اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع محتجين كانوا يتظاهرون أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، السبت، وسط غضب شديد من الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حركة "حماس"، الشهر الماضي، على بلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة، إذ طالب المحتجون بوقف إطلاق النار في غزة، والتفاوض من أجل إطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في القطاع.
ولوح المئات بالعلم الإسرائيلي، ورددوا هتافات "السجن الآن!" قبل أن يقتحموا حواجز الشرطة، حول مقر إقامة نتنياهو في القدس.
ويسلط هذا الاحتجاج الضوء، على الغضب الشعبي المتزايد تجاه القادة السياسيين والأمنيين، وتزامن مع استطلاع للرأي أظهر أن أكثر من ثلاثة أرباع الإسرائيليين يرون ضرورة استقالة نتنياهو.
ولم يقر نتنياهو حتى الآن بالمسؤولية الشخصية عن الإخفاقات التي سمحت بالهجوم المباغت الذي شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
ومع تلاشي آثار الصدمة الأولى، تزايد الغضب الشعبي، إذ انتقدت العديد من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة بشدة رد فعل الحكومة، وطالبت بتحرير ذويهم.
كما تظاهر الآلاف في تل أبيب ملوحين بالأعلام ورافعين صوراً لبعض الأسرى في غزة ولافتات كتبوا عليها شعارات مثل "أطلقوا سراح الرهائن الآن بأي ثمن".
وقالت الشرطة الإسرائيلية، إنها اعتقلت 3 أشخاص خلال احتجاجات مناهضة للحكومة، مشيرةً في تصريحات لشبكة CNN الأميركية، إلى أن مئات الأشخاص تجمعوا للاحتجاج على فشل حكومة نتنياهو في منع هجمات حركة "حماس".
ويمكن من خلال مقاطع الفيديو التي نشرتها الشرطة سماع المتظاهرين وهم يهتفون: "أين كنتم في كفر عزة؟"، وهي إحدى المناطق التي تضررت خلال الهجوم، مطالبين بإقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي.
كما نظَّم مئات آخرون من أفراد عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ 7 أكتوبر الماضي مظاهرة أمام مقر الحكومة، في تل أبيب، للمطالبة باتخاذ إجراءات أكبر لإطلاق سراح الرهائن.
وفي بيان صدر قبل المظاهرة، قال المنظمون، إن هذا "ليس احتجاجاً مناهضاً للحكومة، ولكنه تجمع للعائلات التي ترغب في رؤية المزيد من الجهود لإطلاق سراح الرهائن".
وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر هجوماً جوياً وبرياً مكثفاً على غزة، حيث قالت السلطات الصحية، إن ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني قتلوا جراء الهجمات حتى الآن، في حين تحولت مساحات شاسعة من القطاع الذي تديره حماس إلى أنقاض.
ونتنياهو شخصية مثيرة للانقسام حتى قبل الحرب، إذ كان يحاكم بتهم فساد ينفيها، كما قدم خطة للحد من صلاحيات السلطة القضائية، دفعت مئات الآلاف إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية، السبت، أن 76% من الإسرائيليين يرون ضرورة استقالة نتنياهو، بينما قال 64% إنه يجب إجراء انتخابات بعد الحرب مباشرة.
وعندما سئلوا عن المسؤول الأكبر عن هجوم حماس، حمل 44% من المشاركين في الاستطلاع نتنياهو المسؤولية، في حين حمل 33% المسؤولية لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي وكبار مسؤولي الجيش، وألقى 5% باللوم على وزير الدفاع يوآف جالانت.