معركة من أجل روح الأمة)، ولكن يبدو أن الإدارة تخوض حالياً معركة من أجل روحها فقط".
وأضاف المسؤول: "لا أعرف كيف يمكن النظر إلى دعم القتل على نطاق واسع للمدنيين الفلسطينيين سوى أنه أمر غير أخلاقي".
ومن جانبه، قال رئيس اللجنة الوطنية، جيمي هاريسون، في بيان، إن "بايدن يواصل إظهار قيادة لا مثيل لها ووضوح أخلاقي"، معتبراً أن "إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها من الإرهاب والتهديد المستمر الذي تشكله حماس".
وأشار هاريسون إلى أن بايدن، الذي دعا إلى "هدنة إنسانية" للقتال في غزة ولكن ليس وقفاً لإطلاق النار، كان "مدافعاً قوياً عن إدخال المساعدات الإنسانية لسكان غزة وكذلك حماية أرواح المدنيين".
غضب من سياسية بايدن
ونقل الموقع عن مصدر مطلع، لم يكشف هويته، قوله إن بعض موظفي اللجنة يشعرون بالقلق من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية التي يتلقونها من المانحين الديمقراطيين الغاضبين من سياسة الإدارة الأميركية.
وفي يوم الجمعة، وقَّع 51 من موظفي اللجنة الوطنية الديمقراطية، أي حوالي 17% مما يقرب من 300 موظف، على رسالة إلى قادة اللجنة قائلين فيها: "نشعر أنه من واجبنا الأخلاقي على اللجنة حث بايدن على الدعوة علناً إلى وقف إطلاق النار".
وأشار الموقع إلى أن الصراعات الداخلية في اللجنة الديمقراطية باتت تظهر أيضاً بين الديمقراطيين في الكونجرس، وموظفيهم، إذ كتب موظفون سابقون في حملات السيناتور الديمقراطية إليزابيث وارن، والسيناتور بيرني ساندرز، رسائل تحث أعضاء مجلس الشيوخ على الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وقال العديد من الديمقراطيين في مجلس النواب لـ"أكسيوس"، إنهم يتوقعون أن يبدأ المزيد من زملائهم في التحدث علناً عن الوضع الإنساني في غزة. كما قال أحد المشرعين المؤيدين لإسرائيل: "سيكون من الصعب للغاية على الديمقراطيين تجاهل الأمر في ضوء ما نشاهده في القنوات الإخبارية في غزة".
وكان السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، لفت الأنظار، الخميس الماضي، ببيان دعا فيه إسرائيل إلى "إعادة النظر فوراً في نهجها خلال الحرب".
ويبدو أن المعركة قد تسربت إلى الإدارة أيضاً، إذ أفادت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، أن أحد المسؤولين البارزين في وزارة الخارجية الأميركية استقال للسبب نفسه، مما دفع مسؤولي الأمن القومي الأميركي لعقد جلسات استماع للموظفين.