قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى استقباله لقائد عسكري صيني كبير، الأربعاء، إن أهمية التعاون العسكري بين روسيا والصين تزداد باطراد، لكنهما لا يعتزمان تشكيل تحالف عسكري على غرار الذي انخرطا فيه خلال الحرب الباردة.
وأضاف بوتين خلال لقائه نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية تشانج يو شيا، أن الأسلحة الحديثة ستساعد في ضمان أمن البلدين.
كما اتهم الرئيس الروسي حلف شمال الأطلسي "الناتو" بإثارة توترات في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
ويثير التقارب بين موسكو وبكين قلق الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، ما دفعها لاتخاذ إجراءات وقرارات للحد من نفوذ روسيا والصين في ملفات مختلفة.
وتباينت الإجراءات الأميركية والغربية بين "زيادة الإنفاق العسكري، وتعزيز الأمن السيبراني، والتكامل الاقتصادي وغيرها"، في سبيل تقليل الاعتماد على روسيا "عملاق الطاقة"، والصين "ثاني أقوى اقتصاد في العالم".
"نموذج للتفاعل الاستراتيجي"
وفي وقت سابق، الأربعاء، أجرى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو محادثات مع القائد العسكري الصيني في موسكو.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن شويجو قوله خلال الاجتماع: "نحن، على عكس بعض الدول الغربية العدوانية، لا نؤسس تكتلاً عسكرياً، فالعلاقات بين روسيا والصين نموذج للتفاعل الاستراتيجي القائم على الثقة والاحترام".
وهذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها شويجو ويو شيا في غضون أيام قليلة، بعد المحادثات التي أجريت على هامش "منتدى شيانجشان للدفاع" الذي حضره شويجو ببكين في 30 أكتوبر.
وأعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينج عن "شراكة بلا حدود" قبل أقل من 3 أسابيع من إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا العام الماضي.
وتحجم الصين عن انتقاد أعمال موسكو هناك، فيما تحذّر الولايات المتحدة بكين من مغبة تزويد روسيا بالأسلحة.
دعوات للضغط على موسكو
دعا وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع، الأربعاء، الصين للضغط على روسيا لوقف "عدوانها العسكري على أوكرانيا".
وقال الوزراء في بيان مشترك عقب اجتماع في طوكيو إن "التزامنا الراسخ بدعم قتال أوكرانيا من أجل استقلالها، سيادتها، ووحدة أراضيها، لن يتزعزع أبداً".
وأضافوا: "ندعو الصين إلى عدم مساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا، والضغط على موسكو لوقف عدوانها العسكري، ودعم سلام عادل ودائم في أوكرانيا".
وتابعوا: "نرحّب بمشاركة الصين في عملية السلام التي تقودها أوكرانيا".
وأكدوا: "ندرك أهمية التعامل بصراحة مع الصين والتعبير عن مخاوفنا بشكل مباشر"، وأقروا بأهمية "العمل سوياً مع الصين في التحديات الدولية، إضافة إلى المجالات ذات الاهتمام المشترك".
فيما قال وزير الخارجية الصيني وانج يي، نهاية الشهر الماضي، إن بلاده تأمل أن يتبنى الاتحاد الأوروبي موقفاً أكثر واقعية وعقلانية بالتعاون مع بكين، مؤكداً أن الطرفين شريكان، وأن "المصالح المشتركة بينهما تفوق الخلافات بكثير".