قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الخميس، إن توسيع نطاق الحرب أصبح أمر "لا مفر منه" مع تزايد حدتها في قطاع غزة، في حين أشار المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن إيران أو وكلاءها في المنطقة يعتزمون التعجيل بنشوب صراع يتجاوز حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال عبد اللهيان إنه "نظراً لتزايد حدة الحرب ضد السكان المدنيين في غزة، فقد أصبح توسيع نطاقها الآن أمراً لا مفر منه"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وقالت الوكالة الإيرانية إن الوزيرين تبادلا وجهات النظر بشأن بعض المبادرات المقترحة لوقف "محتمل" لإطلاق النار.
وتكثفت مؤخراً الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي المشاركة في مواجهة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق لحركة "حماس" على إسرائيلي في 7 أكتوبر الماضي.
وتحمّل الولايات المتحدة جماعات مدعومة من إيران، مسؤولية الهجمات، وتقول إن المسؤولية النهائية تقع على طهران التي تنفي ذلك قائلة إن الجماعات الضالعة في الهجمات تفعل ذلك من تلقاء نفسها، بحسب وكالة "رويترز".
"أعمال استفزازية"
من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، في وقت سابق، الخميس، إنه لا يوجد ما يشير إلى أن إيران أو وكلاءها في المنطقة يعتزمون التعجيل بنشوب صراع يتجاوز حرب إسرائيل مع "حماس".
لكن ساترفيلد شدد على ضرورة "ألا تُقدم إيران وجماعة حزب الله اللبنانية على أعمال استفزازية، وإن تبادل إطلاق النار مع حزب الله على طول حدود إسرائيل مع لبنان يعزز احتمال التقديرات الخاطئة".
وأضاف ساترفيلد في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت مع الصحافيين: "لا نعتقد أن صراعاً تتورط فيه لبنان وإسرائيل أمر لا مفر منه بحال من الأحوال، والحقيقة هنا والآن هي أنه لا يوجد ما يشير من أي جانب إلى أن هناك نية لاستباق صراع أو حرب".
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، أن طائرتين حربيتين أميركيتين قد أغارتا على منشأة في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني وجماعات تابعة له، في عملية قالت إنها رداً على الهجمات التي تطال القواعد الأميركية في المنطقة.
كما استهدفت القوات الأميركية منشأتين في سوريا في 26 أكتوبر، قالت إن إيران والمنظمات التابعة لها تستخدمهما، وقدّرت أيضاً أن تلك الضربات لم تتسبب في وقوع إصابات.
وخلال زيارة غير معلنة إلى بغداد، الأحد الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه "أوضح تماماً" لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن "هذه الهجمات، والتهديدات التي مصدرها ميليشيات متحالفة مع إيران، غير مقبولة على الإطلاق"، متعهداً بـ"اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل حماية" القوات الأميركية.
وينتشر في العراق نحو 2500 جندي أميركي، يقدّمون مهمات استشارية لنظرائهم العراقيين في إطار مكافحة تنظيم "داعش"، فيما ينتشر في سوريا نحو 900 جندي أميركي.